حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
نور الحراكي... ناقد فني ورئيس قسم الفن بالموقع
من أروع
ما قدمت السينما المصرية فيلم الراقصة والسياسي للكاتب الراحل إحسان عبد القدوس وإخراج
المبدع سمير سيف وبطولة نجمة مصر الأولى نبيلة عبيد والفنان صلاح قابيل وغيرهم من النجوم
، ولي وقفة هنا عن قصة هذا الفيلم لقد تم عرضه في عصر الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك
ولم تعترض الرقابة علي العرض أو تقوم بتعديل بعض الألفاظ التي يعتبرها العامة أنها
خارجه عن الكتاب ، وهذا أن دل على شيء إنما يدل علي حرية وإبداع السينما في ذلك الوقت
، شخصية سونيا سليم وهي راقصة بدأت حياتها من أول الطريق وقابلت الكثير من الصعاب في حياتها حتى استطاعت أن تحصد
ما زرعت من نجومية وشجرة علاقات لا تنتهي فالفن
والسياسة وجهان لعمله وحده ، الفن هو من يرسخ الصورة العامة للحياة السياسية التي هي
لسان حال المجتمعات ، ولكنها فجأة عندما مرضت فأن جميع من حولها تخلي عنها والسبب واضح
أنها راقصة ، قمة التناقض حينما نقلل الذهاب إلي المراقص والنوادي لمشاهدة فن الرقص
والاستمتاع به وفي الوقت نفسه ننكر ونرفض علاقتنا مع العاملين بهذا المجال وهي الفكرة
الثانية بالفيلم شخصية السياسي التي قام بها الفنان الراحل صلاح قابيل ، تكرر سونيا
العمل في مجال تنمية المجتمع وراعية الأحداث بفتح دار للأيتام لنجد تعنت أصحاب الفضائل
الذين نصبوا أنفسهم علي الدين والمجتمع كأنهم أوصياء الله علي الأرض ، نطلب المساعدة
من السياسي ولكنه يرفض خوفا علي المنصب ، تلجئ الراقصة لكتابة مذكراتها والتي أري إنها
أهم ما في القصة وهي العلاقات الانحرافة أو اللا أخلاقية في حياة بعض أصحاب السلطة
، تشتعل الحرب بين الراقصة والسياسي ويكون الفوز حليف الراقصة وهنا يكون السؤال لماذا
ينتشر في مجتمعاتنا العربية ازدواجية الشخصية ؟ لماذا نعتبر أن العلاقات العاطفية أو
الإنسانية هي بمثابة فضيحة ؟! لماذا ندعى الثقافة والفنون وبذات الوقت نسخر من حياة
الفنانين والعاملين بالوسط الفني ؟ الكثير من التناقضات التي لم أرى لها تفسيرا، وهذا وان دلت فإنها تدل علي ازدواجية الشخصية العربية
في أغلب الأحيان ، لذلك أري إننا بحاجة إلي إعادة تقيم الأمور في قالبها الصحيح وفهم
أن الفن والفنانون هم أصحاب رسالة سامية لا تقل في مهامها عن رسالة السياسيون.