دار المعالي تُصدر كتاب "إعادة تشغيل" لـ أحمد السوهاجي
- الجمعة 30 مايو 2025
الدكتور يسري عبد الغني
يقول الباحث والمفكر الكبير الدكتور يسري عبد الغني إن الروائي الروسي والذي ضيعته روايته (دكتور زيفاجو) داخل الأسوار الحديدية في الاتحاد السوفيتي (سابقًا) من أعظم مترجمي شكسبير ، وكان يلقي هذا الشعر على الناس في قاعات خاصة ، فيمتعهم بروعة الإلقاء ، وجمال الترجمة ، ويجدر بالذكر أن هذا الأديب قام بترجمة ناجحة لرواية (فاوست ) لجوته الألماني ، وألاحظ أنه من النادر أن يذكر أحد هذه الترجمة الجيدة عند الحديث عن فاوست ، رغم أهميتها .
وتابع الدكتور "عبد الغني " عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك قائلا : " المهم أن الشعر هو أعظم الفنون السمعية ، وهو مادة الغناء ، والعرب يعرفون ذلك أكثر من غيرهم ، بل أن تاريخ الأدب العربي هو تاريخ الشعر منذ الجاهلية ، وكان شوقي يختار الأصوات التي تلقي قصائده ، كما اختار محمد عبد الوهاب ليغني بدائعه ، وأشهر الأصوات التي كانت تلقي قصائد شوقي في المحافل العامة : حافظ إبراهيم ، وعلي الجارم ، وتوفيق دياب ، وثلاثتهم من عظماء القادرين على الإلقاء والأداء ، ومن أصحاب النظرات والإشارات ، وقلما ما نجد لهؤلاء مثيلاً في أيامنا هذه .
وفي العصر الحديث فتحت أم كلثوم وفتح عبد الوهاب باب التجديد في غناء الشعر العربي ، واستمع الناس إلى قصائد شوقي وحافظ وعزيز أباظة وإبراهيم ناجي وأحمد فتحي و محمود حسن إسماعيل، وغيرهم بصوت أم كلثوم وعبد الوهاب على نغم جديد قديم ، لم يستمعوا إليه من قبل .
كانت الأجيال السابقة تتغنى بالشعر القديم ، وجاءت أم كلثوم فغنت قصائد لعمر بن الفارض والشيخ عبد الله الشبراوي وغيرهما ، ولكن الانطلاق العظيم كان من شعر شوقي وأحمد رامي في البداية ، ثم كثر الشعراء الذين ترنم الناس بأشعارهم ، وكان آخرهم في هذا الجيل محمود حسن إسماعيل ،
وتسأل الدكتور عبد الغني " و لا أعرف أن كان مازال بيننا بعض الشعراء الذين يطربوننا بأشعارهم العذبة !!!.
ولكن الكلام الغث الهابط أصبح أكثر من الشعر ، وأذهب الى ما يسمى بالمنتديات الا دبية لتعرف الهم الازلي الذي يعيشه الشعر في بلادنا المحروسة --هناك أزمة حقيقية تواجه أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية عندما يتم اختيار النصوص الشعرية الراقية والتي أصبحت نادرة جدًا ، بعد أن طغت العامية على الفصحى في لغة الغناء ......
وكانت جناية وسائل الإعلام العربية على الشعر ، وهي غير مقصودة ، من أخطر الجنايات على الأدب العربي الحديث ، لأنها فتحت الباب أمام كل من هب ودب أو كتب سطورًا أو كلمات لتغنى ، وقديمًا كانت الإذاعة لا تطلق على هذا الكلام اسم الشعر ، بل تقول أنها كلمات ، ولا بد من ملء الفراغ الزمني في ساعات الإرسال الإذاعية والتلفازية والتي تستمر 24 ساعة ، وليست هناك حيلة إلا أن يغني المغنون والمغنيات بأي كلمات دون حسيب أو رقيب .