حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الكاتبة شاهيناز الفقي
مولانا الشيخ جواب رواية للكاتب يسري أبو القاسم، تدور أحداثها حول طبيب لا يؤمن بالخرافات ويرى من وجهة نظر البطل أن الأضرحة واللجوء للأولياء هي إحدى هذه الخرافات. تبدأ أحداث الرواية بمحاولة البطل الطبيب هدم ضريح مولانا الشيخ جواب وتتطور الأحداث فيظهر له صاحب العباءة الخضراء لتتوالى الكرامات وتتحقق رؤياه، ينجذب لصوت ياسين التهامي في رائعة الحلاج والله ما طلعت شمس، يلجأ لحل مشكلات الناس التي يكتبونها في خطابات ثم يلقونها في المقام آملين في مساعدة الولي لهم، في النهاية ينتصر الكاتب يسرى أبو القاسم في روايته للعلم والعقل دون انكار الولاية والكرامات، ويعرض من خلال روايته وجهة نظره في بعض المسائل الشائكة من خلال التنظير بين السني والشيعي و بين السلفي والصوفي والعديد من القضايا التي نجح من خلال روايته في عرضها ومناقشتها.
مؤخرا تم عرض فيلم صاحب المقام، كتب القصة والسيناريو الكاتب إبراهيم عيسى بنفس الفكرة وبتشابه كبير يصل حد التطابق مع أحداث رواية يسرى أبو القاسم التي تم نشرها منذ أكثر من عامين. إلا أنه في الفيلم بعض الاختلافات الطفيفة عن الرواية والتي جعلت الفيلم من وجهة نظري غاية في السذاجة.
الفيلم يعرض للبطل آسر ياسين وهو رجل أعمال يهدم ضريح أحد الأولياء لبناء مدينة سكنية (كمبوند) ، بعدها تتوالى الأحداث بخسارته في البورصة واحتراق فيلا يملكها في الساحل ثم دخول زوجته في غيبوبة، تظهر له يسرا واسمها في الفيلم (روح) وهي التي تمثل في رواية يسري أبو القاسم صاحب العباءة الخضراء والجدير بالذكر أني قرأت حوار للفنانة يسرا تقول فيه أن شخصيتها في السيناريو كانت لرجل ولكن المنتج استبدله بالفنانة يسرا لأمور خاصة بالإنتاج والدعاية، يستعين البطل بمنشد ديني ليساعده صوته على الاستغراق في النوم بعد الأزمات التي تعرض لها وحرمته من النوم، في النهاية يقوم البطل بزيارة مسجد الامام الشافعي يطلب من أحد المسئولين في المسجد أن يحصل على خطابات أصحاب المشاكل التي يلقونها في المقام ليقوم بحلها وتلبية طلباتهم، إلى هنا نجد التطابق واضح بين أحداث الرواية والفيلم، إلا أن الفيلم قرر عرض المشاكل وحلولها بطريقة سطحية واللجوء لبعض الكوميديا الهابطة والأكشن الساذج مؤكدًا على الاعتراف بكرامة الأولياء وقدرتهم على حل المشكلات ومساعدة الضعفاء ومن ضاقت بهم الحيل، ويبدو ذلك في جملة واضحة في الفيلم على لسان البطل حين يقول لأحد السائلين: ربنا استجاب والشافعي لبى...
وفيلم صاحب المقام ورواية مولانا الشيخ جواب ليسري أبو القاسم يعيدان للأذهان صورة المتصوف التقليدي في السينما الذي يظهر على الشاشة في هيئة الرجل الذي يرتدي ابيض في أخضر وتحيطه هالة نورانية ويطلع على الغيب ويعرف الماضي والحاضر والخفي والظاهر وهو شخصية صاحب العباءة الخضراء في الرواية وشخصية "روح" في الفيلم.
وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع وجهة نظر يسري أبو القاسم أو إبراهيم عيسى، وبعيدًا عن الاتهامات والتشابه والتطابق بين أحداث الرواية والسيناريو مع العلم أن نشر الرواية يسبق عرض الفيلم بمدة زمنية تتخطى العامين، وقد تكرر الأمر في أكثر من عمل روائي من قبل وكانت أعلنت الكاتبة نور عبد المجيد أن مسلسل حياتي التي قامت ببطولته ياسمين صبري هو مقتبس عن روايتها لاسكالا وقد تم الصلح بينها وبين شركة الإنتاج، واتهمت ريم أبو عيد صناع مسلسل اختفاء انهم سرقوا روايتها متروبول وكذلك رشا سمير مع فيلم بنات ثانوي، يدور تساؤل مهم هو لماذا تلجأ شركات الإنتاج وبعض كتاب السيناريو لهذه الحيل ولا يتم التعاقد مع كاتب الرواية بشكل مباشر وإذا تم اقتباس الفكرة لماذا لا يتم كتابة ذلك بشكل واضح على تتر العمل الدرامي وأين الجهة المنوط بها حماية الكاتب والحفاظ على حقوقه الأدبية.. أسئلة تبحث عن إجابات لدى صناع الدراما وكتاب السيناريو وهيئة حقوق الملكية الفكرية واتحاد كتاب مصر.