سوسن الشريف تكتب : عن العلاقات !

  • جداريات Ahmed
  • الأربعاء 08 يوليو 2020, 12:58 مساءً
  • 893
الكاتبة سوسن الشريف

الكاتبة سوسن الشريف


 

بعضهم كشمس الشتاء

تراها ولا تشعر بها

تختفي فجأة من سمائك مهما أظهرت احتياجك لها 

 علاقات المن

نمل سريعًا من كثرة الشكوى، ولو كنا على يقين تام بظلم من يشكو، لكن الأذن تسأم وتصاب بالزهق، يختلط معها عدم القدرة أو الرغبة في المساعدة، إلى أن يكل ويمل الشاكي نفسه، فيغلق قلبه على ألمه محاولًا قتله، إلا أن الجزء المقهور بداخله يقتلع جزء من روحه.في أحد الأيام يتذكره من ظلمه بسؤال عن حاله وأحواله، بنغمة طازجة الاهتمام وصوت مبتسم، فتتلألأ فجأة النجوم في السماء، وتملأ الأضواء الملونة المكان، وينطلق صوت الموسيقى من الفراغ احتفالًا بهذا الاهتمام المفاجئ. وعليك أن تضغط بداخلك على زر السعادة، وإلا ستكون غير متسامح، ولا تريد السلام، أنت تتكبر على النعمة، أنت تستحق كل ما ينالك من هجوم وقسوة، كيف لم ترد السؤال بشكر وحمد، كيف لا تجيب بضحكات من قلبك على شبح ابتسامة من قهرك ومن عليك بمجرد سؤال.التسامح واجب، لكن تكرار الأذى والتعامل من منطلق العلاقة من طرف واحديمن عليك، فهو الذي يتحكم في أوقات الرضا أو طردك من جنته، وأنت رهين بحالة مزاجية، سجين للرفض دون سبب، وعليك القبول أو ستكون العاق، يُضيف إلى احساسك بالظلم رصيد لا بأس به.التسامح فريضة إنسانية، ستُرد إليك حتمًا إذا اخطأت في حق الآخرين، لكن الظلم والقسوة عن عمد، يقتلوا الروح ويسلبوا منك الحياة، وتكون سعيد الحظ إذا لم تتحول لتكون في مثل قسوتهم، لتنجو من هذا القتل الأسود.

فعلاقات المن لا تليق بالمشاعر، لا تليق إلا بالقاسية قلوبهم


العلاقات المُهلكات

تمر علينا أوقات صعبة بسبب توتر علاقتنا، سواء علاقة عاطفية بين رجل وامرأة، أو علاقات صداقة، أو في العمل، أو مع الأهل، وتتوتر وتتأزم هذه العلاقات أحيانًا لدرجة يُنصح فيها بالانفصال.
أحيانًا يكون قرارًا صعبًا، إما بسبب الا تباط المادي، ولا يوجد عمل، فتضطر تتحمل، وممكن وقتها تنمي مهاراتك وتبحث عن عمل آخر، مع تحمل مؤقت لوضعك، أو الاستسلام وتحمل المعاناة.

 

أو يكون الانفصال صعب بسبب الارتباط العاطفي، ويكون التخلص ممن ترتبط به أشبه بآلام التخلص من أثر المخدرات بدمك، كأنك تقتطع جزء من جسدك وتشعر بقطرات دمك تؤلمك قطرة قطرة. أنت فعلًا تستأصل جزءمن روحك صار ملتصقًا بذلك الآخر، الذي لا يشعر بك، سيأخذ الجرح وقتًا ليلتئم، لكنه سيشفى وستعود من جديد بحياة أخرى أقل صعوبة وأكثر نضجًا.

 

من أصعب الارتباطات والعلاقات ما يتعلق بصلة الرحم، فمهما ابتعدت سيكون عليك التواصل مع الطرف الآخر بأمر الدين. ولأن الله يعرف أن لا حكم لنا على القلوب، فأمرنا نتعامل بالمعروف، معاملة طيبة وإن خلت من الحب، ونتجنب الأذى مهما كرهنا أو بغضنا الطرف الآخر. يبدأ الأمر في هذه العلاقات بمحاولات التغاضي عن الأذى، والتماس الاعذار، والميل إلى التصالح، لكن الأذى يتكرر ويزيد ويستمر. نتحمل إما بحكم حاجاتنا المادية لذلك القريب، وهنا علينا تقليل احتياجاتنا والاكتفاء بالقليل، والعمل بقدر استطاعتنا، والصبر لعل قلب المانح يلين.أو نتحمل بحكم الاحتياج العاطفي، فأنت في حاجة إلى حب ومساندة الأهل، وإن انتهى الحب أنت في حاجة إلى سند، إلى ظهر تركن إليه وقت الشدة، إلى حماية من وحدة مُهلكة.

 

مع تكرار القسوة، تظل في العلاقة لكن دون شعور بالأمن، حد يصل إلى عدم الشعور بالأمن في الاوقات الجيدة اللطيفة، بل وقتها تتحسس قلبك، عند ذلك الموضع القلق، المفتقد للأمان ومتوقع الغدر أي وقت.تستمر القسوة في الظهور بشكل متكرر وأقات متقاربة، تلتهم على مهل وفي نهم ما تبقى من روحك وقلبك، تموت وتحيا آلاف المرات، مكبلًا بأطواق الحاجة والسند وصلة الرحم.تعتاد الأمر، تتقبل فتات مشاعرهم المؤقتة دون شهية، فقط تبقيك حيًا، تصير في أقصى طرفي الشد والجذب ما بين ضعف وقوة، تنطفئ في وجودهم، تكاد روحك تتلاشى وأنت تلتقط ما يلقونه لك.

 

تنزلق رويدًا رويدًا بعيدًا عنهم من فرط لا مبالاتهم بمشاعرك، فتشرق قدرة خفية بداخلك لرفض هذه الفتات لأنها مرتبطة بالألم، كعادة الأمهات وهن يفطمن الرضع، فيضعن على صدروهن صبار، فيختلط طعم أنهار العسل المصفى من لبن بطعم ومرارة الصبار، التي تنتصر على حاجتهم إلى عسل اللبن، هكذا،فالفطام، من أصعب مراحل حياتك، تمر بها كلما تعلقت بصدر حنون، أو ظننت أنه كذلك.

 

ثم يأتي الرفض الأخير، ليس للارتباط بالألم، أو عدم الحاجة، أو عودة الشخص غريبًا، بل لأن يده الممدودة إليك في باطنها سم يسحب روحك ويقتلها على مهل، مجترًا كل ما مر به في حياته ممن هم أقوى منه، يطعمك إياها بتشفي وبطء، ليس لشيء إلا لأنك الطرف الأضعف، الوحيد، الذي في حاجة إلى الحب والسند والحماية، ويمتلك هو كل أو بعض ما تحتاج.


أي هلاك ينتظرك في هذه العلاقة!!

 صلة الرحم، لا تتطلب أكثر من معاملة بالمعروف وقت الضرورة، عليك الابتعاد، والفرار بما نما عندك من قوة مصدرها قلوب قد تكون غريبة عنك، لا يربطك بها سوى معرفة عابرة، أنزل الله بها رحمة ولين ومحبة تضيء روحك من جديد، لتصل إلى التوهج بفعل الحب الرباني.

  البعث الثاني للعلاقات

يأتي بها مشوهة

فما يحدث أن كل مرة يتضرر فيها قلبك، يموت ويحيا من جديد وقد فقد جزء منه، يحل محله العقل، فيرى ما لم يره قلبك. تتكشف الملامح الحقيقية، ويبدأ الطرف الآخر مساعدتك بإظهار ما زينه من قبل، وقد اطمئن لعودتك الدائمة، لأنك في أسر حبه، والسجان هو قلبك.

حرر قلبك بحب يحتويك لا يسجنك

 

تعليقات