الإعلامية نهى الرميسي: "صاحب المقام" يتطابق مع رواية مع "مولانا الشيخ جواب" ليسري أبو القاسم

  • جداريات 2
  • السبت 08 أغسطس 2020, 3:41 مساءً
  • 2942

قال الإعلامية نهى الرميسي:  شاهدت عبر النت فيلم (صاحب المقام) لما أثير حوله من لغط، وتعمدت أن أشاهده بتجرد تام وحيادية بالغة دفعني إليهما ما لمسته من أحكام عاطفية صدرت ضد الفيلم، وسمحت لنفسي أن أبدي رأيا، ولأصدقائي قبوله أو إهماله بالطبع.




وجاء رأي الرميسي في الفيلم على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك":

من النقاط الإيجابية التي تحسب للفيلم:
_اختيار ممثلين كبار ومرموقين حتى للأدوار الصغيرة جدا.
_ النظرة السريعة على الفيلم تعطي انطباعا بأنه انتصار للقيم الروحية على المادة، في حين أن الرسالة الواضحة هي الانتصار لفكرة التجسيد المتمثلة في الأضرحة على القيم الدينية المجردة الخالية من التجسيد... وكأن المقصود هو سد الباب الواسع الذي يدخل منه عقلاء العالم إلى هذا الدين، وهو البعد عن الوساطة والتجسيد.

- اللمسة الكوميدية والإيقاع السريع كانت إضافة جماهيرية لجذب الشباب الصغير لكنها فنيا أضعفت التأثير النفسي والجو الروحاني الذي أراده الكاتب من وراء العمل.

الفيلم يفتقد للحبكة فتصلك أفكاره مبعثرة أشبه بالتهتهة الفكرية لأن كل مشهد فيه مقتبس من عمل سابق عليه سواء كان عملا سينمائيا أو روائيا،
مثلا فكرة تنفيذ طلبات المحتاجين عن طريق الوصول لرسائلهم السرية عولجت في أعمال أدبية سابقة :
فنجدها تتطابق مع رواية (مولانا الشيخ جواب) ليسري أبو القاسم الصادرة عن دار أكتب في عام ٢٠١٨،. حيث فيها فكرة تنفيذ الطلبات الواردة في الجوابات المرسلة للولي تحديدا.
وموجودة بشكل رومانسي في فيلم أمريكي بعنوان رسائل إلى جولييت ( Letters to Juliet)‏ إخراج جاري وينيك وبطولة أماندا سيفريد، و قصة الفيلم مستوحاة من كتاب رسائل إلى جولييت لليز وسيل فريدمان والذي صدر سنة 2006.
كما أن الفكرة موجودة في فيلم إسرائيلي.

- فكرة الشاب رجل الأعمال الثري الذي يدوس على العواطف والروحانيات ثم يتحول مؤشر حياته لينتهي إلى الانتباه لحاجات الناس والتخلي عن ماديته تكررت بهذا الشكل تحديدا في فيلم كوميدي لأحمد عز وشريف منير ، وتكررت بشكل مختلف قليلا في رواية (مولانا الشيخ جواب) للكاتب يسري أبو القاسم حيث البطل فيها طبيب وليس رجل أعمال.. ولكنه تعرض لنفس الصراع النفسي بتفاصيله فهو يكاد يكون مسبوكا منها.

- فكرة زيارة البطل لأشهر مقامات الأولياء ومقابلة شخصيات تكاد تكون أرواح وليسوا أشخاصا حقيقين فيعرفونه ولا يعرفهم ويهمسون له بكلمة هي مفتاح الحل لما يعاني، والشخصية الأهم من بينهم التي تمثل الإلهام الروحي للبطل الست( روح) الذي جسدته يسرا... كل الفكرة بتفاصيلها مأخوذة من رواية مولانا الشيخ جواب، فروح أو يسرا هي تماما شخصية (صاحب العباءة الخضراء) في رواية مولانا الشيخ جواب.

- فكرة الشخصين التوأم اللذين يمثلان الخير والشر وقام بدورهما فؤاد بيومي، أيضا مأخوذة عن فكرة الانقسام الداخلي الذي عاني منه بطل مولانا الشيخ جواب ليسري أبو القاسم.
- أيضا مشهد آخر موجود في رواية يسري أبو القاسم وهو مشهد ائتناس البطل بالإنشاد الديني .
كل ذلك يطرح تساؤلات عن كم الاقتباس من رواية مولانا الشيخ جواب.

-هناك مشاهد مقحمة على الفيلم زادت من تشرذمه وتهلهله مثل مشهد دخول الكنيسة، المؤلف مرة أخرى يحاول اأن يكون جماهيريا، في حين أنه أساء وفرق من حيث أراد أن يجمع أو هي تفرقة مقصودة حين عبر قس الكنيسة عن اندهاشه من وجود مسلم ومسيحي كصديقين في الكنيسة..فالاندهاش يؤصل لغرابة المشهد في حين أنه بالفعل في الواقع مشهد طبيعي جدا فليس غريبا ولا مدهشا أن ترى مسلما مع مسيحي تربطها صداقة وليس غريبا أن ترى مسلما يدخل الكنيسة مع صديقه ، أضف إلى ذلك أنه أصبح مشهدا ساذجا ممجوجا من كثرة تكراره في الدراما مؤخرا.

- الفكرة الأساسية التي تبلور هدف الفيلم اتفقت مع أسخف وأضعف حلقة في رواية يحيى حقي (قنديل أم هاشم) وهي أنه حين جسد الصراع بين العقل والدين، كلاهما جعلا نموذج الدين هو النموذج المتواكل الذي يعتمد على الخرافة في تحقيق الهدف .. وبذلك فهما زاوجا بين العقل وبين الخرافة في العادات الشعبية .... والحق أن هذه النقطة تحديدا تفوقت فيها رواية الشيخ جواب على الفيلمين، حيث أنه هدم الضريح في نهاية الرواية وانتصر للدين والعقل دون خرافات.

- في الفيلم عبارات خارجة عن المنطق وعن الدين، مثل: ربنا استجاب والشافعي لبى
ربما تتفق فقط مع نوع محدد للإسلام يراد لبلادنا .
-
- النقطة الأخيرة هي اتهام البعض لمؤلف الفيلم بانحيازه للشيعة من خلال تأصيل مفاهيمهم الصوفية الممثلة في الأضرحة وشفاعة الأولياء وخلافه.. وهنا اختلف مع هؤلاء لأن المؤلف مع كونه يؤصل للفكر التواكلي الذي يلغي إعمال الدين في أمور الدنيا، وحصر الدين في بعض الطقوس الظاهرية وإن كان من بينها فضيلة قضاء حوائج الناس ، فهو يؤصل لإسلام مسبوك ومعد ومغلف بأبهي الأغلفة في أروقة ودهاليز السياسة الغربية عامة والأمريكية تحديدا.

تعليقات