هل ينظر الإسلام إلى المرأة على أنها ناقصة عقل ودين؟
- السبت 23 نوفمبر 2024
غلاف كتاب "إسبرطة"
ترجمة أحمد فاضل كريستوفر هارت صحيفة ديلي ميل البريطانية
يدرس أندرو جي بايليس الإسبرطيين في كتاب صدر له حديثاً ، حيث تناول من خلاله الآلات التي استخدموها ، علاقاتهم التي احتقروا فيها أي شخص ضعيف أو سمين ، وشربوا حساء الدم وركلوا أردافهم في نظام تمرين وحشي، لدرجة أن أماً ضربت ابنها حتى الموت ببلاط السقف لعدم موته في المعركة ، كما تمت تربية الأولاد ليكونوا محاربين منذ الطفولة ، واضطروا إلى إثبات قوتهم ، وفي الوقت نفسه نشأت الفتيات ليصبحن محاربات كأقرانهم الشباب.
الآن إليك تاريخ جديد لهؤلاء الأشخاص الاستثنائيين والمرعبين في الغالب ، وهو دراسة علمية ممتعة للغاية وليس من المستغرب أن تعلم أن الكثير من هذا الكتاب ، سبق وأن تناولته السينما العالمية ، ولكن من المثير للاهتمام معرفة كم هي حقيقة ما تناوله بايليس من أشياء لم تسقط بتقادم الزمن عليها ، فبعد ألفي عام ونصف ، ما زالوا يرمزون إلى أقصى حد في الشجاعة القتالية والوحشية العنيدة ، فمنذ الطفولة نشأ الأولاد ليصبحوا محاربين ، والفتيات ليصبحوا أمهات المحاربين ، وبمجرد أن وصل الأولاد إلى مرحلة الرجولة ، عاشوا في فوضى جماعية ، وقضوا أيامهم في الرياضة ، والجري ، والملاكمة ، والمصارعة ، ورمي الرمح والرياضة الجماعية التي يمكن تخمين طبيعتها من اسمها " كرة المعركة " ، كما أنها تمارس من خلال الرقصات وهم يرتدون الدروع البرونزية الكاملة ، التي يزن الواحد منها حوالي 30 كجم ، أو 66 رطلاً ، وبما أن هذه كانت رقصة حرب وهي عبارة عن : "محاكاة طريقة الانحناء ، والقفز ، ومع أن النظام الغذائي كان بسيطاً ، لكنه كان مغذياً يتألف من : كعك الشعير والتين والجبن وزيت الزيتون و " المرق الأسود" اللعين ، وهو نوع من حساء الدم ، وأكلوا أيضا الضأن أو الماعز ، ولم يكن الكعك في القائمة ، ولقد احتقروا أي شخص يعاني من زيادة الوزن وفرض غرامات بعدم حصولهم على الدهون .
ومن طريف ما يسوقه لنا المؤلف، فقد تم إبقاء الأولاد جائعين وتم تشجيعهم على السرقة ، بدون الإمساك بهم وهو ممارسة مفيدة لعمليات التخفي عندما يكبرون – بحسب ما كانوا يعتقدونه - ، كانوا ينامون على أسِرَّة من القصب المستخرج من الأنهار ، على الرغم من أنهم سمحوا في الطقس البارد ببعض الدفء ، والكتاب يذهب لموضوعة الجنس بسؤال :
"هل مارسوا الشذوذ الجنسي مثل غيرهم من اليونانيين؟ من المؤكد أن الرجال الأكبر سِناً قاموا بتوجيه الأولاد الأصغر سِناً على ذلك ، لكن كاتباً قديماً واحداً على الأقل يقول بحزم أنهم اعتبروا العلاقات الجنسية بين الرجال والأولاد مشمئزة ، بقدر ما فعلوا بسفاح القربى
مثل العديد من الممارسات الجنسية في الماضي، قد يبدو هذا كله "رجولة واضحة" على الأصعدة كافة، كما يقول بايليس ، لكن النساء المتقاعسات احتفلن أيضاً بجمالهن الرياضي ، فقد أشاد الشعراء الكلاسيكيون " بكاحليهم الجميلين " و " شعرهم الذي يزهر مثل الذهب الخالص"، وقد صدم زائرون أجانب زاروا إسبرطة أن النساء ارتدين فساتين بيضاء صغيرة تكشف فخذيهن ، من خلال تمرين معين "حيث تقفز الفتيات ويركلن أردافهن ، أولاً بقدم واحدة ، ثم الأخرى ، يليهما كلاهما في نفس الوقت "، أما تحسين النسل فقد مارسنه النساء هناك بمنتهى القسوة ،حيث يتم ببساطة قتل الأطفال المرضى وإلقاءهم من أماكن عالية ، وعاملوا فئة العبيد بشكل بغيض، حيث يتم إرسال المحاربين الشباب لمطاردة وقتل أي عبيد يمكنهم العثور عليه ، كنوع من ممارسة الحرب.
لقد استلهمت اليونان كلها وكل الحضارة الغربية منذ ذلك الحين الافتراضات المركزية حول الحرية الفردية والديمقراطية اللتان تدفقدتا من تلك التضحية ، ولكن في حين أن المحاربين الذين لا نظير لهم وشجاعتهم المذهلة واحتقارهم للموت ، يواصلون إثارة الرعب فينا اليوم ، فإن قسوتهم تلهم أيضًا نفوراً معينً ، وفي اليونان اليوم يعتبر حزب الفجر الذهبي النازي الجديد ، أنفسهم على أنهم عصريون يدافعون عن أرضهم ضد الغزو الآسيوي في شكل مهاجرين غير شرعيين من سوريا والعراق.