حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الكاتبة نهال القويسني
أسمع كثيراً من الشكوى بصورة منتظمة من أصدقاء ومعارف من الأجيال القديمة التي أنتمي إليها. نشكو جميعاً من عدم قدرتنا على التعامل مع الآخرين في المعتركات العامة على اختلاف أنواعها.
كلنا متضرر من إسلوب التعامل وطريقة الكلام، وانعدام الكياسة، والاستهانة بكل شيئ، مع سوء التقدير وعدم الاحترام.
والمتأمل للمشهد عن كثب سوف يجد أن الزمن قد اختلف وتغيرت المعايير عند الأجيال الحديثة.
ومن المهم هنا أن نشير إلي أن منظومة القيم الحاكمة لتعامل الأفراد في المجتمع قد انهارت تماماً منذ بداية العقد الاخير، وحل محلها فراغ قيَمي رهيب نتيجة اختلاف الرؤي والمعايير وأمور أخري متعددة يضيق المجال بالحديث عنها في هذا المضمار.
ومن المؤكد أن المجتمعات المتحضرة تحتاج لضوابط قيَمية وأخلاقية لتحقيق التوازن بين الأفراد وتنظيم التعاملات بينهم، فبدونها يصبح الأمر فوضي.
ومما لا شك فيه أيضا ً أن الأجيال القديمة التي تربت وفق منظومة أخلاقية معينة تجد أنه من الصعوبة تقبل الوضع الحالي. أما الأجيال التي نشأت في الفراغ القيَمي واختلال المعايير الأخلاقية قد تعاني بعض الشيئ نتيجة اختلاف النشأة والتربية مع القيم السائدة في المجتمع، لكنها في النهاية لديها قدرة أكبر علي التكيف والتعامل مع معطيات زمنها بصورة أو بأخري.
من هنا يبرز أمر جوهري لا يمكن تجاهله ولا مجال لإصلاح المشهد بدونه، ألا وهو الحاجة الملحة لإعادة بناء منظومة قيَمية حديثة تتناسب مع معطيات العصر وتحدياته وتضبط إيقاع التعاملات بين أفراده، على أن تكون تلك المنظومة مرتكزة على الميراث الثقافي والحضاري للمجتمع، وفي الوقت نفسه مستشرفة لآفاق المستقبل، مع الوعي التام بمعطيات المشهد الحداثي وإدراك لأدوات العصر ومتطلباته.
وأعتقد أن هذه مهمة قومية ليست هينة، من المنطقي أن يتحمل عبء التنظير لها علماء الاجتماع في مصر، فهل نحن منتبهون