ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
الشاعر خلف دلف الحديثي
لا سلمَ والموتُ يُدمي غصّةَ النبأ
به اتشحْتُ لأنفي جمرةَ الظمأِ
أسوقُ غيمَ جراحاتي ولا أحدٌ
عنّي يذودُ ويرمي للورا خطأي
ويَستقلّ معي تابوتَ مذبحتي
وجدولُ النارِ يكوي كفَّ مُبتدَأي
كفرْتُ بالرّيحِ إنْ مرّتْ بنافذتي
وهزهزتْها وداخَ الوقتُ بالملأِ
كفرْتُ بالسلمِ مُذ جاعَتْ وسادتُهُ
واقلعَتْ عنْ فراشِ الصمْتِ بالرشأِ
أعلنْتُ عنّي رداءَ اللاءِ يلبسُني
وفيّ أصرُخُ يا أضلاعيَ ادّرئي
قولي لكلّ طغاةِ الأرضِ أنتِ هنا
بالواثقينَ على عرْشِ الدُّمى انكفئي
ولا تخافي فحُوتُ اللهِ مُندفعٌ
لقلبِ مَوْجي إلى أقدارِهِ التجئي
كانَ النهارُ مَخاضاً والمدى وجعٌ
منّي بقايَ في سيفِ الرّؤى اجتزئي
باعوكِ بغدادَ والمنفى غدا بلدي
على صهيلِ المُدى للثورةِ ابتدئي
فأنتِ أعجزْتِ حبلَ الصبرِ فانحدري
بالسارقينَ دمي يا أرضنا امتلئي
ألمُّ بعضي ووجهي فيه حَيرتُهُ
قد هشّمتني ويَعْرى في فمي صَدأي
أفرغتُ كأسيَ من حزني به امتلأتْ
نفسي وباعَتْ إلى المجهول مُختبئي
لا ظلَّ للصّبرِ حتى نستظلَّ بهِ
والأبرياءُ مَضوا في فورةِ الحَمأِ
كفرْتُ بالشيءِ واللاشيءِ في وطنٍ
بهِ المذابحُ قدّاساً لمجتزِئي
لم يسعفوهُ وقد ألوتْهُ خيبتُهُ
فقسّموهُ كما شاؤوا ولمْ نشأِ
ما زلْتُ أنحتُني لحناً بشاردتي
وهُدهُدُ الوعدِ أخفى بابَ مُلتجأي
أنا براءةُ أطفالٍ محطمةٍ
بالبردِ والجوعِ فيها أحرقوا كلأي
آمالُ روحي بتابوتي مسوّرةٌ
فيا جراحُ لعرْشِ الظالمينَ طَئي
في كلّ شيءٍ كفرْتُ الآنَ فانكسري
يا مُضحكاتِ الدّمِ الممزوجِ بالصدأِ
ويا سنيناً شبعْنا منْ مجازرِها
موتاً عسوفاً وحانَ الوقتُ فاهْترئي
كفرْتُ باللاتِ والعُزّى وفي هُبَلٍ
وهمْ يديرونَ أمرَ اللهِ بالملأِ
بلى سأبقى وأبقى رافعاً علماً
أنا العراقُ ورمْحُ اللهِ متَّكئي
أذودُ عنّي غبارَ الموتِ مُحتسباً
عنِ الشآم عنِ الأقصى وعنْ سبأِ
فالمذنبونَ وما تُخفى جرائمُهُمْ
غداً سياتي نداءُ الزّحفِ بالنبأِ