د. محمد جاد الزغبي يكتب: القرآن.. واستراتيحية خداع القمر الصناعى

  • أحمد عبد الله
  • السبت 18 يوليو 2020, 01:23 صباحا
  • 782

 

القرآن .. واستراتيحية خداع القمر الصناعى

المتابعون لتاريخ وتفاصيل حرب أكتوبر 1973م ,

لابد أن أكثر ما يلفت نظرهم هو حجم الإبداع الهائل فى خطة الخداع الإستراتيجي والتمويه التى ابتكرتها العقول المصرية الصرفة وتمكنت بها من مواجهة تكنولوجيا رقابة تتفوق عليها بأجيال شتى.

فلم يكن هناك بث لاسلكى مشفر يستعصي على قدرة إسرائيل فى تتبعه وفك شفرته وكذلك الأقمار الصناعية الأمريكية التى تجوب الجبهة ليل نهار وتجعل من قدرة مصر على حشد قواتها سرا أمرا مستحيلا ..

لكن التخطيط المصري توصل فى محاربة التكنولوجيا الأمريكية بطريقتين ..

أولهما : التوقف التام على استخدام التواصل اللاسلكى بين القوات قبل الحرب بعدة أيام والإكتفاء بإبلاغ القوات ووحدات الصاعقة المكلفة بمهام خاصة بأوامرها مكتوبة قبل موعدها الدقيق والتشديد على عدم اتخاذ أى خطوة للإتصال تحت أى ظرف والإكتفاء بتنفيذ جدول الأوامر وفق التوقيتات المحددة وبهذا أبطلنا عمل التكنولوجيا بترك استخدامها أصلا

ثانيهما : لكن هناك تكنولوجيا الرقابة التى يستحيل إيقافها وهى رقابة الأقمار الصناعية وتلك كانت خطة المصريين تتلخص فى استراتيجية جديدة وهى ( أن يري العدو استعداداتك بالأقمار الصناعية لكن لا يفهمها على أنها استعداد عسكري للحرب ! )

وكانت استراتيجية عبقرية بحيث أن الأقمار الصناعية كانت تنقل المشاهد لكن مع المحللين يعجزون عن تفسيرها بوجهها الصحيح , وذلك باتباع أسلوب الإعتياد , فقد درجت مصر قبل عام كامل من الحرب على نقل المدرعات والقوات فى طوابير علنية من القاهرة للجبهة عدة مرات بحجج صيانة الدبابات التى جعلوا مركزها متقدما فى الجبهة أو بحجة المناورات المتكررة

وهكذا رأت الأقمار الصناعية حشود المدرعات علنا وهى تقطع طريقها للجبهة ومع هذا لم تفهم دلالتها !!

 

الشاهد والمقصود من تلك القصة ..

أن الأمريكيين والإعلام الغربي وأصحاب الثقافة الغربية استخدموا معنا هذه الإستراتيجية نفسها ولكن ليس في الحرب .. بل مع القرآن الكريم !

فمنذ بداية حركة التغريب في القرن العشرين والضربات تتوالى على اللغة العربية وعلومها وفنونها , وعلى التراث ولغة التراث الجزيلة الفصيحة حتى وصل الأمر بنا فى القرن الحادى والعشرين أن خرجت أجيال تلو أجيال , إن قاموا بقراءة القرآن أصلا فهم يقرءون لكنهم لا يفهمون مقصوده أو مراده .. ولاحظوا أننى أتحدث عن الشباب المتدين أصلا

يطالعون القرآن وقد يفهمون الكلمات نفسها ويفهمون العبارات لكنهم لا يدركون دلالتها ولا ماذا تعنى ؟! .. بالنسبة لهم أصبحت الآيات طلاسم تعبدية نرددها لكننا لا نفقهها !!

وهذا أمر طبيعى مع انهيار تعليم اللغة العربية والأدب العربي بحيث أصبح الشباب الآن غير قادر حتى على إدراك جماليات البلاغة فى بيت شعر , أو روعة الأسلوب في جملة نثرية , فما بالك بآية كريمة من كتاب الله

كل أب وأم الآن يركزون على اللغات الأجنبية ويعلنون الفرحة لإجادة الأبناء لها , وهؤلاء الأبناء أنفسهم , سيكون أحفادهم أول أتباع المسيح الدجال ..

لماذا ؟

المسيح الدجال سيظهر على جبهته بوضوح كلمة ( كافر ) ورغم هذا سيتبعه الآلاف , ولا تفسير لهذا إلا أن أتباعه سيقرءون كلمة ( كافر ) لكنهم لن يعرفوا معناها ولا دلالتها ؟!!

 

 

 

تعليقات