هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
وزارة الثقافة
90 % من ميزانية الوزارة تذهب أجورا ومرتبات للعاملين
لديها !
ربما السؤال أدهشك ، فمن يختلف على أهمية
الثقافة في حياة الشعوب ، وبدون ثقافة فنحن أمام أمة في غياهب الزمن ، ولكن السؤال
جاء عنوانا للتقرير بعد ضعف دور وزارة الثقافة بشكل دفعنا لطرح السؤال ، لاسيما
إذا ما بلع علمنا بأن 90% من ميزانية وزارة الثقافة تذهب أجورا ومرتبات للعاملين ،
فهل منطقي الــ 10% كفيلة بتنفيذ خطط وزارة الثقافة في مهامها وأهدافها الأسمى في
توعية المواطن والمجتمع .
وقد طرح الكاتب والسيناريت الكبير محمد صلاح
الزهار عدة معلومات تجسد حجم معاناة وزارة الثقافة في بلادنا عبر مقالاته والتي
كان أبرزها هل تعلم عزيزى القارئ أن نصيب المواطن من ميزانية
وزارة الثقافة لا يتجاوز جنيهاً واحداً أو جنيهين فى أحسن الأحوال؟! ، وهل تعلم عزيزى
القارئ أيضاً أن 90% من ميزانية وزارة الثقافة تذهب أجوراً ومرتبات للعاملين بالوزارة
والمدهش ما
كشف عنه "الزهار" أن مخازن وزارة الثقافة ملئت عن أخرها حتي بات تقدر نفقات إنتاجها بما يقرب من 30 مليون جنيه ،
لافتا في الوقت نفسه إلى أن وزارة الثقافة لدبها ما يزيد عن 590 مركزا وقصر ثقافة
في جميع محافظات الجمهورية ، نصفها تقريبا متوقف ومغلق وغير فعال ولم
يقم بدوره الحقيقي في اكتشاف المواهب وتنميتها بالشكل المطلوب ، فضلا عن هدم نحو 17 قصر ثقافة تهدمت بعد زلزال 1992، ويعوق إعادة
البناء عدم وجود اعتمادات، ما دعا وزارة الثقافة إلى المطالبة باعتماد مبلغ 274 مليون
جنيه لإعادة البناء والترميم والتأهيل فى العام المالى 2017/ 2018 ولكن تم تخصيص
66 مليون جنيه فقط!
وأوضح
"الزهار" أنه من الإنصاف وبحسب
المتابعين فإن قلة الاعتمادات المالية المخصصة لوزارة الثقافة ليست هى المعضلة الوحيدة
التى تواجه وزارة الثقافة فى أداء رسالتها، إن وزارة الثقافة تعانى أيضاً من وجود عجز
حقيقى فى الكوادر الفنية المتخصصة التى يمكن أن تدير العمل الثقافى، رغم أن عدد العاملين
بوزارة الثقافة يقترب من أربعين ألف موظف وعامل، تقول الإحصاءات التخصصية إن ما بين
15% و20% من إجمالى هذا العدد فقط هم ممن يطلق عليهم خبراء أو متخصصون فى العمل الثقافى،
ورغم قلة هذا العدد من خبراء العمل الثقافى والمتخصصين فيه فإنهم لا يمارسون أى دور
تثقيفى أو تنويرى نظراً لقلة الإمكانيات المادية أو لعدم وجودها أساساً!
من جانبه يقول
المهندس الأديب مدحت مطر أن وزارة الثقافة تعد من أهم الوزرات كونها هى المنوط بها
بناء الإنسان ، فلولا الثقافة والوعي لا يمكن أن تقوم الدول ولا الأمم ، وقوة أي
دولة في العالم أو أمة ستجد أن الثقافة هى الوقود الحقيقي الذي يقف خلف هذه القوة
, لا فتا إلى فكرة قيام قصور الثقافى بدورها فهذا منذ سنوات ، منوها أن المئات من
الموهبين يملئون الأقاليم يبحثون عن بارقة أمل لهم تفتح لهم الأبواب أو تمنح لهم
فرصة ولو بسيطة لكي يعلنوا عن موهبيتهم في كل المجالات ، مشيرا إلى أن فكرة سيطرة
أشخاض معينين على المشهد الأدبي في مصر ، هذا ليس في صالح الثقافة المصرية ولا
العربية ، فمصر ولادة ولديهما العديد من الموهبين الذين ينتظرون فرصة لكي يعلنون
عن أنفسهم ، مؤكدا في الوقت نفسه على أن الإعلام مقصر بشكل كبير في إبراز المواهب
المدفونة في الأقاليم ، هذا راجع في الأساس إلى خفض نسبة ومساحة الثقافة في
الإعلام المصري ، وكأن الثقافة من الأشياء الترفاهية ، ولكن الحقيقة أن الثقافة هي
روح النهوض في كل المجالات .
وناشد مطر وزارة الثقافة بضرورة تفعيل وتنشيط
جميع قصور الثقافة في مختلف المحافظات ، لتحريك المياه الراكدة ، والعمل على دعوة
الموهبين المغمورين ، وفتح الباب أمامهم لاستعراض مواهبهم بشكل كبير ، مؤكدا أن في
حالة ذلك سوف يكون الوضع مختلف تماما .
ومن جانبه يرى الشاعر والناقد عادل زلوم أن
وزارة الثقافة تستطيع أن تصنع أمة عظيمة ، إذا ما قامت بدورها المنوطة به على أكمل
وجه ، فالثقافة هى روح المجتمعات هة التي تحافظ علة حيوية وقوة المجتمع ، لافتا
إلى أن وزير الثقافة الأسبق الدكتور عبد الواحد النبوي أكد في تصريحات له أن هناك
فائض في وزارة الثقافة سنويا يعود الى المالية ، وفي الوقت نفسه نجد بعض الهيئات
والمصالح الثقافية تعاني من نقص حاد في ميزانيتها ، لدرجة أن هناك قصور ثقافة أغلقت ابوابها لقلة الموارد المالية
، وهذا ليس له تفسيرا سوى أن هناك فشل في فن إدارة داخل الوزارة ، منوها إلى ضرورة
تشكيل لجنة مشكلة من كبار المتخصصين لنزول الأقاليم وعمل تقرير شامل عن مدة فعالية
وتطوير كل بيت من بيوت قصور الثقافة على مستوى الجمهورية ، والعمل فورا على
تشغيلها ، وعمل ندوات من شأنها دعوة كل الموهبين لها
ويقول المهندس احمد صلاح الدين الرفاعي قاص
من القليوبية إنه كان عاشقا لكتابة القصة منذ أن كان طالبا في الإعدادية حتة أنه
شارك في مستوى القصة علة مستوى مدارس الجمهورية وحصل على المركز الأول لأكثر من
عامين ، وحصل على جوائزة من المحافظة ولكنه توقف عن ممارسة الكتابة لعدم وجود جهة تتبناه
هو ومن مثله من الموهبين ، لافتا إلى أنه يحتن إلى الذهاب الة الندوات من حين لأخر
حتى الفترة التي سبقت انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد19 " ، لافتا
إلة لم يعد يذهب إلة قصر ثقافة القليوبية كونه تقليدي وروتيني من الدرجة الأولى
ولم أجد مكانا يليق بالشباب الموهبين ليعلنوا عن مواهبهم ، مما يصيبهم باحباط كبير
، لافتا إلى أن وزارة الثقافة بعيدة عن الأقاليم والعمل على تطوير قصور الثقافة
واتاحجة فرص أكبر للشباب وللأطفال حتى ، مناشدا وزارة الثقافة توفير مكتبات أكبر
في القرى لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأطفال على القراءة .
في النهاية نحن أمام أزمات كبيرة داخل وزارة
الثقافة ، لاسيما أن ميزانية الوزارة
تقترب إلى 4 مليارات جنيه ، هل يتم انفاقها بالشكل الذي يدفع الوزارة الى تأدية
دورها الحقيقي في نشر الثقافة والوعي والغعمل على خلق مهرجانات ثقافية وفنية من
شأنها خلق حالة من الوعي والفكر لدى المجتمع وأفراده ، كون الثقافة هى الوقود
الحقيقي .