هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العالم الجليل احمد ديدات
في
مثل هذا اليوم وتحديدا يوم 1يوليو عام 1918 ولد العالم الجليل أحمد ديدات أهم
مناظر في تاريخ العالم الإسلامي الذي استطاع أن يهزم الملحدين بالضربة القاضية ،
من خلال حجج قوية مبنية على العقل والمنطق والعلم .
ولد
أحمد حسين كاظم ديدات (1 يوليو 1918 - 8 أغسطس 2005) داعية وواعظ ومُحاضر ومُناظر إسلامي،
اشتُهِر بمناظراته وكتاباته في مقارنة الأديان وعلى وجه الخصوص بين الإسلام والمسيحية
أسس وترأس المركز الدولي للدعوة الإسلامية في مدينة ديربان في جنوب أفريقيا وحاز على
جائزة الملك فيصل لجهوده في خدمة الإسلام عام 1986م، ومكان مولده في تادكهار فار بإقليم
سراط بالهند لأبوين مسلمين؛ حسين كاظم ديدات وزوجته فاطمة هاجر إلى جنوب أفريقيا في
عام 1927 ليلحق بوالده، كان يعمل والده بالزراعة وأمه تعاونه ومكثا تسع سنوات ثم انتقل
والده إلى جنوب أفريقيا وعاش في ديربان وغير أبوه اتجاه عمله الزراعي وعمل ترزياً.
نشأ ديدات على منهج أهل السنة والجماعة منذ نعومة
أظافره فلقد التحق بالدراسة بالمركز الإسلامي في ديربان لتعلم القرآن وعلومه وأحكام
الشريعة الإسلامية. بدأ دراسته في العاشرة من عمره، وفي عام 1934 أكمل ديدات المرحلة
السادسة الإبتدائية، ثم قرر أن يعمل لمساعدة والده فعمل في دكان يبيع الملح وانتقل
للعمل في مصنع للأثاث وأمضى به إثنا عشر عاماً. صعد ديدات سلم الوظيفة في هذا المصنع
من سائقٍ إلى بائعٍ ثم إلى مديرٍ للمصنع، وفي أثناء ذلك التحق الشيخ بالكلية الفنية
السلطانية كما كانت تسمى في ذلك الوقت فدرس فيها الرياضيات وإدارة الأعمال، تزوج أحمد
ديدات وأنجب ولدين وبنتاً، وفقا لموقع ويكيبيديا الشهير.
وأوضح الموقع أنه لم يتلق تعليماً دينياً رسمياً كاملاً إلا أن سخرية بعض زملائه الذين تأثروا بالبعثات التنصيرية من زواج الرسول من عدة نساء، قد أثارت فيه الغيرة والحماسة فقادته إلى تغيير مجرى حياته، إذ عمد فوراً إلى اقتناء نسخة من القرآن بـاللغة الإنجليزية ونسخة من الإنجيل، ليبدأ بعدها رحلة من التعلم الذاتي، أعانه على ذلك ذاكرته المتميزة وأسلوب حديثه الشيق، اللذان أكسباه شهرة واسعة عند الجالية المسلمة بجنوب أفريقيا.
أسس
لاحقاً معهد السلام لتخريج الدعاة والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بـمدينة ديربان
بـجنوب أفريقيا في بداية الخمسينيات أصدر كتيبه الأول ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد
صلى الله عليه وسلم؟ ثم نشـر بعد ذلك أحد أبـرز كتيباته هل الكتاب المقدس كلام الله؟
وفي المُحصلة ألّف ديدات ما يزيد عن عشرين كتاباً وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان
بخلاف المناظرات التي طبع بعضها وقام بإلقاء آلاف المحاضرات في جميع أنحاء العالم،
وفي عام 1959 توقف أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر
لها حياته فيما بعد وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات
وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور زار العديد من دول العالم، واشتهر بمناظراته التي
عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال كلارك وجيمي سواجارت وأنيس شروش ولهذه المجهودات
مُنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986 بالمشاركة.
وفي
عام 1996 بعد عودة ديدات من أستراليا بعد رحلة دعوية أصيب بمرضه الذي أقعده طريح الفراش
طيلة تسع سنوات، وقيل أنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر أبريل عام
1996 بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكري منذ فترة طويلة، وقد أصيب بجلطة في
الدماغ، تعلم أن يتواصل مع من حوله من خلال سلسلة من حركات العين بتخطيط محدد ويتم
تشكيل الجمل والكلمات من خلال التعرف على الحروف المرادة من هذا المخطط، وأمضى آخر
تسع سنوات من حياته على السرير في منزله في جنوب إفريقيا حيث قامت زوجته حواء ديدات
بالاعتناء به، توفي لاحقاً صباح يوم الاثنين الثامن من أغسطس 2005م الموافق الثالث
من رجب 1426 هـ.. توفيت زوجته حواء ديدات بعده بعام في يوم الإثنين 28 أغسطس عام
2006 عن عمر 85 سنة. صُنف ديدات بأنه داعية وعالم إسلامي كبير ومعروف على الصعيدين
العربي والإسلامي.
وُلِد
الشيخ أحمد حسين ديدات في 1 يوليو عام 1918م / 1336 هـ في بلدة تداكهارفار في ولاية
سوارات الهندية لأبوين مسلمين هما حسين كاظم ديدات وزوجته فاطمة، وقد هاجر والده إلى
دولة جنوب أفريقيا بعد وقت قصير من ولادة أحمد، وعندما بلغ أحمد تسع سنوات ماتت والدته
فلحق بأبيه إلى جنوب أفريقيا عام 1927 حيث عاش هناك بقية عمره، وليبدأ دراسته في سن
العاشرة حتى أكمل الصف السادس، إلا أن الظروف المادية الصعبة أعاقت إكماله لدراسته.
والديه
وُلِد
ديدات في الهند ثم هاجر والده إلى جنوب أفريقيا بعيد مولده، التحق أحمد ديدات بوالده
عندما كان في التاسعة من عمره، واستقر في مدينة دوربان الساحلية بجنوب أفريقيا، هاجر
والده حسين ديدات إلى جنوب أفريقيا ضمن مجموعات أخرى من الهنود في مطلع عقد العشرينيات
من القرن الماضي؛ بسبب الظروف المعيشية السيئة التي كانت سائدةً في الهند في ذلك الوقت
مع عدم توافر ظروف الدراسة الملائمة هناك، وقد تبع الشيخُ ديدات والدَه في الهجرة إلى
جنوب أفريقيا وهو في سن التاسعة؛ أي نحو عام 1927م، كان والده يعمل بالزراعة وأمه تساعده
في عمله، مكث تسع سنوات في الهند ثم انتقل إلى جنوب أفريقيا وعاش في ديريان وغير أبيه
اتجاه عمله الزراعي وعمل ترزياً (خياطاً) نشأ ديدات على منهج أهل السنة منذ نعومة أظافره،
فالتحق أحمد ديدات بالدراسة بـ المركز الإسلامي في ديريان لتعلم القرآن وعلومه وأحكام
الشريعة الإسلامية وفي عام 1934 أكمل ديدات المرحلة السادسة الابتدائية، وقرر أن يساعد
والده فعمل في دكان لبيع الملح ثم انتقل للعمل في مصنع للأثاث فأمضى به 12 عامًا وصعد
من خلال عمله في المصنع من سائق إلى بائع ثم مدير المصنع وفي أثناء ذلك التحق بـ الكلية
الفنية السلطانية كما كانت تسمى في ذلك الوقت فدرس فيها الرياضيات وإدارة الأعمال.
وأما غياب أمه الرؤوم، التي يحبذ كل صبي وجودها معه في تلك الفترة تُهيئ له طعامًا
يحبه وتداعبه وتجالسه في أحزانه ومسراته، فقد خلَّف في نفسه وحشة قاتلة. ولا لوم على
أب كان يعمل لكفاف أسرته، وينشغل بعالمه الأبوي المسؤول. فكان أبويه ينهجهون منهج أهل
السنة لعدة سنوات في إقليم سورات.
الدراسة
واصل
ديدات دراسته حتى الصف السادس، ثم توقف عن التعليم بسبب الفقر، الذي أعجزه عن دفع الرسوم
المطلوبة، ورغم أنَّ أباه اتصل بكثير من التجار المسلمين لمساعدته على مواصلة دراسة
ابنه، فإنه لم يجد إليها سبيلاً، ورغم أن ديدات لم يكن يعرف اللغة الإنجليزية، إلا
أنه تعلمها في ستة أشهر وتفوق في دراسته وأنهاها متفوقا على زملائه، إلا أن والده اضطر
إلى إخراجه من المدرسة في بداية المرحلة المتوسطة بسبب الظروف المادية السيئة، وذهب
الشيخ ديدات بعد ترك المدرسة للعمل في محل بإحدى المناطق الريفية حيث بدأت رحلته في
الدعوة، وكان يتردد عليه في المحل طلاب مدرسة تبشيرية ليعرضوا عليه تعاليم المسيحية،
ولأنه كان لا يكاد يعرف من الإسلام سوى الشهادة، وجد صعوبة في الدفاع عن عقيدته، وبعدها
وجد كتاب إظهار الحق يحتوي على حوار بين إمام مسلم وقس مسيحي كان أول كتاب بين عدة
كتب قرأها فيما بعد حول هذا الموضوع، كما عمل في تلك الأثناء على دراسة الدين الإسلامي
وحفظ القرآن مُوليًا أهميةً خاصةً في دراساته الإسلامية لسيرة الرسول Mohamed
peace be upon him.svg والردِّ على شبهات المستشرقين
حول الرسول وفي أواخر عقد الأربعينيات الماضية التحق أحمد ديدات بدورات تدريبية للمبتدئين
في صيانة الراديو وأُسُس الهندسة الكهربائية، ولما تمكَّن من ادخار المبلغ اللازم من
المال ارتحل إلى باكستان عام 1949 وعكف على تأسيس مصنعٍ للنسيج، ثم تزوج وأنجب ولدين
وبنتًا، ثم عاد في عام 1952 مرةً أخرى إلى جنوب أفريقيا للحيلولة دون أن يفقد جنسيتها؛
لأنه ليس من مواليد هذه البلاد.
لم يحظ
ديدات الفتى بنصيب وافر من التعليم إلا ما حصل عليه من المعلومات الضرورية في المدارس
الابتدائية، ولم يستطع كذلك أن يستمتع برواق المدرسة ورحابها الواسعة، التي يحمل فيها
الطلبة من أبناء الميسورين حقائب كتبهم لكي يحضروا الفصول صباحًا ومساءً، ولكنه بسبب
الفقر المحدق بأسرته اضطر أن يُنهي دراسته ويسرع إلى العمل في باكر عمره، وكان في عهد
صباه يعود من المدرسة إلى المبنى الذي كان يسكن فيه ليأخذ قسطه من الطعام من مطعم قريب
منه، مما شكل في حياته نظامًا روتينيًا، رغم أنه كان طالبًا متفوقًا بين أقرانه، وذكيًا،
ولامعًا على الرغم من المشاكل التي هو فيها، وفي السادسة عشرة من عمره، اكتسب لنفسه
مهنة؛ ليتقي بها وطأة الفقر المحيط بعائلته، فصار بائعًا.
استقر
المقام بأسرة ديدات في مدينة ديربان بجمهورية جنوب أفريقيا حيث الديانة السائدة هي
المسيحية واللغة الرسمية السائدة هي الإنجليزية والسياسة الرسمية هي التفرقة العنصرية
التي انقشعت مظالمها من الدنيا بأسرها ما عدا هذه الدولة التي يسيطر عليها الأوربيون
في جنوب القارة الأفريقية. التحق ديدات بالمدارس الإسلامية هناك وتلقى التعليم الابتدائي
فيها، وفي مرحلة الصبا قرر ترك الدراسة ومساعدة والده، فعمل موظفاً بمؤسسات تجارية،
وبدأ بالاحتكاك بأنواع مختلفة من البشر، ومنهم سياح، وغالبا كانوا غربيين، خاصة إذا
علمنا أن نسبة كبيرة من أولئك السياح كانوا من جنوب أفريقيا نفسها، التي تضم نسبة لا
بأس من الأوروبيين البيض الذين استوطنوها منذ أيام الاستعمار وأصبحوا مواطنين، وذهابهم
إلى دوربان يعتبر سياحة داخلية، لذلك فقد كانوا يشكلون النسبة العظمى من السياح الذين
تستقبلهم دوربان سنوياً. ورغم تطبيق البيض في جنوب أفريقيا نظام الفصل العنصري أدانه
العالم بأسره ودام حتى منتصف تسعينات القرن العشرين الميلادي، فإنهم - وكما قال ديدات
بإحدى مناظراته - مسيحيون محافظون ولا يعترفون بتعاليم المذهب الكاثوليكي الذي يعتبرونه
معيباً ويشوبه بعض التعاليم الدخيلة على الدين المسيحي من وجهة نظرهم. ويعتبر البيض
في جنوب أفريقيا بعض طقوس الكاثوليك نوعاً من الشرك ولديهم طقوس شبيهة بالطقوس الوثنية،
إلا أن كل ذلك لا يمنع اختلافهم مع العقيدة الإسلامية بشأن المسيح عيسى بن مريم الذي
يعتبره القرآن رسولاً من الرسل وليس الرب. بدأ الشاب ديدات ونتيجة اختلاطه بالناس في
عمله بالانفتاح على ثقافات وآراء متنوعة، وصار يستمع إلى ملاحظات غريبة على ثقافته
الإسلامية، بعضها كان يصدر عن جهل بالإسلام وبعضها كان يصدر عن قصد، إلا أن الشاب المسلم
المتحمس لم يستطع أن يسكت طويلاً على تعليقات مثل الزعم أن الاسلام انتشر بالسيف وغيرها
من الآراء التي تنتقص من الإسلام، فانتفض للدفاع عن عقيدته. فدرس الإنجيل بتمعن، وخبر
تعاليم التوراة، وأطلع على التيارات العقائدية في المسيحية خصوصاً والديانات الأخرى
عموماً، وانطلق يناظر ويحاجج ويناقش، طاف بلاداً كثيرة وكرس ستة عقود من حياته من أجل
الدفاع عن القرآن والدعوة للدين الإسلامي. أسس معهد السلام لتخريج الدعاة والمركز الدولي
للدعوة الإسلامية بمدينة دوربان، والذي لا يزال مركزاً نشطاً في مجال الدعوة وحوار
الأديان حتى بعد وفاة الشيخ.
العمل
اختبر
أحمد ديدات حظه في كثير من الأعمال المهنية فقد نشأ ديدات على منهج أهل السنة منذ نعومة
أظافره حيث التحق بالدراسة بالمركز الإسلامي في ديربان لتعلم القرآن الكريم وعلومه
وأحكام الشريعة الإسلامية وفي عام 1934 أكمل ديدات المرحلة السادسة الابتدائية، وثم
قرر أن يعمل لمساعدة والده فعمل في دكان لبيع الملح في عام 1936 - وقيل عام 1934 -
حيث عمل بائعاً في دكان لبيع المواد الغذائية ثم بعدها سائقاً في مصنع أثاث وأمضى به
اثني عشر عامًا ثم شغل وظيفة كاتب في المصنع نفسه وتدرج في المناصب حتى أصبح مديراً
للمصنع بعد ذلك، وفي أثناء ذلك التحق ديدات بالكلية الفنية السلطانية كما كانت تسمى
في ذلك الوقت فدرس فيها الرياضيات وإدارة الأعمال، ثم ارتحل من مدينة دربان التي يسكن
فيها والده إلى دكان رجل مسلم شريف يقع على مسافة خمسة وعشرين ميلاً من تلك المدينة،
فمكث هناك بائعاً فيه، ثم رجع إلى دربان ليعمل في مصنع كسائق للشاحنات الكبيرة، ثم
عمل ككاتب ضابط للصادرات والواردات، ثم مديرًا للمصنع، وفي أواخر الأربعينات التحق
أحمد ديدات بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأُسس الهندسة الكهربائية ومواضيع
فنية أخرى، وفي عام 1949 بعد أن جمع قدر من المال رحل إلى باكستان وعمل فيها ثلاث سنوات
حيث أشتغل على تنظيم معمل للنسيج، بعد فترة كان منكبّاً فيها على تنظيم معمل النسيج
تزوج أحمد ديدات عام 1937 من السيدة حواء غنغت وأنجبت له ولدين وبنتاً ثم اضطر ديدات
إلى العودة مرة أخرى إلى جنوب أفريقيا بعد ثلاث سنوات وإلا فقد تصريح الإقامة بها لأنه
ليس من مواليد جنوب أفريقا ومن ثم الحيلولة دون فقدانه لجنسيتها كونه ليس من مواليد
جنوب أفريقيا وفور وصوله إلى جنوب أفريقيا عرض عليه استلام منصب مدير مصنع الأثاث الذي
كان يعمل فيه سابقاً. ومكث حتى عام 1956 يعد نفسه للدعوة إلى الإسلام.
نقاط
التحول
بعثة
آدام التبشيرية
كانت
نقطة التحول الحقيقية في حياة ديدات في الأربعينيات من القرن العشرين وكان سبب هذا
التحول هو زيارة بعثة آدم التنصيرية في دكان الملح الذي كان يعمل به ويقع في منطقة
نائية في ساحل جنوب إقليم ناتال بجانب الإرسالية مسيحية، كان طلبة الإرسالية يأتون
إلى الدكان الذي يعمل به ديدات وكان جميع العاملين به من المسلمين، مضى هؤلاء الطلاب
يكيلون الإهانات لديدات وصحبه عبر الإساءة للدين الإسلامي وتوجيه أسئلة كثيرة عن دين
الإسلام التي لم يكن يستطع وقتها الإجابة عنها، فقرر ديدات أن يدرس الأناجيل بمختلف
طبعاتها الإنجليزية حتى النسخ العربية كان يحاول أن يجد من يقرأها له وقام بعمل دراسة
مقارنة في الأناجيل فاكتشف تناقضات غريبة وأخذ يسأل نفسه أي من الأناجيل هذه أصح؟ وواصل
وضع يده على التناقضات وتسجيلها لطرحها أمام أولئك الذين يناقشونه بحدة كل يوم في الحانوت،
وبعد أن وجد في نفسه القدرة التامة على العمل من أجل الدعوة الإسلامية ومواجهة المبشرين
قرر ديدات بأن يترك كل الأعمال التجارية ويتفرغ لهذا العمل.
وهناك
رواية أخرى تقول أن ديدات وفي مطلع شبابه عمل لدى دار نشر للكتب المسيحية وكانت هذه
الدار ملحقة بمؤسسة للتبشير بالدين المسيحي يمتلكها مليونير أمريكي يدعى وليامز وقف
ملايينه من الدولارات للنشاط التبشيري المسيحي في أفريقيا وقد أنشأ معهداً لتخريج المبشرين
المسيحيين، وكانت دار النشر التي يعمل بها الشاب ديدات ملحقة بـ معهد وليامز لتخريج
المبشرين وكان أولئك الدارسون من المبشرين الذين يجري تعليمهم وتدريبهم بالمعهد يحاولون
كل يوم ممارسة قدراتهم وتطبيق دروسهم النظرية مع ذلك الشاب المسلم الذي يعمل موظفاً
بالمكتبة ودار النشر الملحقة بمعهدهم، كانوا على حد رواية ديدات في مقابلة صحفية معه
نشرتها له جريدة الجزيرة العربية كانوا يأتون إليه لكي يطبقوا عملياً ما تعلموه للتدريب
على التبشير بالمسيحية. ولو استخدمنا نفس كلمات ديدات كما أوردتها جريدة الجزيرة نجده
يقول:
وفي
اللقاء الثاني بطلاب الإرسالية كان على استعداد لمناقشتهم، بل ودعوتهم للمناظرات، وحينما
لم يصمدوا أمام حججه قام بشكل شخصي بدعوة أساتذتهم من الرهبان في المناطق المختلفة،
وشيئًا فشيئًا تحول الاهتمام والهواية إلى مهمة وطريق واضح للدعوة بدأه ديدات واستمر
فيه، فكان له من الجولات والنجاحات الكثير، واستمر في ذلك طيلة ثلاثة عقود قدّم خلالها
المئات من المحاضرات والمناظرات مع القساوسة، كما وضع عددًا من الكتب يزيد على عشرين
كتاباً.
ويبدو
أن لديدات قصته مع مفهوم اللغة والتواصل التي تتضح إذا ما أمعنا النظر في تفاصيل حياته،
فلو عدنا للوراء أعواماً طويلة لوصلنا إلى عام 1927 وقت أن وصل الطفل أحمد ديدات ذو
الأعوام التسعة إلى جنوب أفريقيا بعد أن ودّع والدته في اللقاء الأخير بينهما؛ إذ توفيت
بعد ذلك بشهور قليلة، سافر ليجتمع بوالده الذي يعمل ترزيًّا، وكان قد هاجر من الهند
عقب ولادة أحمد مباشرة، وفي بلد غريب ودون تعليم نظامي وبلا معرفة باللغة الإنجليزية
لم يستطع الصبي الصغير - باجتهاده وحبه الشديد للقراءة - أن يجتاز حاجز اللغة فقط بل
والتفوق في مدرسته، وقد وصل لما يعادل الصف الثاني الإعدادي، ونظرًا لأوضاعه المالية
فقد تأثرت حياته الدراسية وتوقف عن التعليم، كان كل من حوله يحفزه على البحث والاطلاع
فيما يتعلق بالدين والعقيدة وكرس ديدات نفسه وتخصص في دراسة تشبع نهمه فيما يتعلق بمعرفة
أسرار العقائد والأديان، فتوجه إلى دراسة مقارنة الأديان، فكانت النتائج مذهلة. ثم
سافر إلى باكستان في عام 1949 من أجل المال فقد وجد أنه لكى يجمع مبلغاً يفيض عن حاجته
لأنفقه في الدعوة كان عليه أن يسافر وفعلاً مكث في باكستان لمدة ثلاث سنوات.
عمل
ديدات وهو في السادسة عشر من عمره في تجارة التجزئة، ثم تحول إلى العمل في مجال الدعوة
بسبب قراءته كتاباً عنوانه إظهار الحق ما جر ديدات للاشتغل بالحوار الإسلامي المسيحي،
فهناك عامل مؤثر آخر لا يقل عن دور بعثة أدم التنصيرية في التأثير على تغير حياة ديدات
ولكن كان هذا العامل الآخر في فترة متأخرة أثناء عمل ديدات في باكستان، حيث كانت من
مهامه في العمل ترتيب المخازن في المصنع وبينما هو يعمل فإذ به يعثر على كتاب إظهار
الحق للعلامة رحمت الله الهندي. وهذا الكتاب يتناول الهجمة التنصيرية المسيحية على
وطن ديدات الأصلي الهند ذلك أن البريطانيين لما هزموا الهند، كانوا يُوقنون أنهم إذا
تعرضوا لأية مشاكل في المستقبل فلن تأتي إلاَّ من المسلمين الهنود فالسلطة والحكم والسيادة
قد انتزعت غصباً من أيديهم ولأنهم قد عرفوا السلطة وتذوقوها من قبل فإنهم لا بد وأن
يطمحوا فيها مرة أُخرى ومعروف عن المسلمين أنهم مناضلون أشدّاء بعكس الهندوس فإنهم
مستسلمون ولا خوف منهم. وعلى هذا الأساس خطط الإنجليز لتنصير المسلمين ليضمنوا الاستمرار
في البقاء في الهند لألف عام وبدأوا في استقدام موجات المنصرين المسيحيين إلى الهند،
وهدفهم الأساسي هو تنصير المسلمين وكان هذا الكتاب العظيم أحد أسباب فتح آفاق ديدات
للرد على شبهات النصارى وبداية منهج حواري مع أهل الكتاب و تأصيله تأصيلاً شرعياً يوافق
المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار وطلب البرهان والحجة من كتبهم المحرفة.
«كان
طلاب الإرسالية يأتون إلينا ليقولوا: هل تعلمون شيئًا عن عدد زوجات محمد؟ ألا تدرون
أنه نسخ القرآن وأخذه من كتب اليهود والنصارى؟ هل تعلمون أنه ليس نبيًّا؟ لم أكن أعلم
شيئًا عما يقولون، كل ما كنت أعلمه أنني مسلم.. اسمي أحمد.. أصلي كما رأيت أبي يصلي..
وأصوم كما كان يفعل، ولا آكل لحم الخنزير أو أشرب الخمور، وأشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله. كانت الشهادة بالنسبة لي مثل الجملة السحرية التي أعلم أنني إن
نطقت بها نجوت، ولم أكن أدرك غير ذلك، ولكن نهمي الطبيعي وحبي للقراءة وضع يدي على
بداية الطريق، فلم أكن أكتفي بالجرائد التي كنت أقرؤها بالكامل، وأظل أفتش في الأكوام
بحثًا عن المزيد مثل المجلات أو الدوريات، وذات مرة وأثناء هذا البحث عثرت على كتاب
كان عنوانه بحروف اللاتينية izharulhaq (إظهار الحق) وقلبته
لأجد العنوان بالإنجليزية Truth Revealed جلست على الأرض لأقرأ فوجدته كتب خصيصًا للرد على اتهامات وافتراءات المنصِّرين
في الهند، وكان الاحتلال هناك قد وجد في المسلمين خطورة، فكان من بين الحلول محاولات
تنصيرهم لتستقر في أذهانهم عقيدة "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر"
فلا يواجه بمقاومة أكبر من المسلمين، وبذلك تعرض المسلمون هناك لحملات منظمة للتنصير،
وكان الكتاب يشرح تكتيك وأساليب وخبرات توضح طريقة البداية، وطرح السؤال، وأساليب الإجابة
لدى نقاش هؤلاء المنصرين، بما جعل المسلمين في الهند ينجحون في قلب الطاولة ضدهم، وبالأخص
عن طريق فكرة عقد المناظرات.»
رفاق
الدرب
التقى
غلام حسن مع ديدات في رحلة البحث والدراسة والقراءة المتعمقة في مقارنات الأديان، وساعد
ديدات كثيراً في التحصيل العلمي وصقل الذات، وفي تلك الآونة كانت ملكة المناظرة قد
نضجت لدى أحمد ديدات من خلال مناقشاته اليومية التي تطورت إلى مناظرات على نطاق ضيق
مع القساوسة في مدن وقرى صغيرة داخل جنوب أفريقيا، وحين أصبحت الدعوة تملك غلام حسن
قرر التفرغ تماماً عام 1956 واتفق الرجلان في نفس العام على تأسيس مكتب الدعوة في شقة
متواضعة بمدينة ديربان، ومنه انطلقا إلى الكنائس والمدارس المسيحية داخل جنوب أفريقيا
حيث قام أحمد ديدات بمناظراته المبهرة والمفحمة، فقد جاب ديدات البلاد بطولها وعرضها
ومعه رفيق دربه غلام حسن وأحدث اضطرابًا في الوسط الكنسي ومن ثم المجتمع كله، وهز مفاهيم
ومعتقدات راسخة ومقدسة واستطاع تغييرها، وأحدث ثغرة داخل الكنيسة بعد أن تحول المئات
بإرادتهم إلى الإسلام إثر حضور مناظراته أو بعد زيارته في مكتبه الذي تحول إلى منتدى
للزائرين والوافدين من كل مكان.
وكان
من عادة الطلبة في هذه الكلية أن يأتوا إلى المحل، وكانوا مبشرين تحت التدريب .. كانوا
يأتون إلى المحل ويرونني وبقية العاملين المسلمين في المحل، ويتحدثون إلينا بأشياء
عن الإسلام ونبي الإسلام وعن أمور وأشياء ليس لدي أي معرفة عنها . ومن هذه الكلية توافد
علينا المبشرون الذين حولوا حياتنا إلى بؤس وعذاب، فلقد كانوا يتدربون هناك على كيفية
مواجهة المسلمين. وحينما كانوا يأتون لشراء ما يحتاجون إليه من المحل كانوا ينهالون
علينا بالأسئلة والانتقادات .. فيقولون : - هل تعلمون أن محمداً تزوج نساءً كثيراتٍ
جدّاً ؟ وحينئذ لم يكن لدي أدنى معرفة بذلك . - وهل تعلمون أن محمداً نشر دينه بحدّ
السيف ؟ ولم يكن لدي أدنى معرفة عن ذلك . - وهل تعلمون أن قد نقل كتابه عن اليهود والنصارى
؟ ولم يكن لدي أدنى علم بذلك . كان الموقف فـي غاية الصعوبة بالنسبة لي .. ماذا أفعل
كمسلم ؟ .. هل أردُّ على الهجوم ؟ .. ولكن كيف ذلك ؟ .. وليس لدي من العلم والمعرفة
ما أَرُدُّ به .. وهل أهرب من المكان ؟ .. والحصول على عمل في تلك الأيام كان أمراً
عسيراً. وكان لدي توقٌ شديدٌ للمعرفة وللقراءة. وفي صباح يوم الراحة الأُسبوعية دخلت
المخزن الخاص برئيسي، وأخذت أُقلب في كومة من الصُّحف القديمة وأُفتش عن مادة جيدة
أقرؤها وانهمكت في البحث إلى أن عثرت على كتاب قضمته الحشرات – وفيما بعد جدّدت غلاف
هذا الكتاب الذي قضمته الحشرات – وحينما أمسكت بالكتاب ثارت منه رائحة نفاذة أثارت
أنفي وانتابتني حالة من العطس فقد كان الكتاب قديماً ومتعفِّناً. قرأت عنوان الكتاب
.. العنوان هو : (إظهار الحق) .. كان وقعه في أُذني وكأن العنوان بالعربية .. كان الكتاب
قديماً وصدر في الهند عام 1915 قبل ميلادي بثلاث سنوات .. فلقد ولدت عام 1918 فهو أقدم
مني بثلاث سنوات. وبفضل هذا الكتاب تغيرت حياتي تماماً ولو لم أصادف هذا الكتاب ما
كنت لأقوم بما أقوم به الآن وأعني بذلك التحدث إلى الناس عن الأديان من منطلق المقارنة
بينها.
هكذا
كانت البداية .. من هذا المكان .. بدأ كل شيء من هنا منذ خمسين عاماً خلت.»
دراسة
الأناجيل
أثناء
عمله في محل والده جاءته بعثة آدم التنصيرية و سألته عدة اسئلة عن الدين الإسلامي و
كان ديدات لم يستطيع أن يجيب عن كل التساؤلات التي وجهت إليه فقرر بعدها وبشدة أن يدرس
الإنجيل وبالرغم من أنه لم يتعلم اللغة العربية ولم يستطيع قراءة الأناجيل باللغة العربية
كان يستدعي أحد يقرأها له كي يمتلك مواجهه السائلين ويرد على كل هذة الأسئلة التي لم
يستطيع الرد عليها وبالفعل تعلم ديدات وو صل إلى درجة الداعية الإسلامي، بعد أن اشترى
أحمد ديدات أول نسخة من الإنجيل وبدأ يقرأ ويعي ما فيه، وفي اللقاء الثاني بطلاب الإرسالية
كان على استعداد لمناقشتهم، بل ودعوتهم للمناظرات، وحينما لم يصمدوا أمام حججه قام
بشكل شخصي بدعوة أساتذتهم من الرهبان والقساوسة في المناطق المختلفة، وشيئًا فشيئًا
تحول الاهتمام والهواية إلى مهمة وطريق واضح للدعوة بدأ ديدات واستمر فيه، فكان له
من الجولات والنجاحات الكثيرة، واستمر في ذلك طيلة ثلاثة عقود قدّم خلالها المئات من
المحاضرات والمناظرات مع القساوسة، وحتى عام 1956 كان ديدات فيها يحضر صباح كل أحد
محاضرات دعوية، وكان جمهوره صباح كل أحد ما بين مائتين إلى ثلاثمائة فرد، وبعد نهاية
هذه التجربة ببضعة شهور، اقترح شخص إنجليزي اعتنق الإسلام واسمه فيرفاكس أن يدرس المقارنة
بين الديانات المختلفة وأطلق على هذه الدراسة اسم (فصل الكتاب المقدس) وكان يقول بأنه
سوف يعلم الحضور كيفية استخدام الكتاب المقدس في الدعوة للإسلام، استمرت دروس فيرفاكس
لعدة أسابيع أو حوالي شهرين ثم تغيب بعدها فاقترح عليهم أحمد ديدات أن يملأ الفراغ
الذي تركه السيد فيرفاكس وأن يبدأ من حيث انتهى؛ كونه قد تزود بالمعرفة في هذا المجال،
وظل لمدة ثلاث سنوات يتحدث إليهم كل أحد، وقد كان ديدات جريئاً في دفاعه عن الإسلام
ومن نتائج ذلك أنه أسلم على يديه كثير من المسيحيين من مختلف أنحاء العالم، بل والبعض
منهم الآن دعاة إلى الإسلام، فقد اشتهر خلال الثمانينيات من القرن الماضي بمناظراته
مع عدد من القساوسة حول الإسلام والأديان والعقائد فقد اشتهر بمناظراته المثيرة حول
النصرانية وتناقض الأناجيل والتي لاقت إقبالاً كبيراً من الجماهير واعتنق الكثيرون
الإسلام على يديه، فأسس لاحقاً منظمة الدعوة الدولية.
في عام
1959 توقف ديدات عن مواصلة الكتابة حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته
فيما بعد وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات،
وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور زار ديدات العديد من دول العالم، واشتهر بمناظراته
التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي وكان ديدات العضو المؤسِّس الأوَّل لـ المركز
الدولي للدعوة الإسلامية ومؤسس معهد السلام لتخريج الدعاة IPCI بمدينة ديربان بجنوب أفريقيا وأصبح رئيساً له.
مواقف
وأحداث
قصة
القسيس الذي إنحنى خجلاً أمام الشيخ أحمد ديدات فقد ذهب الشيخ أحمد في إحدى المرات
ليبحث عن النسخة الإندونيسية من الإنجيل في دار الكتاب المقدس في مدينة جوهانسبيرج
ولاحظه مدير الدار وراقبه بإستغراب نظراً لهيئته التي توحي بأنه مسلم للعمة على رأسه
وللحيته البيضاء فالتفت إليه مدير الدار وقال له هل تبحث عن شىء معين ؟ فلما أخبره
أحمد ديدات عما يبحث أثار هذا إهتمام المدير ودعاه معه لتناول كوب من الشاي وتحدث معه
مدير الدار عن الإنجيل وتناقشوا في أمر ولادة السيد المسيح عيسى ابن مريم وقام الشيخ
أحمد ديدات بشرح هذا الأمر له وتوضيح الفرق بين ما يذكره الإنجيل عن ولادة عيسى وبين
ما يذكره القرآن وبمجرد ما إنتهى الشيخ أحمد ديدات من حديثه إنحنى له مدير الدار وإعترف
له بأن القرآن حق.
اسلوبه
الدعوي
طريقه
للرد على الشبهات التي وجهت إلى الدين الاسلامي : ترك الشيخ ديدات كل الأعمال التي
عمل بها وتوجه إلى إقامة الندوات والمناظرات الدينية التي كان يرد بها على الطاعنين
في الدين الإسلامي فكان يعقد المنظارات مع كبار رجال الدين المسيحي ومنهم فلويد كلارك
بدأ أحمد ديدات يحضر العديد من المحاضرات وكانت له شعبية حيث كان يحضر له العديد من
المحاضرات والمناظرات وكان يركز دائماً على استخدام الكتاب المقدس في الدعوة إلى الإسلام،
ومن الجدير بالذكر أن محاضرات ديدات ومنظاراته كانت لها النتيجة المبهرة في دخول العديد
من النصارى في الإسلام وأصبحوا الآن دعاه يشهد لهم العالم كله.
ألف أحمد ديدات حوالي 24 كتاب وطبع الملايين
منها ووزعت بالمجان في معظم الأحيان وقام بإلقاء مئات المحاضرات في جميع أنحاء العالم
بخلاف المناظرات التي طبع بعضها والذي بلغ عدد محاضراته ومناظراته المسجلة 125 محاضرة
ومناظرة، كان ديدات كاتباً نشطاً لا يتوقف عن الكتابة ومعالجة قضايا الساعة، وكان يطبع
محاضراته ومقالاته وتوزع على شكل كتيبات بالمجان. أصدر ديدات كتبه والتي تتعلق جميعها
بالمقارنة بين الأديان وطبع ونشر من هذه الكتب مائة ألف نسخة في المرة الواحدة، في
بداية الخمسينيات أصدر ديدات كتيبه الأول ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله
عليه وسلم؟ ثم نشر بعد ذلك أحد أبـرز كتيباته هل الكتاب المقدس كلام الله؟ وقد وزعت
كتبه ملايين النسخ وتُرجمت مؤلفاته إلى العديد من اللغات منها الروسية والأردية والعربية
والبنغالية والفرنسية والأمهرية والصينية واليابانية والاندونيسية والزولو والأفريكانز
والهولندية والنرويجية ولغات أخرى. من كتبه:
كتاب خمسون ألف خطأ في الكتاب المقدس.
ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله
عليه وسلم ؟ What the Bible Says about Muhummed (طبع منه أكثر من
ثلاثمائة ألف نسخة)
هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ - ?Is the Bible God's Word (طبع منه أكثر من مائتين وستين ألف نسخة)
مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء
- ?Crucifixion or Cruci-fiction
المسيح في الإسلام - Christ in Islam
الحل الإسلامي للمشكلة العنصرية - Islam's Answer to the Racial Problem
المسلم يؤدي الصلاة - The Muslim at Prayer
من دحرج الحجر ؟ - ?Who Moved the Stone
مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء
المسيح في الإسلام
محمد: الخليفة الطبيعي للمسيح
ماهو اسمه ؟ (الله في اليهودية والمسيحية
والإسلام)
الإختيار
شيطانية الآيات الشيطانية وكيف خدع سلمان
رشدي الغرب
عتـاد الجـهـاد
الخمر بين المسيحية والإسلام
من المعمدانية إلى الإسلام
وتأتي قصة كتاب ديدات العرب وإسرائيل..
صراع أم وفاق؟ لتلقي بعض الضوء على طبيعة التحديات في مجتمع جنوب أفريقيا ووعي ديدات
بذلك، فيقول إقبال جازت Iqbal Jassat في مقاله (أغسطس 1999) عن الشيخ:
«كان نشره لكتاب العرب وإسرائيل.. صراع
أم وفاق؟ موضوعًا لنقاش بينه وبين مسؤول كبير بالسفارة الإسرائيلية في وقت زادت فيه
الوحشية الإسرائيلية باجتياح لبنان عام 1982 وكانت تتعلق بصورة لأم فلسطينية تحاول
انتزاع ابنها من أيدي القوات الإسرائيلية، كان ديدات قد أعلن عن مسابقة بدعوة القراء
لكتابة تعليق على الصورة، وكان يحاول أن ينشر إعلانات عن تلك المسابقة في كل الجرائد
الرسمية بالبلاد، وقد رفضت أغلب الجرائد وقتها إعلانه مدفوع الأجر بازدراء، وقد علَّق
ديدات وقتها بأسلوبه المميز عن حرية الصحافة والإعلام، ووصفها بأنها جوفاء وانتقائية.
الشيخ لم يبرح دأبه ورغبته في الدعوة حتى وفاته فحين دخلنا عليه غرفته وبعد استقبال
ابنه يوسف لنا - وهو ملازمه ومترجم تعليقاته وردوده لزواره عبر قراءة عينيه - أشار
لنا يوسف أنه ربما يكون جسد الشيخ لا يتحرك، ولا يستطيع التفوه بكلمة، لكن عقله وذهنه
حاضران، وعن طريق لغته الخاصة طلب منا الشيخ أن نجلس وأن نفتح الإنجيل على صفحة حددها
ونقل لنا يوسف رسالته: إن هذه السطور إنما هي وصف لحالة زنى المحارم، وأن في الإنجيل
وصفا لعشر حالات تتعلق بهذا الأمر، يوسف أكد لنا أن كثيرًا من المبشرين والمنصرين يزورون
الشيخ، وكان من بينهم، سيدة جاءت لتقول له إن ما أصابه كان بسبب تطاوله على الإنجيل،
وإنها تدعوه لأن يؤمن به ليبرأ، ولكنه طلب إليها الجلوس وقام (وهو في حالته) بمناظرتها
حول ما يحمله الإنجيل من مغالطات وما يجعله يقر بأنه ليس كلمة الله.»
في عام 1996 الموافق عام 1417 للهجرة عقب
عودة ديدات من أستراليا بعد رحلة دعوية طويلة وناجحة ناظر خلالها مناظرات ناجحة مع
أكابر الباباوات هناك أصيب ديدات بجلطة تحت عنقه شلته تمامًا، أقعدته طريح الفراش طيلة
تسع سنوات، وقيل أنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر أبريل عام 1996 بسبب
عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكري منذ فترة طويلة، وقد أصيب بجلطة في الدماغ، كان
في فترة مرضه يتلقى عناية من الدول العربية ورؤسائها، حيث نُقل إلى مستشفى الملك فيصل
التخصصي بالرياض للعلاج بطريقة أفضل وليعتني به متخصصون، وأمضى آخر تسع سنوات من حياته
على السرير في منزله في جنوب إفريقيا حيث قامت زوجته حواء ديدات بالاعتناء به، وقيل
أن المرض الذي أقعده هو الشلل الدماغي منذ عام 1996 بعد عودته من أستراليا. وقيل أنه
أصيب بمرض عضال.