رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

عزة عز الدين تكتب: هبة السهيت.. موهبة واعدة منذ الصغر

  • أحمد عبد الله
  • الإثنين 13 يوليو 2020, 8:20 مساءً
  • 946
الكاتبة عزة عز الدين - والكاتبة هبة السهيت

الكاتبة عزة عز الدين - والكاتبة هبة السهيت


موهبة واعدة منذ الصغر-  تبعثرت أوراقها الممتلئة في الأدراج وعلى أرفف المكتبات-  وقد تنوعت محتوياتها بين الشعر والنثر والقصة-  وبحكم القرابة بيننا كنت متابعة جيدة لما تكتب منذ البداية-   انبهرت كثيراً بقصائدها وأنكرت عليها عدم النشر-


 وفي أكتوبر الماضي كان أول ظهور لها في الوسط الأدبي من خلال ملتقى السرد العربي وصالون غادة صلاح-  لتحظى في وقتٍ قصير جداً بمحبة واحترام كل من عرفها-  وتلمع موهبتها أكثر وتنطلق بجدارة واستحقاق في هذا الطريق-  قاصة وشاعرة وناقدة-  وها هي الصاعدة بقوة تجمع بعضاً من قصصها لتطالعنا بإصدارها الأول " أنثى".  


 وبين دفتي الكتاب كانت رحلتي اليوم-  رحلة اختيارية سلطت فيها الكاتبة الضوء على كثيرٍ من القضايا المجتمعية الشائكة-  في قالب درامي حزين-  لم تغض الطرف وإنما أشارت وشدت على أوصالنا من خلال سرد متدفق وحبكة درامية محكمة- 

تألقت فيها قاصة من الطراز الأول تجيد صياغة الحكايات.


في الرحلة اصطدمت بكثيرٍ من المفارقات والمفاجآت-  ففي قصة " حورية" كانت المفاجأة في الجملة الختامية" الحقائق تحملها الرقائق" لتدفع المتلقي" متحدية ذكاءه" للبحث عن البعد الحقيقي لهذه الجملة.


وفي "أوهام أرملة" طرحت قضية هامة جداً عن أحقية المرأة التي لا زوج لها في خلق حياة شرعية موازية-  فتصطدم برفض الأبناء وبموقف مجتمعي ظالم-  ثم تأتي النهاية بتخلي "منى" بطلة القصة عن هذا القرار تعلقاً منها بأولادها وحفيدتها-  ورغم اختلافي الشديد مع هذه النهاية المجحفة إلا أني أكاد أجزم أنها الواقعية في أغلب الحالات نظراً لأنانية الأبناء ولنظرة مجتمعية أصابها العوار.


قصة أخرى" ذيل المحب" وفيها سرد فلسفي واقعي للظروف الاقتصادية الصعبة تجملها حالة وفاء من "الكلب"  ربما أرادت الكاتبة أن توضح أنه رغم القسوة ففي الحياة شئ جميل.


" أبو محمود"   تبرز قضية الفقراء المهمشين " ملح الأرض" في مجتمع سحق آدميتهم وأنكر عليهم حتى حق العلاج.

وفي " القرية والدرويش"  إسقاط فلسفي قاس.


"أنثى"  صراع ناعم بين الوفاء والهوى الذي لا سلطان لأحد عليه-   ينتصر فتقرر بطلة القصة حضور  عزاء صديقتها بكامل أناقتها علها تلفت انتباه زوج الراحلة الذي جذبها من قبل- ولكن منعها الضمير والوفاء-  ثم انتصرت بداخلها الأنثى وشعورها حين تغيرت الأوضاع.


في " أول الطريق" لقطة حقيقية جداً عن مصير الأبناء  ضحايا انفصال الأبوين في سن صغيرة كانوا فيه أحوج ما يكون للاحتواء والرعاية.


وفي " مصرع ذبابة" إسقاط فلسفي من نوع آخر- إسقاط واقعي مر  عبرت فيه الكاتبة بوضوح عن القهر والظلم حتى الموت لأنتقل بعدها لقصص أخرى كثيرة حتى وصلت إلى تلك التي اعتبرتها درة التاج.


" العريس الأخير"  والتي فاجأتنا فيها الكاتبة بالنهاية المذهلة لتقول أنه لا أحد فوق مستوى الشبهات ولا شئ فوق صدمات التوقعات.


انتهت الرحلة داخل الكتاب ولم تنته داخل مجتمع بات يئن من الفقر والجهل وغياب الضمير والرحمة والعدل ولكن الأمل في رحمة الله ونوره أبدا لا يغيب.


أهنئ الكاتبة بهذا الإصدار المتميز جداً- المتأخر جداً- وأهنئ المكتبة العربية بهذه الإضافة الثرية.

تعليقات