" هوس العشق " مجموعة قصصية جديدة لعمرو الجندي

  • جداريات Ahmed
  • الخميس 04 يوليو 2019, 7:48 مساءً
  • 2402
غلاف الكتاب

غلاف الكتاب

أيام قليلة ويصدر للروائي الشاب الشهير عمرو الجندي مجموعة قصصية جديدة تحت عنوان " هوس العشق "  وهي مجموعة تميل إلى النفس البشرية وتشخيص العديد من مشكلات النفس البشرية وهكذا عرف الجندي صاحب الرواية الأكثر مبيعا في مصر ومن أبرز أعماله رواية 313 ورواية 9ملي ورواية مسيا ورواية فوجا كما له مجموعة قصصية بعنوان الغرباء وطبع منها أكثر من طبعة وأخر أعماله روايته "الأله " والتي حققت نجاحا كبيرا. 

وهذا نص من احد مجموعته القصصية الجديدة :

" ياله من رجل غريب, في الجزء الأول من مذكراته تركني في وحدة قاتلة, رماني بسهم في فكري فأحدث ثقبًا مدمًّى لا أعرف نهايته, أشعر وكأني مُلقى في نقطة سوداء, نقطة عملاقة أقرب ما تكون إلى غرفة متشحة بالسواد القاتم, لا أستطيع حتى رؤية إصبعي المواجهة لي وأنا أرفع يدي لألوِّح بها لأحد, لأي أحد كي يساعدني أو حتى يلمحني فينتشلني من بئر تلك التجربة الجهنمية, كل ما عليَّ، ببساطة، أن ألقي بتلك الكراسة اللعينة بأهوالها من تلك النافذة وينتهي كل شيء..

أشعر بدوار غريب ولا أحد بالمنزل, أسمع دقات الساعة بدقاتها المتعاقبة في إلحاح وعزفها الأبدي ولكن انتظر.. ما الزمن؟! هل هو ذلك الماضي وهذا الحاضر وذاك المستقبل هناك؟! لا أعتقد !؛ فالزمن هو هذه اللحظة القائمة الآن, الماضي مجرد تجربة, وهم, ادعاء فارغ ينبع من فكر ضعيف, مزيَّف كزيف معرفتنا الضحلة, هذا ما تعلمته من خلال الجزء الأول, نعم.. ذلك هو الدرس الأول: إن الإنسان لا يسعى في النهاية إلا للوصول إلى القداسة, الحقيقة المطلقة وما فات في ذاكرتنا مجرد تجربة, إذن فالإنسان روح مصابة بالنسيان, موصوم بعار الهجرة بعيدًا عن موطنه الأم, وما علينا سوى التعلُّم للوصول..

يالعبقرية الرجل, يدفعني دفعًا للوصول إلى المعرفة, لقد استطاع أن ينفذ من بين أنياب الجهل ويلهبه بعلمه وتجربته الفريدة في هذا العالم، وإلا لِمَ تحمَّل الوحدة والنسيان والجحود ممَّن حوله؟! فمن يتحمل ذلك بالتأكيد يعيش عالمًا مختلفًا كما قرأت ورأيت..

اللعنة..

طرقات الباب.. هناك صراخ في الخارج.. دعوني أستطلع الأمر لدقيقة واحدة..

صمت.. صمت طويل يقطعه صوت رجل يتحدث برنة حازمة لا تخلو من ود.. لا يبدو الكلام مفهومًا.. لا يهم.. ولكن يبدو أن الأمر مهم فعلًا..

لقد عدت, لم يكن ثمة شيء والصراخ ليس أكثر من وهم ناتج عن خيالاتي المرهقة, آسف لتلك المداخلة السخيفة, لم يكن وقتها حتمًا, إلى أين وصلنا؟! نعم.. نعم أعرف, وصلنا إلى المعرفة, بل لنقُل إلى الغاية من كل ذلك.. من كل ما مررنا به وما سنمرُّ به أيضًا؛ فالغاية واضحة, لنفتح الكراسة الآن وننطلق نحو عالم صديقي المجنون, دكتور كمال الشريف, الصديق الذي مات وترك إرثًا ولغزًا وحكاياتٍ سوداءَ..


تعليقات