"شاعر وملهمة" في تقييم ملتقى السرد العربي: الرواية تجنس إلى أدب الاعترافات.. وكُتبت بطريقة سرد تسجيلي للوقائع

  • جداريات Ahmed
  • الأحد 30 يونيو 2019, 12:48 مساءً
  • 957
خلال الندوة

خلال الندوة

في ظل تواصل ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة فعالياته الثقافية برئاسة الناقد الدكتور حسام عقل أستاذ الأدب العربي بكلية التربية بجامعة عين شمس ، ناقش الملتقى مساء اليوم السبت   ، رواية "شاعر وملهمة" للكاتبة الدكتورة أميمة منير جادو، وذلك بمقر الملتقى 76 شارع عبد المنعم رياض، بالعجوزة وسط حضور من النقاد والأدباء والشعراء والإعلاميين.


وناقش الرواية خلال الندوة الدكتور حسام عقل، والناقد الدكتور طه سيف، والناقد والشاعر السيد طه، بالإضافة إلى أعضاء ملتقى السرد العربي، في حضور عدد من الكتاب ومحبي الأدب ومتذوقيه.


في البداية رحب الدكتور عقل بالحضور مؤكدا أن الملتقى لا يهدف إلى الربح من أي نوع انما دشن الملتقى من أجل إعادة نبض الحياة الثقافية والأدبية في مصر من خلال إعادة المعارك الأدبية التي من شأنها تعزز الحركة الثقافية والنقدية في مصر ، ضاربا مثل بالمعارك التي خضها عباس العقاد مع مصطفى صادق الرافعي وكذلك المعركة التي كانت بين طه حسين والرافعي ، لافتا إلى أن الملتقى يهدف إلى إحياء الروح الثقافية الخاصة بمصر من جديد بعدما أصابها العطب منذ رحيل عمالقة الثقافة والأدب في مصر ، مؤكدا في الوقت نفسه أن مصر بها مواهب أدبية كبيرة في حاجة لمن يحتضنها ويقدمها للقارئ المصري والعربي وهذا ما يصبو إليه ملتقى السرد العربي الدائم في القاهرة .


كما أشاد "عقل " برواية الدكتورة أميمه والتي استخدمت فيها أدب الأعترافات وهو أدب سامي لافتا إلى الكاتبة استخدمت لغة سردية بسيطة حاولت من خلالها أن تصل إلى أكبر شريحة من القراء وهذا أمر جيد أن يكون الكاتب يتبع السرد السهل الممتنع ، مشيرا إلى الكاتبة استخدمت السرد الريكوردي أو التسجيلي وهو السرد  القائم على تسجيل الوقائع والأحداث بشكل تفصيلي يجعل القارئ يعيش في أعماق أحداث الرواية ،  كما أكد "عقل " أن الكاتبة وهي دكتورة تربوية قد تأثرت بعملها وراحت تناقش عدة قضايا تربوية في المدارس مثل ضرب الطلاب وعدم استغلال مواهبهم والاعتناء بها وبهم ، لاسيما أن بطل الرواية ويدعى فيروز وبطلة الرواية وتدعى مي ، وكان الحب بينهما هو حب من طرف واحد فكان فيروز يحبها وهي تحب شخص آخر رغم أنها كانت تقدم له الدعم المعنوي ولظروف ما سافرت مي وأصبحت دكتورة كبيرة وعندما عادت قابلت فيروز وهو شخص مهدوم ومحطم ةرغم أنه صنع عملين إلا أنه فشل حتى في الحصول على عضوية اتحاد كتاب مصر ، مؤكدا أن الرواية انتصرت للمرأة على حساب الرجل كون البطلة مي حصلت على كل المزايا في حين أن البطل فيروز خسر كل شئ بعدما أضطر أن يتزوج واحدة لا يحبها ، ومات عندما عادت حبيبته إلى البلد التي تعمل بها .

وفي كلمة لها كشفت الروائية الدكتورة أميمة جادو أنها كتبت رواية "شاعر وملهمة" في بواكير مشوارها الإبداعي سنة 1981، مؤكدة أن ترتيبها الثالث في أعمالها لكنها لم تنشرها في حينها، لأنها كانت منشغلة بعملها الأكاديمي أكثر من نشر أعمالها الإبداعية وعندما أتيحت الفرصة للنشر خرجت للنور 2019

وحول ملامح الرواية والقضايا التي تحملها قالت "جادو"،  تدور في إطار رومانسي عذري وتنطلق من أرض تربوية، حول أنه من الممكن أن يكون الإنسان شاعرا ومبدعا ومعطاء وفيلسوفا وصوفيا، لكنه لا يأخذ فرصته ويمكن أن يعيش ويموت وهو مجهول، لأن ليس له وساطة توصله إلى ما يستحقه .

وأضافت "جادو" أن الرواية تطرح أسئلة مهمة، منها: كيف يواجه الإنسان عدم تواؤمه مع المجتمع الذي يرفض  الاعتراف بموهبته؟ وكيف يواجه فشله في هذه الحياة التي لا تعترف به؟  تجيب جادو: في هذه الحالة قد يلجأ الإنسان إلى  العيش بأساليب ملتوية أو يتطرف، لكن بطلنا يلجأ للحلم والوهم  ويعيش فوق السطور والكتابة لتكون الكتابة معادلا موضوعيا لحياته

ومن جانبه وصف الناقد  الدكتور طه سيف خلال كلمته الرواية بأنها تجنس إلى ما يعرف بأدب الأعترافات مثل جاك رسو الذي اشتعرف بمثل هذا الأدب ، وأعتبر سيف هذا النوع من الأدب بأنه أدب سامي كون الإنسان فيه يقوم بالتطهير النفسي له عبر الكلمات والاعترافات وربما يعمل على تطهير القارئ ذاته والمجتمع ككل ، معتبرا ذلك ادب نبيل وأن الدكتور أميمة كاتبة الرواية استطاعت أن تعلن عن نفسها وعن قضايا التي تهتم بها من خلال رصد معاناة مدرس لغة عربية يحب زميلة له في المدرسة ولكن الظروف تحول بينه وبينها كون ظروفه المادية طاحنة وهي كانت تحب شخص آخر ولكن كانت البطلة وتدعى مي تشجعه أن يعمل ويكتب ويؤلف ولكن كان دائما محبطا كونها لا أحد يهتم به وهو ما جعله يصاب بأكتئاب حاد ولم ينتصر في النهاية أمام التحديات والصعوبات التي واجها طوال رحلته الأدبية المختلفة .

كما كان للشاعر والناقد السيد طه رأي أخر أن الرواية كانت رائعة بكل المقاييس وأنها كتبت بالسرد السهل  الذي يستطيع القارئ العادي أن يستوعب رسالة الرواية ، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية النقد في حياة الناس العادية وليس المتخصصين فحسب ، مستشهدا بما قاله بيرم التونسي بأن النقد امتداد للنبوة ولولا النقد لهلك الناس وانتصر الباطل على الحق ، لافتا إلى لو وصل الناس إلى النقد السليم ما رأينا مشاهد كثيرة مؤلمة في المشهد الثقافي والفني في مصر لأن غياب النقد هو غياب للتذوق لكل ما جميل من ثقافة وأدب ، لافتا إلى الرواية قدمت تحليل نفسي وروحي للعديد من المشاعر الإنسانية المختلفة من حب وكراهية وفرح وحزن وغضب وسعادة ، فالرواية بها الكثير من المشاعر المختلطة التي تجعلك تضحك وتبكي في الوقت ذاته .

  والجدير بالذكر  أن الدكتورة أميمة منير جادو من مواليد منوف، محافظة المنوفية، حاصلة على ماجستير في الإعلام التربوي، ودكتوراه في فلسفة التربية، ولها العديد من الأعمال المتنوعة، فمن كتب الأطفال صدر لها من قبل "أولاد بلدنا"، و"شطار بلدنا"، و"صناع بلدنا". وفي مجال التربية صدر لها "تربية الطفل في التراث الشعبي المصري"، و"الخطاب التربوي في أدب الأطفال يعقوب الشاروني نموذجا"، ومن كتب الأدب صدر لها العديد من الأعمال منها، "عاش في وجداني" و"خنجر في البراءة " و"شاعر وملهمة" وغيرها من الأعمال.

تعليقات