رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

قتل أثيوبي يهودي على يد شرطي إسرائيلي يطرح من جديد عنصرية الإحتلال

  • جداريات Ahmed
  • الثلاثاء 02 يوليو 2019, 2:47 مساءً
  • 907
العنصرية الإسرائيليلة

العنصرية الإسرائيليلة

دائمًا ما تتغنى إسرائيل بكونها بلا عنصرية وجميع مواطنيها سواء، وتصدع رؤوسنا ليلًا ونهارًا بأنها تحتضن اليهود من كل بلاد العالم، ولكن الحشد الكبير من الإسرائيليين ذوي الأصول الإثيوبية احتجاجا على جريمة نكراء مفعمة بالعنصرية الفجة، تمثلت في  مقتل شاب إثيوبي يدعى سلمون تيكا 18 سنة على يد شرطي إسرائيلي لم يكن في مهمة عمل، ووجهوا اتهامات جديدة بالعنصرية إثر هذا الحادث العنصري، والحقيقة أن مثل هذا الحادث العنصري لم يكن مفاجأة فالاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب جرائم على مدار تاريخه يجعلك لا تندهش عندما يرتكب جريمة بشعة تجسدت فيها قمة العنصرية.


وحل الغضب داخل أوساط اليهود الإثيوبيين في إسرائيل الذين يؤكدون دوما أن شبابهم يعيشون في قلق مستمر وخوف دائم من مضايقات الشرطة لأنهم من ذوي البشرة السوداء، أليس هذا أكبر دليل لعنصرية الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس العنصرية مع يهود وليس مسلمين أو مسيحيين كونهم خلقوا ببشرة سوداء هكذا عنصرية إسرائيل التي تدعي دائما أنها بلد ديمقراطي وفيه المساواة على قدم وساق تهب لكذبهم وكذب إعلامهم.



ولأنهم يعلمون حجم وفداحة العنصرية في هذا الحادث كونهم يقتلون يهوديا مثلهم ولكن الفرق أنه أسود، لم يستطعوا أن يواجهوا المتظاهرين الذين أغلقوا الطرق العامة وأشعلوا إطارات السيارات، هكذا صرح المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد لفرانس برس "إنه بعد ليلة من الاحتجاجات العنيفة، أصيب ثلاثة من ضباط الشرطة، وكان هناك حوالى ألف شخص من المتظاهرين عند مركز شرطة كريات حاييم، ولا يزال المحتجون يتجمعون في مكان الحادث قبل دفنه ظهر الثلاثاء. 


وتابع روزنفيلد إن "الشرطة لم تلق القبض على أحد"، فيما اعتبرت وسائل الإعلام أن الشرطة تعمدت عدم تصعيد الوضع تجنبا لإثارة المشاعر بشكل إضافي، وأنهم تحدثوا مع قادة اليهود الإثيوبيين، فهذا التصريح في حد ذاته عنصري بغيض كيف لمواطنين يهود يعيشون تحت مظلة الكيان الإسرائيلي ولم يتعملوا مثلهم مثل باقي المواطنين كيف يعيشون داخل الكيان الإسرائيلي المحتل ولا يراعون مثل باقي المواطنين ويكون لهم قيادات خاصة بهم؟ أليس ذلك عنصرية واضحة كونهم يعزلون اليهود الإثيوبيين كونهم ذوي البشرة السوداء.


والجدير  بالذكر أن عدد اليهود من أصول إثيوبية في إسرائيل حوالى 140 ألف شخص بينهم أكثر من 20 ألفا ولدوا في إسرائيل، وينحدر معظمهم من مجتمعات منعزلة لعدة قرون عن العالم اليهودي، ولم يتم الاعتراف بهم بسبب العنصرية إلا بعد وقت طويل من قبل السلطات الدينية الإسرائيلية.


"عنصرية ممنهجة"

أن تلصق العنصرية بالاحتلال الإسرائيلي ليس أمرا جزافا بل هذا ما تؤكده وصرحت به اليهود الإثيوبيون كونهم يواجهون باستمرار عنصرية مؤسساتية ممنهجة تجاههم وأنهم يشعرون بغربة في الكيان الإسرائيلي المحتل، بداية من المعاملة السيئة مرورا بوضع يهود الفلاشا في إسرائيل "يهود من أصل إثيوبي" في أحياء ومدن وقرى فقيرة من كل الخدمات الآدمية كما هو الحال الآن في مدينتي الخضيرة والعفولة، حيث تتزايد نسبة المعتقلين منهم بتهم جنائية لتصل إلى 40 في المئة، خصوصاً بين الشباب الذين يعانون الفقر والبطالة والأمية، وذلك يصعب اندماجهم مع المجتمع الإسرائيلي، وبسبب هذه العنصرية الفجة تجاه اليهود الفلاشا، تنخفض مؤشرات التنمية البشرية بينهم بشكل واضح ، مقارنة  بباقي اليهود في إسرائيل.


  وفي النهاية هذه إسرائيل وهذه عنصريتها الواضحة ليس حق الشعب الفلسطيني العظيم وليس في حق مسيحيين ولكن في حق يهود مثلهم ولكن كل جريمتهم أنهم ولدوا يهودا يحملون بشرة سوداء ليست من صنع أيديهم ولكن من صنع الخالق، لكن عنصرية إسرائيل لا تعترف بهذا الفكرة، فالكيان صاحب المذابح الكبرى في حق العرب طبيعي أن تنفجر منه عنصرية تغرق 120 ألف يهودي من أصل إثيوبي والذين خرجوا فقط خلال السنوات الخمس الماضية في أكثر من 11 مظاهرة ينددون فيها بالعنصرية التي تمارس ضدهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.


تعليقات