الجوائز الثقافية في مصر.. بين الفهم والوهم

  • جداريات 2
  • الثلاثاء 07 يوليو 2020, 10:22 مساءً
  • 454
الشاعر عبد الله الشوربجي

الشاعر عبد الله الشوربجي

ما إن يتم الإعلان عن جائزة كبرى في الوسط الثقافي المصري- خصوصا جوائز الدولة- حتى يكتنف الأجواء اللغط وتسود حالة عدم رضا أو هجوم على الجائزة، آخر هذه الجوائز كانت جاوائز الدولة التقديرية،حيث خرج الشاعر عبد الله الشوربجي ليشن هجوما عنيفا على جوائز الدولة التي تم إعلان النسخة الأخيرة منها منذ أيام، مؤكدا أنها يشوبها الفساد  وتحوم حولها الشبهات.

وأضاف الشوربجي، في تصريحات خاصة لـ"جداريات": يكفي أن أقول مثلا إنهم منحوا التشجيعية لشاعرة في لجنة الشعر  وقبلها منحوها لديوان حاصل على جائزة من المجمع اللغة العربية، أما نسخة هذا العام للتشجيعية في الشعر فقد حصل عليها حاتم الأطير وهو يستحقها بجدارة لكن الحاصل على التشجيعية في نقد الشعر  الدكتور رضا عطية فقد رفض كتابه ثلاثة محكمين من خمسة ورغم ذلك حصل على الجائزة بصوتين من خمسة ويبدو أن الله كان ثالثهما.

 وفجر الشوربجي مفاجأة فيما يخص جائزة الدولة للتفوق التي حصل عليها الدكتوران فوزي خضر وأحمد بلبولة مضيفا: أنا واحد مما تقدموا لللجائزة، وأتحدي أن يعرض المجلس الأعلى للثقافة تقرير الفوز بها، وأشك أن تكون كتبي قد عرضت على اللجنة أصلا فما قدمته أهل للتفوق، حيث قدمت رواية شعرية ومربعات لفن الواو بالفصحى ورباعيات وقصائد متنوعة في ست أجزاء  لكن عزائي أن ثقافتنا تدار بالمصالح وأنا لست صاحب مصلحة مع متآمر.

يذكر أن وزيرة الثقافة كانت قد أعلنت منذ أيام عن الفائزين بجوائز الدولة، وفاز بجائزة التفوق  في الآداب الدكتور أحمد بلبولة والدكتور فوزي خضر، فيما فاز الشاعر حاتم الأطير بالتشجيعية، وفاز رضا عطية بالتشجيعية في فرع النقد.

والشاعر عبد الله الشوربجي صدر له  12 ديوانا ما بين رواية شعرية ومربعات لفن الواو بالفصحى ورباعيات وقصائد متنوعة جمعها في مشروع كبير تحت مسمى "أبو الطيب المصري "، وطبعها على نفقته الخاصة لأنه على حسب قوله لأنه على حسب قوله:  "لم أنشر أي عمل لي ضمن المؤسسات الحكومية الرسمية فقد جربت حظي مع الهيئة العامة للكتاب وقدمت كتابا وفوجئت بعد سنتين أنه لم يعرض على لجنة القراءة  فآثرت احترام ذاتي ولم أكررها"؟  وهو يرى أيضا أن "ثقافتنا تدار بالمصالح وأنا لست صاحب مصلحة مع متآمر".


وجهات نظر

تواصلنا مع الدكتور أحمد بلبولة أحد الفائزين بجائزة التفوق هذا العام لأخذ رأيه فيما يزعهم عبدالله الشوربجي، فأكد أنه لا يعرف أسماء أحد ممن كانوا ينافسونه في جائزة التفوق،  قائلا إن الأمر وجهات نظر، فكل مبدع بالتأكيد يرى نفسه عظيما وأفضل من غير، وأنه الأحق بكل الجوائز، لكن تبقى للجان التحكيم القرا النهائي وهناك معايير أخرى يتم أخذها في الاعتبار من قبل لجان التحكيم.

وأضاف بلبولة في تصريحات خاصة لـ"جداريات"، أنه لم يتوقف طوال مشواره عن العطاءالإبداعي والنقدي خاصةمنذ تم تعيينه بكلية دار العلوم جامعة القاهرة حيث فلم يقتصر إبداعه على نفسه بل أخرج تلاميذ له شعراء ومبدعين في كل مكان في مصر، وأقمت ندوات وفعاليات في جميع الوطن العربي.


وشدد "بلبولة" على أن عدم منح مبدع جائزة ما لا يعني التقليل من شأنه أوأنه لا يستحق الجائزة، بل هناك معايير أخرى يتم الأخذ بها في مثل هذه الجوائز.

حاولنا التواصل مع رئيس المجلس الأعلى للثقافة لأخذ رأيه فيما يقول الشوربجي أكثر من مرة، فكان الهاتف مغلقا على الدوام.


قوانين غريبة

أحد المرشحين لجائزة كبرى من الدولة ولم يحالفه الحظ في التصفيات الأخيرة أكد أنه لن يترشح أبدا لجوائز الدولة في ظل هذه القوانين الغريبة التي تحكم الجوائز، حاصة في ظل إجراء التصويت على الجوائز.

وأضاف الأكاديمي الذي فضل عدم ذكر اسمه أن من ضمن الأمور الغريبة في جوائز الدولة أن يصوت الفنان هاني شاكر ، نقيب لفنانين للفائزين، متسائلا: مع كل احترامي لهاني شاكر الفنان ونقيب الفنانين ما علاقته بالأدب أو النقد كي يصوت في جوائزةن هو يحق له أن يصوت لجوائز الدولة في الفنون،وليس الأدب، مختتما: خرجت من الجائزة لكن يكفيني أن الناس تعرف قيمة ما أقدم وكثيرون تواصلوا معي يؤكدون أنن أستحق الجائزة، وهذا يكفيني.


جوائز بالتداول


لم تكن جوائز الدولة هذا العام هي الوحيد التي تعرضت لانتقادات كبيرة، ففي العام الماضي على سبيل المثال شن الدكتور حسن مغازيأستاذ النحو والصرف والعروض هجوما كاسحا على جوائز الدولة مؤكدا أن القائمين عليها يمنحونها لأنفسهم تداوليا، مؤكدا  أن  الشاعر أحمد عبد المعطي حجازى والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة والناقد الأكاديمي جابر عصفور" يفسدون ثقافتنا ولا يستحقون أي جوائز، على حسب قوله فيما وصف حسن  بأنه واحد من أساطين "الشِّحْر العُرّ" يقصد الشعر الحر

وكتب مغازي على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": بحضور وزيرة الثقاافة فى مقرالمجلس الأعلى للثقافة فى أقصى مقر"دار الأوبرا المصرية" بعد ظهر اليوم أعلنوا أسماء الفائزين فى "جوائز الدولة"؛ "التشجيعية"، ومقدارها خمسون ألفا، "التقديرية"، ومقدارها مائة ألف، "التفوق"، وتقارب ربع مليون، "النيل"، وتقارب نصف مليون، ذلك بعد جهود دؤوبة من اللجان المتخصصة فى كل جائزة، وقبل ذلك كله أيضا جهود دؤوبة لدى"الهيئات" التى رشحت "الأسماء المقترح" إدخالها "السباق"، وقد تحدثنا مرارا وتكرارا عما يحدث فى "خبايا" تلك الجوائز؛ سواء على مستوى "مؤسسات الترشيح"، أم "لجان الفحص"، أم "هيئة التصويت"، وقد وافقت بعضا من المحاورين "مؤقتا" منذ عام فى أنه ربما فى أحكامى مجانبة الصواب، على الأقل من منطلق أن لكل منا نصيبه الحتمى من: "كل ابن آدم خطاء".

وأصاف مغازي: لكنى عائد الآن من "دار الأوبرا"، وما زال ملء سمعى ما تداولناه هناك من"أخبار"، و"حوارات"، و"أحاديث" فى هذا الشأن مع عدد من "أعلام الثقافة" فى مصر وفى عدد من أقطار العرب، وجميعها تمد "رؤيتى" التى عدت اليوم إليها أكثر تثبتا بأنها "الواقع المرير" فى هذا الشأن "الرفيع". ولن أسرد أيا من "أدلة الإثبات"، رغم وفرتها، إنما أكتفى بدليل الإثبات "الأقوى"؛ سيد الأدلة، وهو "الإقرار".

وأضاف مغازي: الجيل المسؤول الذى منه تتكون "الهيئات المرشحة"، و"اللجان الفاحصة"، و"لجان التصويت"، و ... هو "جيل الستينات" الجاثم على صدر جميع مؤسساتنا منذ نصف قرن، نسميه "جيل حجر العثرة"؛ يمنحون كل فرد منهم إحدى "جوائز الدولة" هذى "تداوليا"، ولا يحق لأى فرد من خارج ذاك الجيل أن يحلم بأى منها، أو حتى بأن نتسامع ما يحدث وراء الجدران فى خباياها، إنما نعلم ما يحدث فى أموالنا عندما "يختلفون".

وفسر مغازي: من ذلك الجيل شاكلة "حجازى"، و"أبو سنة"، و"حسن طلب"، و"جابر عصفور"، و"... قرابة مائة اسم، ولن تجد عند الفحص "الجاد موضوعيا" أى استحقاق فى أى من فروع تلك الجوائز لأى منهم؛ نتاجهم جميعا لا يصلح أى منهم به لنيل "الثانوية العامة"، وبعضهم أقل، مضيفا: هم لا ينشرون فى فروع ثقافتنا إلا ما "يفسدها"؛ هم "يُفْسِدُونَ فِي الثقافة وَلَا يُصْلِحُونَ".

وواصل مغازي اتهاماته: فى كل عام يصعِّدون واحدا منهم فى كل واحدة من تلك الجوائز باتفاق، وهذا يعنى أن كل فرد منهم على دراية واسعة بجميع ما يحدث فى "الخفايا"، ولعل ذلك كان السبب الأكبر فى "حجب" الجائزة فى "واحد وعشرين" فرعا من فروع الثقافة المصرية هذا الموسم، وأختار فرعا واحدا من أى من تلك "الجوائز"؛ نستدل من خلاله على ما يحدث في سواها، وليكن واحدا من أكبرها، واحدا من فروع "جائزة النيل"، وهو "فرع الآداب"، وحتى ظهر اليوم كانت "التصفيات"، و"التصعيدات" قد استقرت على اسمين، تختار منهما واحدا؛ إما الدكتور "جابر عصفور"؛ وهو لمن لا يعرف أستاذ الأدب فى "آداب القاهرة"، و"وزير الثقافة الأسبق"، أو الدكتور"حسن طلب"، وهو لمن لا يعرف أستاذ الفلسفة المعاصرة فى"آداب حلوان"، وواحد من أساطين ما صححنا تسميته منذ ربع قرن إلى" الشِّحْر العُرّ"، ولأن كلا منهما"خبير" من "التجارب السابقة" فيما يحدث من خلال عضويته فى أى من لجان أى من تلك الجوائز فى كل عام فإن كلا منهما قضى "يومًا أيْوَمَ".

واختتم مغازي تدوينته: وعند هذا الحد أتوقف عن "الكلام"، وأحيل قرائى إلى منشورات أحدهما، "يفضح" ما يحدث بإقرار، وإلى منشورات أخى "أشرف البولاقى" فى الرد على هذا الشأن.

..وجوائز بالتليفون

ومن قبل ذكل كان حسن مغازي هاجم جائزة أمير الشعراء التي حصل عليها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، في دورته الأولى مؤكدا أن حجازي افتقد شروط الحصول على الجائزة، لأنه توقف عن كتابة الشعر منذ أكثر من أربعين عاما، وأنه منح نفسه جائزة أمير الشعراءمن خلال اتصال تليفوني بهيئة التحكيم، على حسب قول مغازي.

وأضاف مغازى، أن حجازى افتقد لكل شروط الحصول على هذه الجائزة، والتى منها: الشرط الرأسى بأن أن يكون الشاعر المتقدم للجائزة مستمرا فى كتابة الشعر ومواظبا على كتابته، مضيفا: "كلنا نعرف أن حجازى منذ 1974 لم ينتج شيئا سوى مقالات بالأهرام لا قيمة لها، هذا إن كان لشعره نتاج أصلا".

وأضاف مغازى: أما بخصوص الشرط الثانى وهو الشرط الأفقى ومنه أن يتنوع دور النشر التى ينشر بها أعماله فكلنا نعلم أن نتاجه محصور فى هيئة الكتاب، وكذلك يفتقد شرط المجايلة أى أن يكون له تلامذة ويتأثر به زملاؤه وهذا ليس موجودا فى شعر حجازي، كما يفتقد التأثير فى الأجناس الأخرى والتأثر بها فكلنا يعرف أن لا علاقة فى نتاج حجازى لا بمسرح ولا أجناس أخرى ولا حتى بالشعر.

واتهم مغازى لجنة المسابقة أنها لم تقرأ الأعمال المتقدمة لها أصلا، مشيرا إلى أن الشاعر الكبير أحمد سويلم تقدم بعدد كبير من الأعمال من دواوين شعر ومسرحيات ملأ به حقيبتين وبعد منح الجائزة لحجازى استرد "سويلم" أعماله التى قدمها بالصورة التى وضعت بها في الحقيبتين، ما يعنى أن لجنة الفحص لم تكلف نفسها أن تقرأ صفحة واحدة منها.

وكشف "مغازى" مفاجأة من العيار الثقيل، حيث قال إن ما حدث هو أن أحمد عبد المعطى حجازى منح نفسه جائزة أحمد شوقى من خلال اتصال تليفونى باللجنة المختصة مثلما فعل بإحدى الجوائز فى عام 1998 فجأة عندما فى وقف وقال لمحكمى اللجنة بإحدى الجوائز: "امنحوا لى الجائزة لأنى احتاجها فى باريس لدهان شقتي".

واختتم مغازي: ما حدث ويحدث هو اغتصاب لجوائز الدولة ومنصات الشعر.

تربيطات جابر عصفور

في العامالماضي مع قرب إعلان جوائز الدولة هاجم الشاعر حسن طلب، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الناقد  جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق المرشح لنيل جائزة النيل للآداب، قبيل ساعات من إعلان الفائزين بجوائز الدولة بالمجلس الأعلى للثقافة.

وكتب طلب "وجدت نفسى على غير انتظار فى مواجهة جديدة مع الدكتور جابر عصفور؛ فقد رشحتنى وإياه لجنة الفحص لينال أحدنا جائزة النيل للآداب فى التصويت الذى سيتم إعلان نتائجه اليوم بحضور وزيرة الثقافة الفنانة إيناس عبدالدايم؛ ولعلنا لا نكون أجدر اسمين بين الأسماء الأخرى المحترمة التى لم يقع عليها اختيار اللجنة؛ ولكن هذا هو رأته اللجنة المحايدة التى نحترمها".

وأضاف: "لن أستقبل غير ما أتوقع ويتوقع معى الجميع إذا ما تم إعلان فوز جابر عصفور بالجائزة اليوم؛ فأنتم تعلمون ما يدور فى الكواليس من اتصالات وتربيطات يكون لها الدور الحاسم فى منح الجوائز؛ وهو أمور يجيدها الدكتور جابر بمهارة لا تُبارى.

أما أنا، فجائزتى هى ما شرفتنى به لجنة الفحص التى اختارتنى؛ مع أصوات أصحاب الضمائر- وهم قلة كما نعلم- فى التصويت النهائى الذى سيتم بعد ساعات قلائل".

يذكر أن المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمي، سيعقد مؤتمرًا صحفيًا للإعلان أسماء الفائزين بجوائز الدولة، في الحادية عشرة والنصف صباح اليوم الأحد، بمقر المجلس في ساحة دار الأوبرا، بحضور عدد من الوزراء منهم الثقافة والآثار والتربية والتعليم، والتعليم العالى والبحث العلمى، والشباب وغيرهم، كما يشارك عدد كبير من رؤساء النقابات.

 وبعد، يبقى لدينا سؤال: إلى متى تستمر تلك المهزلة؟

تعليقات