باحث في ملف الإلحاد يرد على شبهة تشابه الإسلام باليهودية: الفرق جوهري في العقيدة والمبدأ
- الثلاثاء 13 مايو 2025
العالم المصري الدكتور عادل محمود
لم يعرف أن وفاة والده بسبب تأخره في
جلب الدواء له أنه سوف يصبح من أعظم مخترعي اللقاحات في العالم فقد روى أن اتجاهه للطب
هو أول موقف واجهه مع المرض عندما ذهب للصيدلية في عمر العاشرة لشراء عقار البنسلين
لوالده المحتضر نتيجة إصابته بالالتهاب الرئوي لكنه لم يتمكن من إنقاذ والده لوصوله
متأخرا.
أنه العالم المصري الدكتور عادل محمود هو
أحد رواد أبحاث اللقاحات والأمراض المعدية في العالم. حيث يعتبر من أبرز العلماء في
المجال الأكاديمي والطبي في الولايات المتحدة الأمريكية. ترجع شهرته في مجال تطوير
اللقاحات التي ساهمت في إنقاذ حياة مئات الملايين حول العالم من سرطان عنق الرحم أثناء
خدمته كرئيس لشركة ميرك آند كو للأدوية.. كما عمل كأستاذ بجامعة برينستون بالولايات
المتحدة الأمريكية.
هذا العالم المصري الذي ولد في القاهرة عام 1941، ورحل عن عالمنا في مثل هذه الأيام في سنة 2018، بعدما اجتاز مرحلة الثانوية العامة بنجاح ملتحقًا بكلية الطب
بجامعة القاهرة واستمر في إنجازاته بالحصول على شهادته الجامعية بل كللها بالحصول على
شهادة الدكتوراه في الطب، وفي عام 1968، سافر "محمود" إلى المملكة المتحدة
لاستكمال دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه للمرة الثانية عام 1971 من كلية لندن للصحة
والطب المداري، وركز خلال رسالة الدكتوراه على دراسة الحمضيات، وهي نوع من خلايا الدم
البيضاء، بهدف مكافحة الديدان الطفيلية، من بعدها سافر الراحل إلى الولايات المتحدة
الأمريكية في 1973، من أجل استكمال دراسته والعمل هناك.
وتزوج من البروفيسورة الأمريكية، سالي هودر، التي قالت
عنه : «كنت أتعجب من إصراره الشديد بحياته وكنت أتسائل حول السبب، وما إن كانت تلك
الدوافع نشأت من تربيته المبكرة أم أنها جزء من شخصيته».
كما انضم إلى جامعة كيس وسترن ريسرف الأمريكية،
كمدرس جامعي مساعد، وسرعان ما أثبت كفاءته وعُيّن رئيسًا لقسم الطب هناك
(1987-1998)، وكان للدكتور دور فعّال في الجامعة حتى أنه ترك تأثيرًا بين الطلاب في
الجامعة، وأشادت عميدة الطب في الجامعة ذاتها، باميلا ديفيس، بأداء البروفيسور ودوره
بالجامعة، قائلة: «كان ذكيًا في التعامل مع المشكلات بدرجة تفوق الطبيعي حتى أن العالم
صار مظلمًا بعد غيابه»، وبعد تلك السنوات بالجامعة، رغب البروفيسور في استكمال نجاحاته
بالبدء في مرحلة جديدة، وهي العمل ضمن إحدى شركات الطب كرئيس لقسم اللقاحات عام
1998، ودفعه التجديد نحو رغبة من نوع خاص، وهي إثبات نفسه في مجال الطب المُلتحق بالدعايا
والإعلانات وعالم التسويق.
وعلّق رئيس مجلس إدارة الشركة والمدير التنفيذي،
كين فرايزر، بعد رحيله: «كان شخصية محبوبة، وترك تأثيرها الكبير في مجال الطب على مستوى
العالم، بل وله الفضل في إنقاذ وشفاء العديد من الرضع والمراهقين، ويعتبر من الشخصيات
القليلة التي تركت بصمتها في الطب عالميًا».
التقاعد
في 2006، تقاعد البروفيسور من العمل بالشركة،
وعاد إلى الدراسة الأكاديمية مقدمًا النصائح إلى أبناء جامعة وينستون سالم ستيت، الواقعة
في ولاية نورث كارولينا الأمريكية، وكان يقدّم المشورة السياسية أيضًا، لذا أشاد الدكتور
أنطوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، التابع للمعاهد الوطنية
للصحة، برأيه السياسي: «كان من أوائل الشخصيات التي تتجه إليه للحصول على النصائح السياسية
بأصعب القضايا».
هو أيضاً عضو باللجنة الأكاديمية الوطنية
للعلوم في الاتصالات العلمية والأمن القومي الأمريكي.
أشهر أعماله
بعدها قام بأحد أشهر أعماله على الإطلاق
وهو المساهمة في حل أزمة التطعيمات عام 2013 الذي شهد انتشارا لعدد من حالات التهاب
السحايا بين طلبة الجامعة ولم يكن في الولايات المتحدة أي تطعيمات لهذا المرض ولم يتم
تصنيع التطعيمات في أمريكا، عندها استخدم صلاته مع الجامعات الأوروبية لجلب المصل والتطعيمات
لمساعدة الجامعة وكان من تدخل أيضا لدى إدارة أوباما حتى يتم الحصول على تصاريح دخول
التطعيمات.
وبعد انتشار مرض إيبولا في غرب أفريقيا
عام 2014 بدأ حملة لإنشاء صندوق دولي للأمصال والتطعيمات على مستوى العالم استعدادا
لانتشار أمراض بشكل مفاجئ.
وعن وفاته قالت صحيفة نيويورك تايمز إن عادل محمود
توفي يوم 11 يونيو نتيجة نزيف في المخ بمستشفى جبل سيناء في مانهاتن، نيويورك، ولم
ينشر الخبر إلا في 13 يونيو، بينما لم يصل الخبر للإعلام العربي إلا في يوم الأربعاء
20 يونيو، رغم مساهمته في إنقاذ حياة الملايين بالتطعيمات التي اخترعها.
وقد نعى مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس
خبر وفاة الدكتور محمود مغرداً على تويتر: "في وقت سابق من هذا الشهر، فقد العالم
واحداً من أعظم مبدعي اللقاحات في عصرنا، الطبيب عادل محمود الذي أنقذ حياة عدد لا
يحصى من الأطفال".
السؤال هل العالم في حاجة ضرورية لخبرات وأبحاث هذا العالم الجليل ، فربما يجدون في أبحاثه وتجاربه أملا ينقذون به البشرية من وحش يدى فيروس كورونا المستجد "كوفيد19" ؟