هاني موسى يكتب: رؤية نقدية حول رواية عرين الجسد للكاتب الفلسطينى رجب أبوسرية

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 16 يوليو 2020, 7:23 مساءً
  • 1511
الكاتب هاني موسى

الكاتب هاني موسى

لأول مرة أقرأ للكاتب الفلسطينى رجب أبو سرية وحقيقة الأمر أن الرواية كعمل أدبى تمتلك مقومات العمل الأدبى من أحداث وأماكن وشخوص وحوار ومقدمة وحبكة ونهاية وبطلة القصة (نشوى ) امرأة فلسطينية دارت حولها أحداث الرواية وقد صورها الكاتب بامرأة تملكتها الغريزة الجنسية وسيطرت عليها طوال حياتها لمجرد رؤيتها لمنظر خادش للحياء  لشاب من جيرانهم ( جليل ) حاول استقطابها للرذيلة وهى لاتزال بكرا تعيش فترة المراهقة ولكنه لم يحدث وأن وقعت بالرذيلة فعلا  ونسج الكاتب كل أحداث الرواية إثر هذا الموقف وجعل نشوى تعيش أسيرة ذلك المنظر وتأبى وأن تعترف بزوجها كرجل يستطيع تحقيق غريزتها مقارنة بالصورة التى سيطرت على خيالها من قبل ورأت أن اللقاء معه اغتصاب مقابل بعض المال او الهدايا من الزوج الثرى !! على حين أن إشباع غريزته من شخص أخر لا تعتبره محرم أو عار أو حتى تجد فيه  تأنيب للضمير!

وتدور أحداث الرواية كلها حول ما يسيطر على البطلة من إشباع غريزتها الجنسية حتى بعد أن أنجبت طفلتين تصمم على الطلاق من زوجها بمكر كى تحصل على الثروة منه برغبته هو  تاركة له الأولاد مقابل المال الكثير الذى ساعدها على تحقيق حريتها المنشودة ولذتها المفقودة مع عدد لا حصر من الرجال!! وللأسف الشديد فقد صور الكاتب معظم الرجال فى مجتمعنا الشرقى وهم يلهثون خلف كل ساقطة !! ولم يكتفى بذلك بل صور معظم النساء الفلسطينيات المتزوجات  خائنات وعشيقات على أزواجهن وكأن الرجل والمرأة بهذا الوطن المناضل ضد غصة الاستعمار التى  تؤرقه ليل نهار قد ترك كل هموم وآلام وطنه لتسيطر عليه أدنى الرغبات التى يتساوى فيها الانسان مع الحيوان !!

ركز المؤلف  على معالم وخرائط تفصيلية للأماكن المختلفة بالعالم وكأنه يستعرض معلوماته الجغرافية بدقة لا تقدم إفادة جادة لسير الرواية!! إلا  أنه كان أكثر ولعاً  بتفاصيل مخجلة للغاية لثقافتنا العربية والدينية المحافظة بوصف دقيق  لجسد المرأة والرجل على حد سواء ! 

...وإذا تحدثنا هنا  عن حرية الإبداع وهل الإبداع مشروط مقيد أم أنه ليس له حدود  فهنا نقف ما بين نظريتى الفن للفن والفن للمجتمع وأقول إن الفن أو الأدب  لابد أن يكون للمجتمع للحفاظ على هويته ضد موجات التغريب وطمس الهوية فى عصر العولمة لأن من احتل فكرك فقد سلب أرضك فلا يجب أن  ينعزل النص أو كاتبه فى برج عاجى عن  أرض الواقع  و أن يقدم ما ينفع مجتمعه ويسمو به.

 

..للأسف ان هذا  العمل لم يقدم لنا نموذج أو نماذج  مجابهة  ومغايرة لبطلة العمل ليبين أنها حالة استثنائية شاذة ونحن نرى ونسمع عن صمود المرأة الفلسطينية وعنائها الدائم بجوار الرجل بحثاً عن التحرر من الاستعمار وليس التحرر الأخلاقى !!

نعم لقد  افتقد العمل لأهم مقومات النجاح سواء فى حياة الكاتب أو بعد مماته وهو الجانب الأخلاقى!! فالأدب بغير أدب ليس تميزاً بل وصمة عار لصاحبها  ومطية سائبة لا قيمة لها 

...هذا العمل  تخطى حدود الجراءة ووصل حد الوقاحة !!

وأنا أقرأ العمل كأننى أقرأ مجلة الشبكة وغيرها من المجلات الهابطة  التى كانت تلعب على غرائز الشباب الجنسية من أجل الكسب المادي!!

واسأل الكاتب وليجيبنى بصراحة كما فاجئنى بما كتب ..


١/ ما الفائدة التى يجنيها القارىء من عمل كهذا غير الاسفاف والتدنى الأخلاقى !! وهل كل من رأت منظر جنسى قبيح فج قُلبت حياتها رأساً على عقب هكذا ونحن نعيش فى عصر التكنولوجيا والعولمة ؟!! 

٢/ هل قرأت زوجتك هذا العمل ولو كان  لديك بنات هل قرأن  ما كتبه الأب !! 

٣/ ماذا لو ُطلب منك شراء الرواية وتحويلها لعمل تليفزيونى أو سينمائى هل تقبل أن يرى أولادك وزوجتك ومجتمعك هذا العمل مصورا بكل تفاصيله كما كتبت !! 

إن الكاتب لابد وأن يقف موقف الناقد تجاه عمله بعد أن ينتهى منه وقبل أن يقدمه للجمهور ليرى بعين الناقد قبل الكاتب قيمة ما كتب .

..واخيرا انا أعتذر للأدب ولمكتبات الثقافة العربية  أن تكون تلك الرواية عمل يوضع بين كتبها!


تعليقات