الروائية ميرفت البربري لــ"جداريات" : الرواية تتربع على عرش الإنتاج الأدبي ..وجائزة إحسان عبد القدوس بدايتي الحقيقية

  • جداريات Ahmed
  • الخميس 09 يوليو 2020, 2:18 مساءً
  • 6900
الروائية ميرفت البربري

الروائية ميرفت البربري

 

 

كاتبة مبدعة غير عادية ، تمتلك أدواتها باحترافية شديدة ، تفجرت موهبتها مبكرا ، لتعلن عن موهبة حقيقة في ميدان الأدب ، فكتبت الشعر والقصة والرواية وحصدت الجوائز القيمة من أعمالها الأولى ، يستفزها كل قضايا المجتمع لاسيما التي تمس المرأة ، أنها الكاتبة ميرفت البربري التي أكدت أنها تعشق الكتابة منذ نعومة أظافرها ، وتعتبر أننا نعيش حقا عصر الرواية ، وللمزيد عن وجهات نظرها حول الحياة الأدبية كان لنا معها هذا الحوار ..

 

أجرى الحوار : احمد بدر نصار

-       بطاقة تعريفية بميرفت البربري ؟

- مرڤت إبراهيم البربري عضو اتحاد كتاب مصر - بكالوريوس التربية والعلوم

الفنية عام 1997 - معلم خبير بوزارة التربية والتعليم.

-       موهبتك أعلنت عن نفسها مبكرا ..ولكن أنت لم تعلني عنها إلا مؤخرا ..لماذا ؟

- موهبتي بدأت في سن مبكرة ولكنني كنت  خجولة ، أكتب واحتفظ بكتاباتي طي الأوراق لم يعرف بموهبتي سوى والديِّ وأخي الأصغر،  فقد كانوا جمهوري أكتب وأقرأ لهم،  وقليل من الأصدقاء بالمرحلة الثانوية والجامعية..كان الإعلان عنها عن طريق الفيس بوك عندما بدأت في نشر خواطري بعد وفاة والدي رحمه الله وبعد معاناة نفسية صعبة لفقداني والدي فقد سبقته أمي بسنوات.

-       أبرز التحديات التي واجهتك في نشر أول عمل وهو قصص تائهة ..وحديثنا عنه ؟

- كان إنتاجي الشعري أكثر من الإنتاج القصصي الروائي فقد كنت قد كتبت رواية واحدة وقليل من القصص القصيرة، أرسل لي أحد الأصدقاء مبادرة لنشر العمل الأول لدار نشر بمبلغ مخفض،  وعندما راسلتهم ابلغوني ان العمل لابد أن يكون قصصا قصيرة في حدود العشرون قصة،  ولم يكن باقي من الوقت سوى شهر،  في هذا الشهر استكملت عدد القصص ، عندما بدأت في جمع القصص لإرسالها للنشر ، لم أجد قصة منهم ورحت أفتش عنها وأبحث حتى وجدتها وكنت أريد تسمية المجموعة( بقصة تائهة ) ولكن استقر اسم قصص تائهة على المجموعة.. بعدها علمت أن لجابريال جارسيا ماركيز مجموعة قصصية  باسم..(اثنتا عشرة قصة تائهة) فرحت جدا تيمنا بالاسم. كتبت المقدمة للمجموعة القصصية الناقدة والمثقفة اللبنانية شامية الحسن البغدادي والتي تمثل لي توأم الروح الداعم لروحي وهي أول من آمنت بموهبتي وتنبأت بما أتى في حياتي الأدبية من جوائز،  وما هو لم يأتِ بعد ولا زلت في انتظاره،  والتي كانت من أهم مراجعي عن لبنان في كتابة روايتي على لهيب شمعة.

 

-       هل كل شاعر يمكن أن يكتب القصة أو الرواية  ؟

- الجنس الأدبي هو الذي يطرح نفسه أمام المبدع والفكرة هي التي تختار الثوب الذي تظهر به، فمثلا ربما تأتي الفكرة في صورة قصيدة أو تستفز المبدع لكتابة رواية أو قصة وهكذا،  ولا أرى أن الشاعر أو الأديب يختار تصنيفه. 


-       حصلت على جائزة إحسان عبد القدوس ..كيف تمثل لك هذه الجائزة ؟

- بعد نشر مجموعتي القصصية الأولى تقدمت لجائزة إحسان عبد القدوس وبفضل الله فزت بها وكانت الجائزة بمثابة تقديم لمرڤت البربري وبداية لمشوار أدبي وعندما تكون جائزة بحجم اسم إحسان عبد القدوس ولجنة تحكيم من كبار أساتذة النقد وعلى رأسهم الدكتور يوسف نوفل رئيسا للجنة والدكتور محمد عبد المطلب عضوا والدكتورة رشا سمير مسئولة صالون إحسان عبد القدوس التي أخبرتني بأن روايتي نالت أكبر تقييم وأثنت على الرواية أثناء تسلمي الجائزة من وزير الثقافة السابق دكتور حلمي النمنم الذي أخبرني عن تشوقه لقراءتها بعد سماعه رأي دكتورة رشا والدكتور يوسف نوفل عنها وكانت أول مرة يسلم الجائزة وزير الثقافة وكان ذلك بدار الأوبرا وبحضور قامات من الأدباء والمثقفين منهم رئيسة الأوبرا وقتها الوزيرة الحالية دكتورة إيناس عبد الدايم ، منحتني الجائزة مزيدا من الثقة في حروفي ومسؤولية عما سأقدمه بعدها،  فزت أيضا في عام 2019 بجائزة مهرجان القلم الحر الدولية بالمركز الثاني عالميا الثالث محليا عن رواية (حين وجدتُني)ولكن تأجل استلام الجائزة بسبب وباء كورونا.

-       ما الذي يستفزك من القضايا  ككاتبة في أعمالك ؟

- أكيد كامرأة تستفزني قضايا المرأه بشكل عام،  وقد تناولت هذه القضايا في رواياتي وقصصي ومنها (التحرش وتبريره -  فقدان الهوية الجنسية -محاولة البعض لتطبيع فكرة الشذوذ -بيع الفتيات باسم الزواج لرجال بعمر آبائهن -حب الرجل لإنجاب الذكور وكراهية إنجاب الإناث-خوف البنات من الزواج نتيجة فشل علاقة الأبوين-  عمل المرأة المعيلة ومشاكله- جرائم الشرف ) وتناولت بعض من هذه القضايا في روايتي خبز الملائكة ومجموعة قصصية لم تنشر بعد.

-       جسدت دور الشهيد في ديوانك همس الحواس كلمينا عنه أكثر ؟

    - كتبت عن الشهيد في ديوان همس الحواس قصيدتان (الطفولة الشهيدة) وهي عن طفولة سوريا الشهيدة وكانت توصي شهيدتي والدها على دميتها أن يقدم لها الطعام ويحكي حكايات ما قبل النوم.. وفي  وأن يخبرها أن البراءة تقتل في أوطاننا.. وكانت القصيدة أيضا عن طفل تلقى رصاص الغدر وهو واقف صامد استفزتني صورته فكتبت قصيدتي،  هناك كثير من القصائد كتبتها عن شهداء الوطن في سيناء وكيف أراقوا دمائهم الزكية حماية للأرض والعرض ولم تنشر بعد.

-       هل نحن حقا في عصر الرواية ؟ أم ذلك ظلما للأجناس الأدبية الأخرى ؟

- نعم نحن في عصر الرواية فالرواية متربعة على عرش الإنتاج الأدبي من حيث كم الروايات المنشورة كل عام يفوق أعداد الدواوين الشعرية وكذلك في حجم مبيعات الروايات فهو أكثر من بيع الدواوين الشعرية تليها القصص القصيرة ، ولا اعتبره ظلما مقصودا فدور النشر تبحث عن المادة الرائجة ، فتشترط للنشر عدد معين من كل جنس أدبي ويكون للشعر النصيب الأدنى حيث أن مبيعاته قليلة ودار النشر يهمها المكسب في المقام الأول ، ولكن هذا أيضا يعود إلى قلة الإقبال على الشعر وكثرة الإقبال على القصص والروايات. 

-       تطرقت في روايتك على لهيب شمعة إلى الحرب اللبنانية ..ما رسالتك في هذه الرواية ؟

-في روايتي على لهيب شمعة التي تحكي قصة حب نشأت بين فتاة لبنانية وشاب فلسطيني إبان الحرب الأهلية،  وكيف افترقا بنفي الفتى ثم اللقاء الثاني بعد مرور خمس وثلاثون عاما،  فكما عاد الحب الذي نضج على لهيب شمعة عاشت لبنان على لهيب شمعة وحرب انتهت في الظاهر ولكن نيرانها لازالت موقدة تحت الرماد لتعود للنشوب في أي وقت ، ولبنان كانت مثالا للدول العربية وما يحدث من فتن بين أبنائها ليجد صانعوا الحروب أرضا ممهدة لأسلحتهم وسرقة خيراتها.

 

-         لماذا لم يعد هناك إقبال من الشباب على قراءة الشعر ؟

- النشر الفيسبوكي والالكتروني للشعر الذي جعله متاحا في أي وقت وكثرة (المستشعرين) الذين يقيمون حفلات ويقوموا بإلقاء كلمات  لم ينزل بها من سلطان الأشعار جعل لدى الشباب نفورا من الشعر،  غير أن الرومانسية آخذة في التلاشي لدى جيل الشباب، فهم يرونها (فرط إحساس لا داعي له) فزمانهم أجبرهم  على عدم الانخراط في الرومانسية ومواجهة الأمور بواقعية فهم لا يجدون جدوى من البكاء على الأطلال أو التغزل في الحبيبة فعندما يحب الشاب يذهب ويقول لفتاته أحبك (وربما أيضا بعض الفتيات تفعل ذلك دون حرج) فعندهم ليس هناك داعي للتخفي وراء الكلمات الرومانسية والأشعار والكناية والاستعارة.

-         ما هو جديد ميرفت البربري ؟

 هناك روايتين جاهزين للنشر تحت التدقيق إحداها نلت عليها جائزة القلم الحر (حين وجدتُني)وذكرت هذا في الحوار ، ورواية أخرى أيضا تحت التدقيق (زواج إلا ربع) وهناك الجزء الثاني من رواية على لهيب شمعة شارف علي الانتهاء،  وروايتين إحداهما سيكولوجية والأخرى عن كاتب ومخرج يحيا داخل شخصيات كتاباته.

تعليقات