حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
كنت أعلم أن ما بعد كورونا لن يكون أبدا كما قبلها..
بعد رفع الحظر.. مازال لدي ذلك الشعور العجيب أن العالم بالخارج قد تبدل كثيرًا.
كل الشواهد تدفع بنا إلى اللا عودة
هذه الهيئة المُحيّرة التي بدا عليها حجاج بيت الله وقد سيقوا إلى الطواف والسعي وأداء المناسك كالروبوتات...
كانت تلك هي المَرَّة الأولى التي كرهت فيها النظام والأحكام والطوابير..
مندهشة أنا من اشتياق رئتي إلى اختلاط الأنفاس وتعانق الأصوات حين تصطخب في مزج عشوائي مرتب تستسيغه الأذن رغم تداخله، وتتلقّفه الروح فور تناثره
لست من المتشائمين في الأرض.. ولا من المبشرين بنهاية العالم، ولكن بفحصٍ دقيق للمشهد شعرتُ بوخز لعشرات الإبر تكاد تمزق أنسجتي..
ولا أرى خلاصا قريبا.. وكأن قاضيا مُمَكَّنا قد أصدر فرمانا ببقاء الحال على ما هو عليه بلا عودة لمتضرر أو حماية لمغفلين
سمعت أحدهم يتكلم عن الحج قائلا: "وكأنَّه الحج.. وكأنَّها عرفااات"
نظرتُ إلى بيروت فرددتُ نفس الكلمات "وكأنها بيروت" تذكرتُ أراضينا المنتهكة في الشرق والغرب والشمال والجنوب... فلهج لساني بنفس العبارة: "وكأنّها القدس.. وكأنّها فلسطين.. وكأنّه العراق.. والشَّام.. واليمن.. ومصر....."
نظرت بعيدا بعيدا وفتحت جميع الخرائط.. أيضااا
لا جديد... (وكأنَّه العالم)
التفتُّ إلى نفسي ونوعي وفصيلتي فجاءني الرد صادما سريعا من الداخل... (وكأنَّكم بشر)
ماذا فُعِل بنا..؟ بل ماذا فعلنا بأنفسنا..
هذا العالم كما لو أنه قد أُلقيَ في تنور كبير تهيئةً لحرقه وتبخيره
مع كل تلك التُّخمة التي أصابته في العلوم والمعارف.. وبالرغم من سيل الاختراعات و توالي الاكتشافات والتطور والتشييد والتطاول في البنيان.. إلا أنه ينزلق وبسرعة قصوى إلى حافة الكون.
20-20 هذا العام اللغز، وتلك العجائبيات التي مازالت تنهال علينا إنذارا أو إصلاحا أو "توطئَة" لشيء ما، لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم
ربـَّما أزفت الآزفة..!! ربـَّما.
وربـَّما كانت فألاً حسنًا محمولا على أجنحة طائر البوم الحكيم.. ذلك المسكين الطيب الذي تشاءم منه العربي.. وتفاءل به الأعجمي وقدَّسه القدماء فجعلوه حرفا في هيروغليفيتهم ورسموه على معابدهم وجدرانهم رمزا للحكمة والمعرفة.. ذلك الآتي من بعيد حاملا معه "شرا وبشارة"
لاح لنا الطائر فتشاءم الجميع ولو عرفنا أن عينيه تبصران ما لا يبصره مائة رجل وسمعه يعادل العشرة ويأكل ألفا من القوارض في العام الواحد لتركناه يُحَلِّق في سماواتنا مُعلِّما يحمل التغيير والتطهير..
لاح لنا ولو عَلِمنَا حكمته ونظرته الثاقبة لعيَّناه وزيرا أو مستشارااا أو قائدا مستنيرااا
ربما احتاج للطمنا على وجوهنا بأجنحته كما فعل مع "رمسيس الثاني" الذي لم يفهم رسالته فعاقبه وقتله.. وربما اضطر إلى زلزلة قلوبنا الميتة ومحاولة إنعاشها وإفاقتها بطلَّته المرعبة وعيناهُ الحادتان
----------
الرسائل لن تتوقف ولا ينبغي لها..
هذا أمرٌ له ما بعده.... والتغيير آت لا محالة فهو الثابت الوحيد في هذا الكون كما قال الفلاسفة
ما بعد كورونا لن يكون أبدااا كما قبلها، والمعركة أصبحت معركة وعي..
لن يُرفع سلاح بعد الآن ولن تقوم حروب دموية يتقاتل فيها الأطراف وجها لوجه، سوف يجبرونا على قتل أنفسنا مائة مرة معنويا وإنسانيا وعلى أرض الواقع بذكائهم الإصطناعي وشرائحهم الغبية وحصارهم البغيض لأرواحنا
لن يُزهق أحدنا أنفاس غيره بوضع منديل على فمه.. جميعنا سنختنق بتلك الأقنعة التي أُلبِسناها بإرادتنا وبلا أدنى مقاومة
الرّهان كل الرهان على قلوب عاقلة وأفهام واعية
أما عن حال هذه البقعة من الكون فلن تكون دول عظمى أو صغرى.. ولا شرق أو غرب.. ولا فائز أو خاسر.
وجه الأرض سوف يتغير.. وموازين القوى المختلة التي وضعها ذلك الإنسان الكنود ستنهار تماما ليعلم من في الأرض جميعااا (( أنَّـهُ )) متمّ نوره ولو كرهوا أو عاندوا أو استكبروااا
(أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا)..؟؟!
آية لها ما قبلها.. واستفهام أتت إجابته واضحة جلية فيما بعدها..