حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الكاتبة مريم الساعدي
لا أعرف الكاتبة الإماراتية مريم الساعدي على المستوى الشخصي، لكنى متابع جيد كـ"صديق" عندي عبر "فيس بوك" لكل ما تكتب، لما يتصف به ما تكتب من عقلانية واتساق مع الذات وسعة الأفق، وإن كنت لا أضع "لايك" أو تعليقا على ما تنشر إلا أنه لا يفوتني.
وفي تدوينة لها، مؤخرا، على "فيس بوك" لا يمكن الوقوف أمامها موضع الإعجاب أو قراءتها فقط، بل لا بد أن نسجل أنها شهادة غالية وفخر لكل مصري وعربي لا يملك إلا أن يوجه لها على الأقل رسالة وشكر وتقدير وإجلال.
فعن ماذا، وماذا كتبت مريم الساعدي لنقول عنها ذلك؟
أما عن ما كتبت فهو بخصوص الزوبعة التي أثارتها الكويتية ريم الشمري بخصوص مصر والمصريين العاملين في دولة الكويت وهجومها عليهم، لينبرى بعض المتشنجين من الشعبين الشقيقين في وصلات من السباب والملاحاة والسفه، دون أدنى تقدير للعقل والمسؤولية، وبما يوسع الهوة ولا يرأب الصدع.
لكن الشهادة التي سطرتها الكاتبة الإماراتية مريم الساعدي في هذا الشأن كانت مختلفة تماما وبعيدة عن أي تشنج، ردت الاعتبار لمصر والمصريين وكانت البلسم والبرد والسلام على جراحهم بدبلوماسية وهدوء كبيرين دون نيل من طرف بعينه.
أما ماذا كتبت فذلك ما نترك معه القارئ، ليطالعه دون أي تعديل أو تحريف، ويضعه هو أيضا في ميزان عقله وضميره، وهوالتالي:
"مصر أم الدنيا، كانت ولا زالت وستظل. تدور على الدول الدوائر؛ تأتي أزمان أثقل من أزمان، يجور الزمن عليها لفترات تطول أو تقصر، وهذه سنة الحياة وسمة الأشياء. وتحت كل الظروف وفي كل الأحوال ظلت مصر دوماً قلب العالم النابض. ما إن يعرفها الإنسان الإنسان حتى يقع في هواها وكأنها مهبط الروح. ما يصدر من بعض الجهلة بحقها الآن عيب كبير والله. المصريون لا يشتغلون عند أحد، هم مثلهم مثل غيرهم من المقيمين في الخليج موظفون بعقود متفق عليها بين الأطراف المعنية، والعمل والسعي لتحصيل الرزق لا ينتقص من قيمة أحد بالعكس يزيده قيمة ويجب أن يحصد عليه الاحترام والتقدير لما يقدمه من خدمات بالمقابل. الجهلة يرددون كلاما لا يفقهونه. المصريون في الخليج درسونا في المدارس والجامعات وكانوا خيرة المعلمين وألطفهم معشراً. لا أنسى أبدا معلماتنا المصريات في المدرسة وأساتذتنا في الجامعة، تميزوا دوماً بالمعرفة الغزيرة والاسلوب الشيق وخفة الدم واللطف في التعامل.. المصريين في الخليج أطباء عالجونا وكان الطبيب المصري دائما قريبا من المريض حنونا في نقل المعلومة مطلعا ومحترما في كل ما يقوم به، المصريين في الخليج مهندسين ساهموا بشكل أساسي في بناء مدننا الصحراوية واستخراج ثروتنا النفطية. والمصريون في كل المجالات اخوة وأهل لم نشعر يوماً أنهم غرباء كي نتنطع عليهم بأي شكل. من ينكر فضل مصر من الخليجيين له مآرب لا تشبه أهل الخليج. والمواقف الشخصية أيا كانت لا يجب تعميمها والاستناد عليها لإطلاق أحكام عامة تمسّ شعوب بأكملها. الولاء للوطن لا يعني التنمر على مصر ، ماذا يساوي العالم كله دون مصر؟! عجباً للحماقة أعيت من يداويها".
انتهى ما كتبت مريم الساعدي مرة أخرى تحية تقدير وإجلال لشخصكم المتحضر. وفّيتم وكفّيتم وشهادتكم غالية وتفرق معنا كثيرا، يحق لكل مصري وخليجي حر أن يفخر بها ويجعلها نصب عينيه. ولما لا؟ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!