أحمد الفولي يكتب: مصــر لن تنكسـر

  • أحمد عبد الله
  • الخميس 16 يوليو 2020, 01:20 صباحا
  • 2641

كل من يتابع الأخبار اليومية المتجددة، يدرك هذا الكمّ الرهيب من المؤامرات العالمية التي تُحاك، ضد الدولة المصرية، للنيل منها، ومن استقرارها.


فالخطر الليبي المحدق، وما يدور حول سدّ النهضة الإثيوبي، فضلا عن الماكينة الإعلامية العربية المستمرة في تشويه مصر، تجعل كل صاحب دين، يستشعر الخطر على هذه الدولة الكبيرة، التي هي رمانة الميزان داخل المنطقة.


شاء من شاء.. وأبى من أبى.. نعم، مصر هي رمانة ميزان الشرق الأوسط، بل والعالم الإسلامي والعربي، مصر بجيشها، وأزهرها، ومؤسساتها، ومن لا يدرك ذلك، يجب عليه أن يراجع نفسه، بل أن يراجع دينه.

فمصر في رباط.. وجندها هم الذين هزموا الصليبيين، وحرروا المسجد الأقصى على يد صلاح الدين..

بل جُندها هم الذين كسروا شوكة التتار في موقعة عين جالوت، فأنقذوا الحضارة من الدمار، وحافظوا على حوزة الإسلام.


وجند مصر هم الذين حاربوا طلائع الغزوة الصليبية الحديثة على شواطئ الهند المسلمة، عندما حاربوا البرتغاليين الذين التفوا حول العالم الإسلامي تمهيدا لغزو قلبه، واغتصاب القدس من جديد.


مصر الكنانة.. هي التي وصفها الصحابي الجليل، عمرو بن العاص-رضي الله عنه- فقال: إنَّ ولاية مصر جامعة، تعدل الخلافة".

وكان ولده عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- يقول عن أهل مصر: "إنهم أكرم الأعاجم محتدا، وأسمحهم يدا، وأفضلهم عنصرا، وأقربهم رحما بالعرب كافة، وبقريش خاصة، ومن أراد أن ينظر إلى الفردوس فلينظر إلى أرض مصر حين تخضر زروعها، ويزهر ربيعها، وتكسى بالنوار أشجارها، وتغني أطيارها"


وكان كعب الأحبار رضي الله عنه يقول: إني لأحب مصر وأهلها، لأن أهلها أهل عافية، ومن أرادها بسوء كبه الله على وجهه، يقول خالد بن يزيد: كان كعب الأحبار يقول: لولا رغبتي في الشَّام لسكنت مصر؛ فقيل: ولم ذلك يا أبا إسحاق؟. قال: إني لأحبُّ مصر وأهلها؛ لأنَّها بلدة معافاة من الفتن، وأهلها أهل عافية، فهم بذلك يعافون، ومن أرادها بسوء أكبَّه الله على وجهه، وهو بلد مبارك لأهله فيه.


مصر التي تحدث عنها القرآن الكريم في عشرات المواضع، منها: {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ‌ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً}[يونس:87]، ومنها: {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ‌ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ[يوسف:99]، ومنها: {اهْبِطُوا مِصْرً‌ا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ[البقرة:61]، ومنها: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْ‌يَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَ‌بْوَةٍ ذَاتِ قَرَ‌ارٍ‌ وَمَعِينٍ[المؤمنون:50]، ومنها: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَ‌اهُ مِن مِّصْرَ‌ لِامْرَ‌أَتِهِ أَكْرِ‌مِي مَثْوَاهُ}.


مصر.. هي مقبرة الغزاة، التي صمدت أمام الحملات الصَّليبيَّة، وتصدَّت للحملة الفرنسيَّة حتَّى أخرجتها وهي صاغرة، ووقفت للاستعمار البريطانيِّ وأخرجته رغم أنفه، وواجهت العدوان الثُّلاثي الغاشم عليها بكلِّ قوَّة وعنف.


مصر الأزهر.. المنارة التي يزيد عمرها عن الألف عام، منارة للعلم والعلماء، والوسطية والبطولة، والوطنية الحقيقية، والاعتدال.


مصر الكنانة.. الوقوف معها الآن.. في هذه المرحلة الحسّاسة، ومساندتها في أزمتها، واجب ديني، ووطني، على كل مسلم، يؤمن بالله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-


ساندوا مصر بخالص دعواتكم.. وبانتمائكم..


اللهم احفظ مصر، وجيشها، واجعلها في أمنك وأمانك إلى يوم الدين.

تعليقات