رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

هارون هاشم رشيد.. وداعا شاعر القرار 194

  • جداريات 2
  • الثلاثاء 28 يوليو 2020, 02:44 صباحا
  • 668

فلسطين - د. منى بركات


رحل عن عالمنا الشاعر الفسطيني الكبير هارون هاشم رشيد عن عمر يناهز 93 بعد رحلة حافلة بالعطاء الإبداعي والشعري.

والشاعر الكبير هارون هاشم رشيد مواليد مدينة غزة، حارة الزيتون، عام 1927م، سجل بشعره كل المناسبات الوطنية وكل ثورات الشعب الفلسطيني وكانت مسيرته كفاحا وابداعا. 


هارون هاشم رشيد اسم ذو سمفونية عذبة وإيقاع لا يبلى وكلمات تبقى ولا تفنى، هارون هاشم رشيد على انغام إسمه غنت له فيروز سنرجع يوما خبرني العندليب وغنى له آخرون كثر، وهتفت بأشعاره الحناجر وعلا هدير كلماته ساحات الوغى والكثير من التجمعات والمؤتمرات وتصدرت اشعاره المشهد منذ الخمسينيات وبقي اسمه ووقع اشعاره يتردد في المدى المفتوح منذ ذلك الوقت وحتى الآن.


هارون هاشم رشيد من شعراء الخمسينيات الذين أطلق عليهم اسم شعراء النكبة أو شعراء العودة، ويمتاز شعره بروح التمرد والثورة ويعد من أكثر الشعراء الفلسطينيين استعمالاً لمفردات العودة، فأطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب (شاعر القرار 194)، أصدر عشرين ديوانًا، وكان يشغل منصب مندوب فلسطين المناوب بجامعة الدول العربية. درس هارون هاشم رشيد في مدارس غزة فأنهى دراسته الثانوية في العام 1947، وحصل على شهادة المعلمين العليا. بعد حصوله على الدبلوم العالي لتدريب المعلّمين من كليّة غزة عمل في سلك التعليم حتى عام 1954.

انتقل للعمل في المجال الإعلامي فتولي رئاسة مكتب إذاعة "صوت العرب" المصرية في غزة عام 1954 لعدة سنوات، وعندما أنشأت منظمة التحرير الفلسطينية كان مشرفا علي إعلامها في قطاع غزة من عام 1965 إلى 1967.


بعد سقوط غزة في أيدي الإسرائيليين عام 1967 ضايقته قوات الاحتلال الإسرائيلية وأجبرته في النهاية على الرحيل من قطاع غزة. فانتقل إلى القاهرة وعين رئيسا لمكتب منظمة التحرير فيها، ثم عمل لمدة ثلاثين عاما كمندوب دائم لفلسطين في اللجنة الدائمة للإعلام العربي واللجنة الدائمة للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية. إضافة إلى ذلك واصل عمله الإبداعي في الكتابة والصحافة والتأليف والشعر.


عاصر الشاعر هارون هاشم رشيد الاحتلال ومعاناة الغربة وشاهد بأم عينيه عسكر الجيش البريطاني قبل الإسرائيلي يهدمون المنازل ويقتلون الاطفال والنساء والشيوخ حتى اصبحت تلك المشاهد هي الصورة اليومية لحياة المواطن الفلسطيني. من رحم هذه المحن أطلق هارون هاشم رشيد عهده في النضال حتى آخر بيت شعر،  فتغنى بالشهداء وتفاخر بالمعتقلين الشرفاء، ووقف مع المقاتلين من أجل استرجاع الحقوق الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي.


شعره بسيط ومباشر وموزون وجله مبني على شكل الشطرين الموروث يعبّر فيه عن مأساة فلسطينيين الذين اقتلعوا من أرضهم وبيوتهم، كما يصف عذابهم ومشاعر الفقدان والاغتراب العميقة التي عايشوها عبر السنين. أطلق عليه تسميات مختلفة مستوحاة من مراحل عذابات شعبه فهو: شاعر النكبة، شاعر العودة، شاعر الثورة وهي تسمية اطلقها عليه الشهيد خليل الوزير عام 1967 بعد قصيدة «الأرض والدم» وأطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب (شاعر القرار 194). أصدر قرابة عشرين ديواناً شعرياً منها (الغرباء عام 1954, وعودة الغرباء 1956,غزة في خط النار، حتى يعود شعبنا 1965 , سفينة الغضب 1968ورحله العاصفة 1969 ,فدائيون 1970 مفكرة عاشق 1980 يوميات الصمود والحزن 1983, ثورة الحجارة 1991 , طيور الجنة 1998) وغيرها..


اختير ما يقارب 90 قصيدة من أشعاره قدمها إعلام الغناء العربي، وفي مقدمة من أشدوا أشعاره فيروز، وفايدة كامل، ومحمد فوزي، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال مداح، وآخرون.


كتب أيضا أربع مسرحيات شعرية، مُثِل منها علي المسرح في القاهرة مسرحية "السؤال" من بطولة كرم مطاوع وسهير المرشدي. وبعد حرب العبور 1973 كتب مسرحية "سقوط بارليف" وقٌدمت علي المسرح القومي بالقاهرة عام 1974، ومسرحية "عصافير الشوك"، إضافة إلي العديد من المسلسلات والسباعيات التي كتبها لإذاعة "صوت العرب" المصرية وعدد من الإذاعات العربية.


الدراسات

قدم العديد من الدراسات منها:


الشعر المقاتل في الأرض المحتلة (المكتبة العصرية، صيدا، 1970م).


مدينة وشاعر : حيفا والبحيري (مطابع دار الحياة، دمشق، 1975م).


الكلمة المقاتلة في فلسطين (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1973م).


الجوائز

نال عدة جوائز تقديرية منها:


وسام القدس عام 1990.


الجائزة الاولى للمسرح الشعري من الألكسو 1977.


الجائزة الأولى للقصيدة العربية من إذاعة لندن 1988.


جائزة شخصية العام الثقافية من وزارة الثقافة الفلسطينية 2014.


من أعماله:


مع الغرباء - الديوان الأول (القاهرة 1954م). وقد اختار منها الاخوين رحباني عندما زارا القاهرة بدعوة من إذاعة صوت العرب عام 1955 قصيدة جميلة هي حوارية بين فتاة فلسطينية من اللاجئين واسمها ليلى وبين والدها بالإضافة لقصيدة سنرجع يوما وجسر العودة فغنتهما فيروز وتم تسجيلها بالقاهرة ضمن باقة من 48 عملا تم إنتاجها في تلك الرحلة.


عودة الغرباء (بيروت، 1956م).


غزة في خط النار (بيروت، 1957م).


أرض الثورات ملحمة شعرية (بيروت، 1958م).


حتى يعود شعبنا (بيروت، 1965م).


سفينة الغضب (الكويت، 1968م).


رسالتان (القاهرة، 1969م).


رحلة العاصفة (القاهرة، 1969م).


فدائيون (عمّان، 1970م).


مزامير الأرض والدم (بيروت، 1970م).


السؤال - مسرحية شعرية (القاهرة، 1971م).


الرجوع (بيروت، 1977م).


مفكرة عاشق (تونس، 1980م).


المجموعة الشعرية الكاملة (بيروت، 1981م).


يوميات الصمود والحزن (تونس، 1983م).


النقش في الظلام (عمان، 1984م).


المزّة - غزة (1988م).


عصافير الشوك / مسرحية شعرية (القاهرة، 1990م).


ثورة الحجارة (تونس، 1991م).


طيور الجنة (عمان، 1998م).


وردة على جبين القدس (القاهرة، 1998م).


جذور أعماله الروائية :


سنوات العذاب (القاهرة، 1970م).

تعليقات