حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
بوابة الدمج الفكري والمجتمعي للأفكار
المشوهة
"المثلية نموذجًا"
حقائق علمية وواقع ثقافي اجتماعي
قامت منظمة الصحة العالمية عام 2008 بدراسة عن المثليين في مصر وقد اطلعت على البيانات الخام للدراسة، أي نصوص كلام المبحوثين كما هو قبل الخضوع لأي تدخل من الباحثين.
الهدف الأساسي من تلك الدراسة كان توفير ممارسة آمنة لهذه الفئة،
لتجنب الأمراض وتحديدًا مرض فقد المناعة المكتسبة "الإيدز HIV"،
وبالفعل في نهاية كل مقابلة كانت توزع عليهم هدايا من وسائل وقاية مجانية.
نسبة 90% من المبحوثين قالوا أنهم يقوموا
بهذا الفعل برغبتهم التامة، نسبة 5% كانوا
يعانون من مرض نفسي يتعلق باضطراب الهوية الجنسية ويرغبون في العلاج، نسبة 5% يعانون
من نفس المرض النفسي ولا يرغبون في العلاج، أي أن نسبة 95% اختارت هذا الفعل بمحض إرادتها
ولا ترغب في العلاج.
ومن هنا يبدأ العمل على مدخل دمج كل ما هو
غير طبيعي في المجتمع تحت شعارات متنوعة، أكثرها تدولًا أنه "مرض"، ويتم
تعديل النتائج ومخرجات الدراسات وتطويعها وفق الأهواء أو الأجندة المُعدة سلفًا.
ولتحقيق المصداقية، يكون المجتمع العلمي بالفعل على دراية بأن ثمة دراسة يتم
تطبيقها في أماكن محددة عن موضوعات محددة، لكن النتائج النهائية يتم إصدارها بمنأى
عن العيون. وبحكم مجال عملي وتخصصي في تصميم وتنفيذ وتحليل الأبحاث وكتابة
التقارير النهائية، أكون ممن يطلعون على المشروع البحثي من بدايته إلى نهايته، وفي
حال اعتراض أحد أفراد فريق العمل يتم استبعاده على الفور. وفي بعض الأبحاث ذات
الأهداف غير المُعلنة، يقوم بكتابة التقرير النهائي أصحاب المصلحة في نشر فكر أو
ثقافة ما، فيتم تعديل النتائج الحقيقية وفق لأهدافهم، ونشرها وترديدها إلى أن تصبح
جزء من الثقافة السائدة.
ونذكر بعض الحقائق العلمية والثقافية والمجتمعية
بخصوص "المثلية":
- مدخل تقبل هذه الفئة لأنهم ضحايا مرض نفسي، أو خلل هرموني غير
قابل للعلاج، مجرد تبرير غير علمي وغير حقيقي.
-
هذه الممارسات تؤدي إلى المرض الجسدي المعروف بنقص المناعة المكتسبة "الإيدز HIV"،
ومرض نفسي لأنهم يخالفون الفطرة التي تقتضي زوجين لاستمرار الكون، قال تعالى "وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"
(الذاريات: 49). ولو أنت ممن لا يؤمنون بوجود الله ومن أنصار المادية الجدلية
والنظرية الوجودية فالمخلوقات الكونية كلها زوجين، ومنهم من يتحول في بعض الأوقات
إلى مواصفات الجنس الآخر للتكاثر، ويمكن القراءة في علم البيولوجي والأحياء لمزيد
من المعرفة. وقد أثبتت الدراسات النفسية والاجتماعية أن أغلب المثليين والمتحولين
من البشر انتحروا، أو قضوا حياتهم يعانون من الشعور بالاكتئاب، بعيدًا تمامًا عن
السلام النفسي الداخلي المزعوم، ليس بسبب الرفض المجتمعي فقط كما يروجون، بل
لشعورهم بالاغتراب عن فطرتهم الأصلية.
- - مدخل تقبل الاختلاف والتنوع والتعايش معه، يكون هذا في قبول
الأشياء الأخلاقية وغير الشاذة وغير المشوهة دينيًا وخلقيًا واجتماعيًا، والتي لا
ينتج عنها ضرر مباشر أو غير مباشر بأي شكل من الأشكال.
-
وبناء على النقطة السابقة فمدخل أن هذه الفئة لا تؤذي أحد، خاطئ وغير حقيقي، لأن
إيذائهم أكبر من الإيذاء الجسدي المحسوس، حيث يشوهون الفطرة، وينشرون أفكار فاسدة
ليس لها أي مردود إيجابي، ويجبرون المجتمع على قبولهم وقبول إعلانهم عن أفكارهم
الملوثة غير الطبيعية، ونشرها، ويعد هذا غزو فكري واجتماعي لإحلال الخبيث محل كل
ما هو طيب.
- في إطار الزعم بأن هذه الممارسات من حقوق الانسان واحترام حرية الآخر
والتقدم، يكون أحيانًا رد الفعل الانفعالي للبعض بمقولات مثل "لو هذا هو
التقدم فأنا متخلف، أو ضد الحريات وحقوق الانسان"، وهذه بداية مهمة بالنسبة
إليهم لتغيير أسلوب الخطاب العام، وإلصاق تهم باطلة
نابعة من لحظات انفعالية، ويستمر الضغط بهذا الأسلوب وترديد تلك العبارات إلى أن
يصبح من يعارضهم متهم "باقراره وقوله"، فلغة الخطاب والتلاعب بالألفاظ
من وسائلهم الأساسية.
- يترتب على النقطة السابقة استخدام المدخل
الهجومي حيث اتهام كل من لا يقبلهم أو يقبل إعلانهم عن أنفسهم بأنه ذو أفكار
منغلقة، ولا يقبل التنوع وغير متسامح، فيضطر الرد على هذا الهجود متخذ موقف الدفاع
عن نفسه وأفكاره التي هي الأساس وهي الطبيعية. وفي خضم هذا الجدال يحققوا انتشار
أكبر، ويضعفوا ويستنزفوا الطاقات الإيجابية في هذه المعارك الكلامية الجانبية
عديمة النفع، فينشغل أصحاب الأخلاق عن نشر الأخلاقيات الإيجابية، وترك المساحة
الأكبر إما لأفكارهم الشاذة أو لهذه المعارك.
- على عكس زعمهم إيمانهم بالحريات وتقبل كل الأطراف والأطياف،
يهاجمون من يتحدث عن الأخلاق والفضائل، ويتهمونه بالرياء والمزايدة على المجتمع.
وعند السؤال وقتها عن حرية التعبير، تكون الإجابة بأنهم يدافعون عن الفئة الأقل
والأضعف، وبالطبع هذا بصرف النظر عن ما تروجه هذه الفئة من أفكار وسلوكيات شاذة
مُضرة جسديًا ونفسيًا.
- من وسائلهم تمرير أهدافهم من خلال استغلال أي ظرف اجتماعي أو إنساني،
كأن ينتحر أحدهم -وهو الفعل الشائع لديهم- فتختلط المشاعر الانسانية ما بين الشفقة
على المنتحر بصفته كائن حي، وبين قبول تصرفاته وسلوكه الشاذ، فهم يتعمدون التركيز على
العاطفة أولًا ثم الضغط ثانيًا.
وأخيرًا .. هم يريدون المجتمع يشبههم ويفعل
مثلهم حتى يتلاشى شعورهم بالغربة والاغتراب وشذوذ وتشوه هذه الأفعال، فيصبح الفعل
الشاذ هو القاعدة والفعل الطبيعي المتعارف عليه، ونعود هنا إلى نقطة مهمة، وهي
قضائهم على التنوع والتعدد الذي يزعمونه، ويحققون السيادة وحدهم.
وقبل كل شيء، فالتنوع والتعدد من السنن
الكونية الإلهية التي حثنا الله سبحانه وتعالى على التفكر فيها، لكن في الوقت ذاته
أباد قوم لوط لأن اختلافهم كان معصية ومفسدة ونشر للأمراض المجتمعية والاخلاقية
والنفسية والجسدية.