أندرو جاي بايليس في كتابه "إسبرطة".. مدينة أسطورية وشعب لا مثيل له

  • جداريات 2
  • الإثنين 10 أغسطس 2020, 12:50 مساءً
  • 701
غلاف كتاب "إسبرطة"

غلاف كتاب "إسبرطة"

ترجمة أحمد فاضل كريستوفر هارت صحيفة ديلي ميل البريطانية

يدرس  أندرو جي بايليس  الإسبرطيين  في  كتاب  صدر  له  حديثاً ، حيث  تناول  من  خلاله  الآلات  التي استخدموها ، علاقاتهم التي احتقروا فيها  أي  شخص  ضعيف  أو سمين ، وشربوا  حساء  الدم وركلوا أردافهم  في  نظام  تمرين  وحشي،  لدرجة أن أماً  ضربت ابنها  حتى  الموت  ببلاط  السقف لعدم موته في المعركة ، كما تمت تربية الأولاد ليكونوا  محاربين  منذ  الطفولة ، واضطروا إلى إثبات قوتهم ، وفي الوقت نفسه  نشأت الفتيات ليصبحن محاربات كأقرانهم الشباب.  

الآن  إليك  تاريخ جديد لهؤلاء الأشخاص الاستثنائيين والمرعبين في الغالب  ، وهو  دراسة  علمية ممتعة للغاية  وليس من المستغرب أن تعلم  أن  الكثير  من  هذا  الكتاب ، سبق وأن تناولته السينما العالمية  ، ولكن من المثير للاهتمام معرفة كم هي حقيقة ما تناوله بايليس من أشياء لم تسقط بتقادم الزمن عليها ، فبعد ألفي عام ونصف ، ما زالوا يرمزون إلى أقصى حد في الشجاعة القتالية والوحشية العنيدة ، فمنذ الطفولة  نشأ  الأولاد ليصبحوا محاربين ، والفتيات ليصبحوا  أمهات المحاربين ، وبمجرد أن وصل الأولاد إلى مرحلة  الرجولة ، عاشوا في  فوضى  جماعية  ، وقضوا  أيامهم  في  الرياضة  ،  والجري ، والملاكمة ،  والمصارعة ،  ورمي  الرمح والرياضة الجماعية التي يمكن تخمين طبيعتها من اسمها " كرة المعركة " ، كما  أنها تمارس من  خلال  الرقصات  وهم يرتدون الدروع البرونزية الكاملة ، التي  يزن  الواحد  منها  حوالي  30 كجم ، أو 66  رطلاً ، وبما  أن هذه كانت  رقصة  حرب  وهي  عبارة  عن : "محاكاة طريقة الانحناء ، والقفز ، ومع أن النظام  الغذائي كان  بسيطاً ، لكنه كان مغذياً يتألف من : كعك الشعير والتين والجبن وزيت الزيتون و " المرق الأسود" اللعين ، وهو نوع من حساء الدم ، وأكلوا أيضا  الضأن أو الماعز ، ولم يكن الكعك في القائمة ، ولقد احتقروا أي شخص يعاني من زيادة الوزن وفرض غرامات بعدم حصولهم  على الدهون .

ومن  طريف  ما يسوقه  لنا  المؤلف، فقد  تم  إبقاء  الأولاد جائعين وتم  تشجيعهم  على  السرقة ، بدون  الإمساك  بهم   وهو  ممارسة مفيدة لعمليات  التخفي عندما يكبرون – بحسب ما كانوا يعتقدونه - ، كانوا ينامون  على  أسِرَّة  من القصب المستخرج من الأنهار ، على الرغم من  أنهم  سمحوا  في  الطقس البارد ببعض الدفء ، والكتاب يذهب لموضوعة الجنس بسؤال :

"هل  مارسوا الشذوذ الجنسي مثل غيرهم من اليونانيين؟ من المؤكد أن  الرجال الأكبر سِناً قاموا بتوجيه الأولاد الأصغر سِناً على ذلك ، لكن  كاتباً  قديماً واحداً على الأقل يقول بحزم أنهم اعتبروا العلاقات الجنسية  بين الرجال والأولاد مشمئزة ، بقدر ما فعلوا بسفاح القربى

مثل  العديد  من  الممارسات الجنسية في الماضي، قد يبدو هذا كله "رجولة واضحة" على الأصعدة كافة،  كما  يقول  بايليس ، لكن النساء  المتقاعسات  احتفلن  أيضاً  بجمالهن  الرياضي  ،  فقد  أشاد الشعراء الكلاسيكيون " بكاحليهم الجميلين " و " شعرهم  الذي يزهر مثل  الذهب  الخالص"، وقد  صدم زائرون أجانب زاروا إسبرطة أن النساء  ارتدين فساتين بيضاء صغيرة تكشف فخذيهن ، من خلال تمرين معين "حيث تقفز الفتيات ويركلن أردافهن ، أولاً بقدم واحدة ، ثم الأخرى ، يليهما كلاهما في نفس الوقت "، أما تحسين النسل فقد مارسنه  النساء  هناك  بمنتهى القسوة ،حيث يتم ببساطة قتل الأطفال المرضى وإلقاءهم من أماكن عالية ، وعاملوا فئة العبيد بشكل بغيض، حيث  يتم إرسال  المحاربين  الشباب لمطاردة وقتل أي عبيد يمكنهم العثور عليه ، كنوع من ممارسة الحرب.

لقد  استلهمت  اليونان  كلها  وكل  الحضارة  الغربية منذ ذلك الحين  الافتراضات  المركزية  حول  الحرية  الفردية والديمقراطية   اللتان تدفقدتا  من  تلك  التضحية ، ولكن  في  حين  أن المحاربين الذين لا نظير لهم  وشجاعتهم  المذهلة  واحتقارهم  للموت ، يواصلون إثارة الرعب فينا اليوم ، فإن قسوتهم تلهم أيضًا نفوراً معينً ، وفي اليونان اليوم  يعتبر  حزب  الفجر  الذهبي النازي الجديد ، أنفسهم على أنهم عصريون  يدافعون  عن  أرضهم  ضد  الغزو  الآسيوي  في  شكل مهاجرين غير شرعيين من سوريا والعراق.

تعليقات