حقائق الإيمان وأوهام الإلحاد.. ندوة في كلية أصول الدين بالقاهرة (سجل الآن)
- السبت 23 نوفمبر 2024
غلاف الكتاب
عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر صدر حديثا كتاب "ابتسامة ليوناردو دافنشي" ترجمة هاشم شفيق.
والكتاب كما يأتي على غلافه يغوص المترجم من خلاله في مختبر الشاعر البولندي تادؤوش روزيفيتش وينقِّب في عالمه الشعري ليُقدِّم لنا مختارات تدلّ على إشراقة شعر روزيفيتش المثقل بالدلالات والصور والكنايات والمعاني التي تضيء معطيات النص وتضفي عليه لمسة الشعر الأصيل، المبتكر والمُحدث، الشعر الذي يدفعنا إلى التأمل وتلمس مواطئ الدفء، والإبحار في شواطئه غير المحدودة.
شعر روزيفيتش هو نهر من الرموز والصور والإشارات، شعر يستجمع الذكريات المريرة، كالحروب التي مرتْ بها بولندا وما لاقته على يد النازية من صنوف دوَّخت البشرية.
بالإضافة لكونه مترع بالنوايا السلمية والفن التعبيري ومهووس بتطوير الأشكال الشعرية لتظهر في رؤية مختلفة ومغايرة لمألوف القوالب الموسيقية المحدَّدة. جاء روزيفيتش ليضيف ويُجدِّد في منحى الشعر البولندي والعالمي، مستلهمًا حركات التجديد الشعري في العالم، ومستوعبًا التطوّرات والإضافات التي طرأت عليه.
يقول المترجم في مقدمته للكتاب إن قصيدة روزيفيتش "تهتم بالعالم الحسّي، وبالتفاصيل اليومية للكائن، وهو يعيش يوميات حياته، يراقب عن كثب الحالة الإنسانية، يحياها بعمق ويتشرَّبها بكل جوانحه، ولوامسه، وحواسه، ليجسِّدها في النهاية، في قصيدة، وقصيدته غالبًا، ومثل أي فن راق، ورفيع، وغير مسطح ونمطي وعادي، تنطوي على كمية من الغموض الموحي، والدال، والمُعبِّر، وغير المُفصح والمُفسَّر والمكشوف."
ولكي تفك المغالق السرية لقصائد الشاعر "عليك أن تقرأها مرات ومرات، فهي ليست قصيدة الواقعية الاشتراكية التي سادت حقبة في زمانه، بل هي قصيدة تتقلب بين الرموز، والعلامات، والحركات، الإشارية، ذات البعد الموحي، والدال على الاكتناه العميق، والتؤدة الجمالية."
يرصد المترجم في مقدمته رحلة روزيفيتش الشعرية، بداية بالقصيدة الواقعية ومرورا بقصيدة النثر والنص المفتوح وصولا إلى "القصيدة البيضاء"، التي تعني، حسب المترجم الذي قدم روزيفيتش إلى الإنجليزية، "هي تلك القصيدة شبه الصامتة، قليلة الكلام، فيها مساحات كبيرة من البياض والفراغ والسكون المبجل الذي يطغى على شكلها، حتى لتكاد تختفي، ولا تقول سوى ظلها.