حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
تذكرة ( درجة أولى ) على خطوط طيران جهنم !
حديثي هنا خاص بنا نحن العرب ..
والأمر ــ رغم أنه يعتبر نكتة ــ إلا أنه من النوع الذى يسبب ضحكا
أَمّــر من البكاء والعويل ..
فالعرب منذ سنوات طويلة وهم ينحدرون دينيا ( بالتفرق والتحزب ) و
سياسيا ( بالمتاجرة الرخيصة والنفاق ) واقتصاديا ( بأنظمة الفساد والضرائب والنهب
) ..
لكن هذا الإنهيار كان يسير بوتيرة بطيئة نوعا ما منذ بداية القرن
العشرين وحتى بدايات القرن الحادى والعشرين ..
وفجأة ..
منذ حوالى سبع سنوات تصاعدت وتيرة الهبوط لتبلغ سرعة الضوء حقيقة !!
فنحن نرى أمورا الآن كانت قبل عشر سنوات من الشذوذ الذى يحاربه
المجتمع نفسه بكل قوة واستنكار , حتى أنه فى عام 2007 تقريبا عندما جرؤ وزير
الثقافة فاروق حسنى على إنكار فريضة الحجاب قامت الدنيا عليه ولم تقعد واندلعت
المظاهرات فى كل مكان ..
وعندما أصدرت وزارة الثقافة تحت قيادته روايات جنسية بذيئة هاجت
الدنيا حتى اضطروا لسحبها من الأسواق والاعتذار ..
وعندما قامت وزارة الثقافة بمدح الحملة الفرنسية الوحشية لنابليون
وادعت أن لها أثرا حضاريا , قامت قيامة المفكرين والمثقفين على هذا القول الفاجر
الذى يتجاهل وحشية نابليون الذى أحرق قري كاملة بسكانها لأنها رفضت الإستسلام !
وعندما كتب سيد القمنى بذاءاته الداعية إلى الإلحاد وأعطته وزارة
الثقافة جائزة الدولة تعرض هو والوزارة لحملة شرسة حتى اضطر للاعتذار واعتزال
الكتابة خوفا من ردة فعل المجتمع !
ولنا أن نتخيل أن هذه الأمور حدثت منذ أعوام قليلة فقط ..
أى أننا لا نتحدث عن أمور حدثت من ألف عام , فما هو السر الذى جعل
الرقابة المجتمعية تنسحق لهذه الدرجة المهولة حتى وصلنا لبعض الظواهر التى كنا
نعتبرها خيالا غير قابل للتحقيق في الواقع ..
فشاهدنا مثلا دعاة التطرف يدعون علنا لإلغاء الأزهر نفسه .. إلغاء
الجامع والجامعة وإلغاء التعليم الأزهرى تماما من مصر باعتباره ــ فى زعمهم ــ
مفرخة إرهاب !!
وشاهدنا دعاة الإنحلال والشذوذ الذين كانوا يستترون من المجتمع
بفضائحهم ينشرون بذاءاتهم علنا ويفتخرون بها ويهاجمون بشراسة كل من يجرؤ على وصفها
بالإنحلال ,
ثم كانت المصيبة أن أصبح التدين والإلتزام والأخلاق تهمة يهرب بها
أصحابها ولا يعلنونها خوفا من هجوم الإعلام عليهم واتهامهم بالإرهاب !
وأصبح القرآن الكريم نفسه فى مرمى نيران هؤلاء بمنتهى التبجح حيث
يتكلمون عن الأحكام والتشريع والأخلاق بمنتهى الحقد ! , وهو حقد متبجح تفوق حتى
على حقد قوم لوط الذين قالوا فيما بينهم
( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )
بل بلغت كراهية الدين والأخلاق حدا جعل من الإعلام منصة دائمة لنشر
أخبار التنمر والتمرد على أى شخص يجرؤ أن يغار على عرضه فى مجتمعات الدياثة !
وليست الكارثة فى حدوث هذه الظواهر وحدها ..
بل المصيبة الجامعة أن هذه الظواهر تحدث وتستمر وتعلو بمنحنى تصاعدى
فى وقت ذروة إبتلاء ربانى كاسح بوباء عالمى !
ولو عدنا لأقوال علمائنا السابقين سنجد أنهم ما حذروا من المعاصي
والفواحش في زمن من الأزمة قدر تحذيرهم من الفواحش زمن الإبتلاء ! لأنه بمثابة
تحدى صريح لله عز وجل
فما الذي يريده هؤلاء بالضبط ؟!
إن تهافت دعاة الإنحلال على حجز تذاكر الدرجة الأولى لطيران جهنم بلغ
حد الجنون , وكثير من أصحاب الأهواء يروقهم هذا ويتبعونهم بل ويتمنون أن ينضموا
لهم
فنعوذ بالله تعالى وقدرته من كل هؤلاء ومن خطوطهم الجوية لجهنم ومن
كل دعوى تهاجم حتى الأدنى من الغيرة والرجولة فضلا على الدين ..
اللهم أخرجنا من بينهم سالمين