عاطف محمد عبد المجيد يكتب : لماذا مَن حولك أغبياء؟

  • جداريات Ahmed
  • الخميس 23 يوليو 2020, 12:48 مساءً
  • 1139
عاطف محمد عبد المجيد

عاطف محمد عبد المجيد


هناك كتب نوْعية، يوجهها مؤلفوها إلى قاريء معين، متخصص في مجال ما، وهناك كذلك كتب لا نوعية، بمعنى أنها تَصْلح لأي قاريء، بعيدًا عن تخصصه، وهي تلك الكتب التي تُعالج ما يتصل بالإنسان كإنسان أولا، لا كمتخصص أو أكاديمي..من هذه الكتب كتاب شريف عرفة الذي جعل عنوانه
لماذا مَن حولك أغبياء؟ وصدرت منه خلال عامي 2013 و2015 ثماني طبعات عن الدار المصرية اللبنانية.                                                              

          عرفة يعلن بداية أنه ألّف هذا الكتاب بأسلوب عصري بسيط، يخلو من الكثير من المصطلحات العلمية، كما ينفي استعراضه للعلم من جانبه، ثم يطلب من القاريء أن يعتبره صديقًا شخصيًّا يجلس معه ويحدّثه عما عَرِفَه وجرّبه وأحس بتأثيره في حياته، مثلما يطلب منه أن يجرب قراءة هذا الكتاب فقد يُغيّر حياته.                    في كتابه يؤكد عرفة أننا لن نستطيع التغيير إلا إذا قررنا هذا، وقررنا أن ننتصر على هذا الصوت الداخلي السخيف الذي يقاوم التغيير، هذه المقاومة موجودة بالفعل في داخل كل إنسان بشكل طبيعي، لأن التغيير عمومًا يصيب بالتوتر، والعقل لا يستريح إلا إذا فعل ما جربه من قبل وما يعرف عواقبه، كما يرى أن الإنسان بمقدوره أن يجعل حياته سعيدة وواقعه رائعًا، فقط إذا غيَّر شيئًا ما في داخله، فهذا هو مفتاح تغيير كل شيء في حياته.

عرفة يرى كذلك أن هناك أساليب لتطوير الذات منها التقليدي كالنصيحة بالابتسام، ومناداة الناس بأسمائهم، والاستماع إليهم وهم يتحدثون عن أنفسهم، وهذه الأساليب فعالة، لكنها مرهقة إذا ما اُسْتخدمتْ وحدها، ولن تغيّر شخصية الإنسان.            أما الأساليب الحديثة فهي تتعامل مباشرة مع أعماق الإنسان، لا مع تصرفاته الخارجية، التغيير الداخلي الذي سيجعل واقعه يتغير وعلاقاته تتحسن..كل ذلك يتم عن طريق تغيير شيء ما داخلنا.                                                     

    هنا يتساءل عرفة قائلًا: هل هم حقًّا أغبياء؟، ثم يجيب أن معظم الناس لا سيما الأذكياء منهم يعانون من هذا الإحساس المقيم، الإحساس بانعدام ذكاء الآخرين، وهناك  عدة أسباب للشعور بهذا الإحساس منه: لا يفهم الآخرون ما نقصده في أحيان كثيرة، الآخرون يتصرفون بغرابة أحيانًا، نشعر أحيانًا أن الآخرين لا يفكرون كما ينبغي لهم أن يفكروا، أحيانًا يحدث الصراع أو الخلاف، ونتعجب كيف لا يرون أننا على حق !..

هذا ويرى عرفة أن كتابه لن يقتصر على الإجابة  عن سؤال لماذا من حولك أغبياء؟، بل سيناقش مع القاريء كيف يتم التغلب على هذه المشكلة وكيف يتم التوجه نحو تواصل أفضل مع الآخرين، أي كيف نفهمهم أكثر ونجعلهم يفهموننا، فلن يطيق الإنسان حياته إذا شعر أنه يعيش وسط حفنة من الأغبياء.

كذلك يذكر عرفة أن هناك ثلاثة أنواع من أنواع التواصل بين الناس، وهي نوع يستجدي رضا الآخرين كي يحصل منهم على ما يريد، نوع يأخذ ما يريده عنوة رغم أنف الجميع، ونوع يحصل على ما يريد من احترامه لذاته وللآخرين.   

    هذا ويرى عرفة أن من أهم أسباب المشكلات التي تحدث بيننا أننا نفترض أن الآخر يرى العالم كما نراه نحن، فمن هنا تحدث الخلافات والصدامات والصراعات..ثم نتساءل لماذا يبدو الآخرون أغبياء إلى هذا الحد؟..         

     عرفة يرجو القاريء ألا يحكم على الأشخاص المقربين منه من خلال سلوكهم، فالسلوك الذي قد يراه سلبيًّا ما هو إلا انعكاس لنية إيجابية ما، عليه أن يعرفها.        كذلك ينصح عرفة بالاستماع إلى الناس، لأننا وقتها سنستطيع أن نُكوِّن صورة عنهم وسنعرف كيف يفكرون، وبالتالي نتمكن من التعامل معهم بشكل جيد وأفضل.

 .............................................................

شاعر ومترجم 

 

تعليقات