أحمد المثنى يكتب: حول رواية "عرين الجسد"

  • جداريات Jedariiat
  • الإثنين 06 يوليو 2020, 7:37 مساءً
  • 786

حول رواية عرين الجسد 

الرواية جنحت إلى السيرة الذاتية، وبشكل بدا البناء مختلا بعض الشيء، حيث تاهت في اتجاه بعض المطبات، أو الكاتب حرص على أن يبرز جانب الجنس يطوف حوله السرد، ما جعل السرد يخرج عن الأنساق وتنامي الحكي، وأعتقد أن هناك من الروايات في بعض البلاد العربية تتعاطى مع هذه المطبات، وتكون في إطار سياقها، مثل رواية الخبز الحافي للكاتب المغربي، الذي لا اتذكر اسمه لأني قرأت الرواية منذ أكثر من 15 عاما.

تعددت الأمكنة في الرواية من القدس إلى باريس وكندا وألمانيا وخلافها وما انتهت إليه بطلة الرواية بعودتها إلى كندا، هذا الحال، قد نزع من النص صفة الرواية، لأن المكان هو مدينة القدس، وكان يحتاج إلى وصف موسع وشامل، لأن الوطن ليس جغرافيا، وإنما هو هوية وأحاسيس ومشاعر وهموم وأحلام.

الزمان كذلك غير منضبط، خاصة مع تلك التهويمات إلى أتت على الحروب في ليببا ضد القذافي وحرب إسرائيل على غزه، إلخ.

غياب الشعرية في الرواية وفي هذا يقول الناقد الأمريكي "رومان جاكبسون": عندما أكد أن هدف علم الأدب ليس هو الأدب في عمومه، وإنما هو"أدبيته"، أي تلك العناصر المحددة التي تجعل منه أدباً، بمعنى أن الظاهرة الفنية والجوهرية لصناعة اللغة الأدبية، فتجعله يقترب من خلال التشبيهات والاستعارات. الصور التي تلعب دوراً كبيراً في الكتابة الشعرية والأدبية بشكل عام.

وما ينبغي الإشارة إليه هو أن هناك بعض الفروقات بين الشعرية كمكون من مكونات النص الابداعي والشعرية كنص إبداعي الذي تدخل في عناصره العديد من الأمور المتعلقة بعدة شغل النص الشعري، فتداخل الأجناس الأدبية أضحى في أيامنا أمرا لا بد منه، خاصة في العمل السردي، فاللحظة الشعرية تضيء في الفعل السردي الواقع ومشاكله وأزماته وهي كذلك أسلوب لمواجهة بؤس الواقع، لخلق عالم تتصالح فيه الذات وتبرز أحلامه المنفلتة وأنفاس الناس المتقطعة، خاصة أن بطلة الرواية يطحنها الفقر كما أشار الكاتب.

فالبطلة رهيفة موغلة في الأحلام، تحمل جرحاً في أعماقها. ليس في إمكانها غير أن تنحاز إلى الأحلام كأكثر الأسلحة سلمية لمواجهة الفقر، الذي قيل فيه "لو كان الفقر إنسانا لقتل".

فالرواية إجمالا تربك القارئ بمواضيعها وخاصة في بعض البلاد العربية التي لم تتعرف على تلك المطبات الجنسية في العمل الأدبي السردي أو أنها تتحرج عن الإتيان على شيء من ذلك، في حين يكون هذا النوع من الروايات أو القصص، يتعايش معه القراء في البلاد الأخرى على اعتبار أن ذلك يدخل ضمن الثقافة الجنسية.

لا عتب على الكاتب لأنه قد ألمح إلى أن ذلك كان بوحي من بطلة الرواية، فله كل الشكر وهو جهد أدبي حقيقة لا يسعنا إلا نقول له شكراً.

تعليقات