على عمر خالد: أكتب عن الحالات الإنسانية وأعالج الواقع.. وأهدي أعمالي لوالدي

  • جداريات 2
  • الأحد 26 يوليو 2020, 3:17 مساءً
  • 1181
الكاتب على عمر خالد

الكاتب على عمر خالد


* بلا شك نحن في زمن الرواية.. ودور الكاتب لا يقل عن دور قيادات المجتمع

* على اتحاد الكتاب ووزارة الثقافة الاهتما بالمواهب.. وجذب الجمهور للقرءاة من جديد

* مساحة المرأة في أعمالي كبيرة.. والدكتور مصطفى محمود أكثر من تأثرت به


ناقش ملتقى السرد العربي وصالون غادة صلاح الدين، أمس، رواية "خائنة تحت الحصار" للكاتب على عمر خالد، وعلى هامش الندوة كان لـ"جداريات" معه الحوار التالي حول الرواية والأعمال الأخرى والأعمال التي ما زالت تحت الطبع، وأشياء أخرى، وإلى نص الحوار.

الكاتب علي عمرو خالد يكتب الرواية والشعر، في أيهما يجد نفسه أكثر؟

 لكل منهما متعته الخاصة لكنني أجد نفسي أكثر في الرواية عن الشعر، كون الرواية تعطي مساحة أكبر في التعبير عن أفكاري بجانب المتعة في السرد والحوار وطرح القضايا المجتمعية التي تجسد الواقع ، وتجلى ذلك في كم الروايات التي قمت بإنتاجها منها ما هو منشور وما تحت النشر مقارنة بالشعر الذي تلخص في ديوان واحد حتى الآن بعنوان "نبض خاص"، فلا شك أن الرواية تستهويني في الكتابة أكثر من الشعر.

ما القضايا والمضامين التي تدور حولها أعمال علي عمر؟

 تدور أعمالي حول الحالة الإنسانية والمعالجة الاجتماعية والإسقاط على الواقع من خلال طرح العديد من القضايا التي تناقش بعض الظواهر السلبية التي تفشت في المجتمع فسلطت الضوء من خلال أعمالي عليها وقدمت الحلول لها لإيماني بأن دور الكاتب لا يقل عن دور قادة المجتمع في الارتقاء بالإنسان وتثقيفه ومعالجة مشاكله وآلامه حيث يتصدى الكاتب لمثل هذه الظواهر مقدمًا لها بعض الحلول التي تساهم في النهوض بالمجتمع ليتبوأ مكانة مرموقة بين المجتمعات الأخرى.





كيف تعامل النقد مع كتابات علي عمر؟

رأت معظم الآراء النقدية أن كتاباتي جسدت محنة الكرامة الإنسانية في أحسن صورة من خلال عدة روايات ومجموعة من القصص الواقعية التي تناولت عدة قضايا تطرق لها القليل من الأدباء كقضية الحياة ما بعد الموت التي جسدتها رواية "شاطىء البرزخ " ، بالإضافة للمشاكل المجتمعية التي تحاكي الواقع بكل جرأة كما تم طرحه في روايتي "محامي في قفص الاتهام" ورواية "ريزورت " والمجموعة القصصية " سارق الزكاة " ، وهناك آراء أخرى ترى أن كتاباتي لا تقل في المستوى الفكري والأدبي عن كتابات كبار الأدباء من حيث روعة الأسلوب والعبارة وقوة السرد وتفوق التعبير والخيال الخصب.


في بناء الشخصية الروائية والقصصية هناك مدرستان: مدرسة تركز على الملامح الجسدية بشكل واضح ومدرسة تهمل الملامح الجسدية أيضا بشكل واضح.. وتهتم أكثر بالجوانب النفسية.. من أي مدرسة الكاتب علي عمر؟

أرى أنه من الخطأ الانتماء لمدرسة دون الأخرى لأن ذلك يحجم مساحة الكاتب في عملية الإبداع ولا يعطيه المساحة الكافية للتعبير عن أفكاره،  فأنا شخصيًا أهتم بالملامح الجسدية وكذلك أهتم بالجوانب النفسية كلاهما معًا بما يخدم النص دون إسفاف، فعلى سبيل المثال أصف ملامح المرأة دون إثارة للغرائز  وبما يتماشى مع تقاليد المجتمع دون خدش لحياء القارئ، فالملامح الجسدية لها دور في إبراز الشخصية لا يقل عن الجوانب النفسية فكلاهما مكمل للآخر ولا يمكن الاستغتاء عنه.



ما مساحة المرأة في أعمال علي عمر خالد؟

ج٥: للمرأة مساحة كبيرة في كتاباتي لا تقل عن مساحة الرجل بل تزيد في بعض الأعمال لما تمثله المرأة من دور فعال ومؤثر في الحياة لا يقل عن دور الرجل، وخاصة في مجتمعنا العربي الذي أعطى المرأة قدرا كبيرا من التقدير والاحترام والمشاركة، وتجلى ذلك بوضوح في تولي المرأة للعديد من المناصب القيادية، من هنا ندرك أنه لا حياة بدون المرأة، فهي الأم والزوجة والابنة والحبيبة، وقد نوّهت  خلال كتاباتي عن الكثير من الأحداث والصراعات التي تدور حول المرأة وهذا ما جسدته في أحداث رواية "خائنة تحت الحصار" التي دار معظمها حول المرأة التي خانت زوجها، فسلطت بذلك الضوء على هذه الظاهرة السلبية التي تفشت في مجتمعنا المعاصر.

مَن أكثر الكتاب الذين تأثر الكاتب علي عمر خالد بهم؟

من اكثر الكتاب الذين تأثرت بهم هو الدكتور مصطفى محمود نظرا لغزارة علمه وسعة ثقافة وتنباءه ببعض احداث المستقبل كما جاء في كتابه "لعبة السيرك السياسي" الذي تنبأ خلاله بأحداث حرب الخليج الثانية ،  بالإضافة إلى أنه الصوت الذي كان ينتظره المصريون في برنامجه العلم والإيمان الذي آخذهم فيه  إلى رحلة نحو عظمة الكون وابداع الخالق والتأمل والتدبر والتفكر في خلق الله ، ناهيك عن غزارة مؤلفاته العلمية والأدبية التي اثرت المكتبة العربية ...... وهناك كاتب اخر تأثرت به هو مصطفى صادق الرافعي الذي ترك إرثًا من الأدب يرتوي منه الأدباء فهو الاديب الأروع النابغة في الأدب صاحب الذوق الرقيق والفهم الدقيق لغوصه في جواهر المعاني.


لو طلبنا تقييما لوزارة الثقافة واتحاد الكتاب، فماذا تقول؟

أقول لهم يجب أن تقوموا بطرح أفكار جديدة تجذب جمهور القراء نحو القراءة بعد أن عزف الكثير منهم عن القراءة كما أقول لهما يجب أن تفتشوا عن  المواهب الجديدة وتقديم الدعم والمساندة لهم كون شباب الكتاب لا يجد الوسائل التي تثقل من موهبته بعد أن عزف كبار الكتاب عنهم في نقل خبراتهم لهم، ومن الأفكار التي تساهم في النهوض بالحركة الثقافية تكثيف الندوات الثقافية وانتشارها في شتى ربوع المعمورة وإفساح المجال للمواهب الجديدة وابتكار طرق تسهل من نشر أعمال الكتاب الجدد الذين يعانون أشد العناء في نشر أعمالهم لاهتمام معظم دور النشر الخاصة بالأسماء الكبيرة دون الصغيرة.

تنتج أعمالا أدبية بالجملة.. كيف يتأتى ذلك؟

لدي العديد من الأعمال المنشورة وعددها حتى الآن تسع أعمال وأضعاف هذا الرقم تحت النشر وقد تأتى ذلك نتيجة الاطلاع على العديد من الثقافات والقراءة المستمرة التي تولد الأفكار بالإضافة إلى الانتظام في الكتابة بشكل يومي بعد أن خصصت جزء  من يومي للكتابة، وقد تحول هذا الأمر لعادة لا أستطيع تركها وقد يستوقفني خبر في صحيفة لو حكاية صغيرة أو حادثة أنسج من خلالها رواية طويلة من وحي خيالي، ناهيك عن أني منصت جيد أثناء جلسات الحوار التي تدور بين أطراف المجتمع بمختلف أطيافه ومستواه الفكري والاجتماعي.

 هل نحن فعلا في زمن الرواية؟

بلا شك أن الرواية أننا في زمن الرواية حيث شهدت الرواية قفزة قوية في الوقت الحاضر وهذا ما أكد عليه معظم النقاد كون الرواية استحوذت على الرصيد الأكبر في الدراسات الأدبية من حيث النقد والتحليل والنقاش فأصبحت الرواية أشد جذبًا من الألوان الأدبية الأخرى للقراء بعد أن هيمنت الرواية على المشهد الإبداعي لتجسيدها الواقع بشتى صوره فأصبحت ملجأ للقراء الذين رأوا فيها صورة من الحياة الواقعية التي يعيشونها فتلامس أحلامهم وأفكارهم وتطلعاتهم ، والرواية نوع أدبي شامل لقضايا المجتمع.

 لو طلبنا إهداء أعمالك مجتمعة لشخص ما فلمن تكون؟!

أهديها لوالدي، رحمة الله عليه، صاحب الفضل والمنة بعد ربي، فهو أول من جذبني نحو القراءة فكان أول من لقطته عيناي ممسكًا بكتاب، وكنت أتمنى لو كان بيننا الآن ليرى نتاج تعبه وعنائه في الحياة التي تحمل فيها الكثير من أجلي أنا وإخوتي لنكون في أبهى صورة يراها المجتمع.


تعليقات