رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

خطَفَت أنفاسي.. قصيدة للشاعر عقيل الساعدي

  • جداريات 2
  • الأربعاء 15 يوليو 2020, 6:27 مساءً
  • 1467
الشاعر عقيل الساعدي

الشاعر عقيل الساعدي

حبيبتي خطَفَت كالبحرِ أنفاسي

وهامَ في سحرِها عقلي وإحساسي


القلبُ دقَّ طبولًا عندَ مَقدَمِها

كأنَّ خفقتَهُ ضربٌ بأجراسِ


كأنَّ مِشيتَها تَروي لنا قصصًا

عن الشموخِ وعن أبطالِ أوراسِ


وقدُّها عندَ عزفِ العودِ أطربَني

كغصنِ بانٍ مع الأنسامِ ميَّاسِ


سألتُ نفسيَ عن سرِّ البهاءِ وهل

مِن سحرهِ أن يكونَ القدُّ عباسِي؟


الليلُ لو أقبَلَت يزهو بها طرَبًا

بالنورِ فاضت كأضواءٍ لنبراسِ


مِن جيدِها الحسنُ يُغري كلَّ باصرةٍ

كأنَّها قُلِّدَت بالدرِّ والماسِ


كلُّ النجومِ بدت في عمقِ نظرتِها

فالعينُ جوهرةٌ مِن تحتِ أقواسِ


والثغرُ مثلَ احمرارِ الوردِ مبتسمٌ

وطعمُهُ كوثرُ المختارِ في كاسِ


جعلتُهُ وطنًا، خبزًا أعيشُ به

مثلَ الصلاةِ على أعتابِ قُدَّاسِ


وعدتُ كالطفلِ مدهوشًا بعالمِها

ولا حديثَ سواها بينَ جُلَّاسي


حبيسَ حسنٍ ولا يَقوى تَغَرُّبَهُ

وراحَ يَضرِبُ أخماسًا بأسداسِ


وبعتُ نفسي لها والعقلُ يَتبَعُها

بيعَ الإماءِ بلا مالٍ لنخَّاسِ


تَقَلَّبَ الحالُ في الدنيا على عَجَلٍ

كأنَّها قد رأت قهري وإتعاسي


أو أنَّهُ الدهرُ يُعطي للورى مُثُلًا

كالشعرِ مضطربًا في ذيلِ كُرَّاسي


تبعثَرَت كلُّ آمالِ اللِّقا عبثًا

كما البسوسُ بداها كفُّ جسَّاسِ


صحوتُ مِن حُلُمي والشوقُ حاصَرَني

أعلنتُ مِن بعدِها للناسِ إفلاسي


وجدتُ نفسي غريبًا فاقدًا وطنًا

وضاعَ عقلي وقد صاحبتُ وَسواسي


كأنَّهُ قدرُ المجنونِ مذ زمنٍ

يسيرُ في التيهِ فردًا دونَ حرَّاسِ


وعشتُ أبحثُ عنها دونما أملٍ

مِن العراقِ إلى أطرافِ مِكناسِ


وصابَني الوَجدُ حتى قد فرى كَبِدي

وشبَّتِ النارُ في قلبي وفي راسي


وصرتُ أدعو وكلُّ الكونِ يَسمَعُني

يا ليتَ قلبي كصخرٍ جامدٍ قاسِ


سألتُ ربَّ الورى عَيشًا بجنَّتِها

وجنةُ الخلدِ فلتُمنَح إلى الناسِ


تعليقات