الشاعر أحمد إسماعيل إسماعيل يكتب: علم العروض (1)

  • جداريات 2
  • الجمعة 17 يوليو 2020, 10:19 مساءً
  • 953
الشاعر أحمد إسماعيل إسماعيل

الشاعر أحمد إسماعيل إسماعيل

تمهيد 

... أعلم أن كثيرين حين يقبلون علي الخوض في استبيان هذا العلم ( العروض ) سرعان ما تنطفئ حماستهم وتفتر همتهم ، فما وجه الإشكال في العروض، أو ما مرد هذه الصعوبات التي خلفت وراءها اليأس وخيبة المال؟

أولى هذه الصعوبات .. ما يزدحم به هذه العلم من مصطلحات وألفاظ غليظة جافية مثل:

الخبن / الوقص / الكسف / الصلم / الثرم / الترفيل والتذييل والتسبيغ / العصب والحذذ .

وهذه الألفاظ ليست إلا بعض الأنواع مما يسمى بالزحافات والعلل، وهناك قبل ذلك ما يسمى العروض والضرب والحشو والسبب الثقيل والسبب الخفيف والوتد المفروق والوتد المجموع والفاصلة الكبرى والفاصلة الصغرى والتصريع والتقفية.

ثاني هذه الصعوبات : هى الاستعجال في استيعاب المادة والاستعجال أيضا في تدريسها.

وثالث هذه الصعوبات: أن كتب هذا العلم محشوة بالمصطلحات والتعاريف والتقاسيم مما يجعلها صعبة الفهم وعسيرة الاستيعاب.

.... ومن هنا يأتي السؤال لماذا نحاول أن نتعلم هذا العلم (العروض) والإجابة تكمن في عدة نقاط:

أولا: العروض يساعد على التفطن لما يزدان به الشعر العربي من اتساق في الوزن وانسجام في الموسيقى.

ثانيا: العروض يمكن دارسه من إدراك الأبيات السليمة والأبيات المختلة فور قراءتها أو الاستماع إليها.

ثالثا: العروض يربي الإحساس بمدى اطراد الأوزان وانسياب النغم.

رابعا: ينمي القدرة علي قراءة الشعر قراءة صحيحة وتوقي الأخطاء.

خامسا: أنه ما من شاعر يقرض الشعر إلا ويجب أن يكون علي علم ودراية ما بهذا العلم.

{لهذه الأسباب سوف نبدأ إن شاء الله، محاولة تبسيط هذا العلم وعرضه على حلقات متتالية .. على وعد أن نكون أكثر وضوحا وتبسيطا.. وكلنا ثقة أننا سنفيد وبسرعة جدا من يريد المعرفة .. وعلي الله قصد السبيل}.

 




تعريف علم العروض


(بداية لابد أن نعيد ونذكر أنفسنا أولا لماذا ندرس علم العروض وما أهمية ذلك .. ؟ قلنا إن علم العروض يساعد على الوعي بما يزدان به الشعر العربي من اتساق في الوزن وانسجام في الموسيقى .. وإدراك سلامة الأبيات الشعرية .. وتربية الإحساس بالأوزان والنغم.. والأهم هو ضرورة أن يعرف كل مهتم بالشعر حقيقة وخبايا هذا العلم).



(1) 

الكتابة العروضية أو الخط العروضي

************

بيت الشعر المشهور { أعطني حريتي أطلق يديا .. إنني أعطيت مااستبقيت شيئا}

كيف يكتب هذا البيت عروضا ... ؟

قبل أن نجيب علي السؤال لابد من شرح قواعد الكتابة العروضية 

{القاعدة هنا تقول كل ماينطق به يكتب في الخط العروضي حتى لو كان لا يكتب في الكتابة الإملائية وكل ما لا ينطق به لا يكتب حتى ولو كان يكتب في الخط الإملائي} 

مثل:

ــ الألف في كلمة (لكن) تكتب عروضيا ( لاكن )

ــ الألف في أسماء الإشارة مثل هذا / هذه / هؤلاء .. تكت عروضيا ( هاذا /هاذه / هاؤلاء)

ــ نون التنوين تكتب مثل : كتابٌ تكتب ( كتابن )

ــ الهاء إذا كانت ضميرا مشبعة حركته فتكتب وبعدها واو إذا كانت مضمومة وليس بعدها ساكن مثل (له) تكتب (لهو) وإذا كانت الهاء مكسورة تكتب ياء مثل (بهِ) تكتب (بهي) أما إذا كان بعد الهاء سكون فلا يكتب حرف المد لأن هذا السكون يمنع مد الهاء مثل: له الله وبه استعنت .

ــ الحرف المشدد يكتب حرفين أولهما ساكن والثاني متحرك مثل (قطّع) تكتب عروضيا (قططع) ومثل (مرّ) يكتب عروضيا (مرر) والحرف المشدد الذي يلي ال الشمسية مثل السين في كلم السماء تكتب عروضيا (اسسماء).

ــ واو المد في بعض الأسماء مثل داود / طاوس .. تكتب عروضيا ( داوود / طاووس )

ــ همزة الوصل تحذف إذا لم تكن في اول الكلام مثل ( واذكر ) تكتب ( وذكر ) 

ــ ال الشمسية تحذف مثل ( والنجم ) تكتب عروضيا ( وننجم ) 

ــ يحذف حرف المد إذا وليه ساكن مثل : على الأخلاق خطوا الملك وابنو .. ومثل : عانقي المجد ياعروس الجنوب .. فالألف في علي والواو في خطوا والياء في عانقي لا تكتب عروضيا لأنها محذوفة من النطق ، لتسكين مابعدها .. 

ــ ألف المقصور وياء المنقوص غير المنونين يحذفان في الكتابة العروضية إذا وليهما ساكن مثل : فتى القوم ، وباني المجد ، فألف فتي وياء باني تحذفان من الخط العروضي لأنهما حذفا من النطق لوجود ساكن بعدهما. 

نعود إلى المثال الذي سقناه في البداية وهو :

بيت الشعر المشهور {أعطني حريتي أطلق يديا .. إنني أعطيت مااستبقيت شيئا}

كيف يكتب عروضيا إذن؟.. يكتب هكذا: 

أعطني حر / رييتي أط / لق يدييا / إنني أع / طيت مستب / قيت شيئا

ونسوق مثلا أخر أدل : بيت الشعر الذي يقول :

إن الشجاعة في القلوب كثيرة ... ووجدت شجعان العقول قليلا 

يكتب عروضيا هكذا :

أننششجا / عة فلقلو / بكثيرتن / ووجدت شج / عانلعقو / لقليلا 

النون المشددة كتبت والألف الشمسية حذفت والشين المشددة كتبت أثنين .. .., وهكذا.

 


تعليقات