الباحث مصطفى يسري: نحتاج إلى دراسات جادة لظاهرة الطلاق المبكر ودعم أدوية علاج الإدمان

  • حاتم السروي
  • الأحد 30 يونيو 2019, 11:25 صباحا
  • 1057
الباحث الاجتماعي الدكتور مصطفى يسري عبد الغني

الباحث الاجتماعي الدكتور مصطفى يسري عبد الغني

يعرف الباحث الدكتور مصطفى يسري عبد الغني باهتمامه وإخلاصه للبحث العلمي الاجتماعي بالمفهوم الذي أرساه كبار علماء هذا المجال، وقد تعلم البحث الاجتماعي في كلية الخدمة الاجتماعية ويمارسه بكفاءة يشهد لها من يطلعون على انتاجه، ونظراً لبروز وانتشار بعض الظواهر المقلقة في مجتمعنا وما نجم عن الضغوطات التي يعانيها أفراده من توتر اجتماعي وظواهر مرضية تمثلت في انتشار الطلاق والتفكك الأسري وانفلات الشباب وانتشار الإدمان واستخدام الكيوف رأينا أن نجري هذا الحوار مع باحث متخصص وخبير في العلاقات الاجتماعية يكشف لنا عن الأسباب ويحدد لنا العلاج فكان هذا الحوار الذي تحدثنا فيه عن الأسرة والشباب وتربية الأطفال ونأمل أن نكون قد قدمنا للقارئ ما يعينه على الفهم ويكشف له طرق الحل

- باعتبارك باحث اجتماعي متخصص نريد الوقوف على الأسباب العلمية لشيوع ظاهرة الطلاق والنفور بين الزوجين؟

بكل أسف ظاهرة الطلاق المبكر أصبحت شائعة وتحتاج إلى دراسات اجتماعية جادة تعتمد على إحصائيات موثقة، وأعتقد أنه من أهم أسبابها مشكلة السكن وبالذات الإيجار المؤقت أو السكن مع الأسرة، والبطالة والغلاء وانعدام حسن اختيار الشريك، وعدم معرفة معاني المودة والرحمة وإنكار الذات والتعاون والوعي بمسئوليات الزواج؛ لأننا لم ندرب شبابنا على أهمية بناء الأسرة ومسئولياتها، وهنا اسمح لي أن أشيد بمبادرة السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي والتي حملت عنوان "مودة" والتي تنفذها وزارة التضامن الاجتماعي والهادفة إلى توجيه وتثقيف الشباب المقبل على الزواج، وهي بالمجان لكل من يرغب من الشباب وبالذات من هم في التعليم العالي، وبذلك نتجنب ما يترتب على عدم الوعي بمسئوليات الزواج الذ ينعكس على لمجتمع سلباً.

- ما السبب من وجهة نظرك في خروج الشباب على الأعراف والأخلاقيات وانتشار الإدمان والاتجاه المبكر نحو استخدام المكيفات "الشيشة والسجائر"؟

- أعتقد أنه لو كان لدينا تعليماً حقيقياً وأسرة تعرف دورها وتربي أبناءها تربية سليمة وإعلاماً يقوم بدوره كما ينبغي في الإرشاد والتوجيه والتعليم، وفن يرتقي بالناس ولا ينحدر بهم ولا يضيع أوقاتهم، وعلماء دين يوجهون الناس عبر خطاب مستنير، وأكاديميين يهتمون بقضايا المجتمع ويخرجون علينا بأبحاث علمية تفيده عبر آلياتٍ حقيقية ملزمة للإصلاح، ومنظمات مجتمع مدني تبتعد عن الشو الإعلامي والمنافع الخاصة، ومؤسسات ثقافية تقوم بدورها الحقيقي وليس الشكلي، لو كان لدينا كل ذلك ما تحدثنا عن هذه المشاكل التي طرحتها.

أما مشكلة الإدمان بجميع أنواعها فنكرر أن عدم الوعي وفشل التعليم وانعدام القدوة والمثل الأعلى وعدم قيام الأسرة بدورها، وارتفاع أسعا ر علاج الإدمان والتعاطي - مع كل التقدير للجهود الحكومية التي تبذل في هذا الشأن- وغياب الرقابة أو انعدامها من الأسرة ومن المجتمع، كل تلك أسباب مهمة يجب أن نعالجها للقضاء على هذه الظاهرة المدمرة لشبابنا والتي أعتقد أن هناك أيادٍ خفية تعمل على تغذية هذه الظاهرة وتفاقمها.

- إلى أي شيء تعزو ظاهرة كسل الموظفين وعزوفهم عن العمل وقضاء مصالح المواطنين؟

- بكل أسف لدينا أولاً أزمة ضمير وضعف انتماء لهذا الوطن، والموظفون لدينا لا يزالون ينتمون بتفكيرهم والروتين العجيب الذي نراه إلى العصر المملوكي!، والإدارة الناجحة ليست إلا إنسان لديه وعي حقيقي بالتكنولوجيا الحديثة وأهمية الوقت وكيفية التعامل مع البشر، يا سيدي البشر قبل الحجر، وليس بالكومبيوتر وحده تكون الإدارة، كما أنه ليس بالتابلت وحده يكون التعليم، ولقد ناديت في أكثر من بحث لي بالتدريب التحويلي، أي إعادة تأهيل الموظفين بما يتناسب مع مستجدات العصر الذي نعيشه، وبالطبع لم ينتبه أحدٌ أو يهتم.

ثم نأتي إلى مسألة الضمير و الوعي والوازع الخلقي  القائم على مفهوم أن من أخذ أجراً مهما كان قليلاً وارتضاه فإن الله سوف يحاسبه على العمل وعليه أن يبتعد كل البعد عن الإهمال والتسيب والتكاسل والمنافع الشخصية.

- انتشار الأفلام الإباحية والنظر إلى مشاهد العري ظاهرة كيف نحاربها؟

- بالطبع نعود مرة أخرى إلى التربية والتعليم والأسرة والقدوة والمثل الأعلى، أضف إلى ذلك أن تأخر سن الزواج والمؤسسات الاجتماعية والتربوية والتثقيفية والأحزاب السياسية التي أغلقت أبوابها دون رجعة ، كل تلك المؤسسات لو قامت بدورها سوف تحتوي الشباب وتنهض بهم وتجعلهم يستثمرون وقت الفراغ فيما يفيدهم ويفيد مجتمعهم، ونحتاج أيضاً إلى تغذية مفهوم الخشية من الله والعمل على ترسيخ معنى التسامي وهو مصطلح نفسي يقضي بتوجيه الشباب إلى إفراغ طاقتهم في الرياضة أو القراءة أو النشاطات النافعة حتى لا يستهويهم التفكير في الجنس.

- من وجهة نظرك كيف نواجه ظاهرة شيوع وانتشار التشاؤم في مصر؟

- بالتعليم المحترم، وتعليم أولادنا التفكير الناقد والأسلوب العلمي السليم وفهم الدين فهماً صحيحاً وأن التشاؤم ضد العقل فالظاهرة الموضوعية لها سبب موضوعي وإذا عرف السبب بطل العجب وإذا حكمنا العقل وعرفنا أصل المشكلة ثم توفرت لنا الإرادة والقدرة على حلها فسيكون الحل ميسوراً وتتبخر المشكلة.

- كيف يمكن تربية الأطفال في مناخ هادم وموبوء؟

- الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع، وإذا صلح حالها صلحت أحوال المجتمع، ومسئولية الآباء والأمهات ليست ترفاً بل هي ضرورة محتمة فكلنا راعٍ وكلنا مسئولون عما استرعانا الله، والحب والمودة والرحمة هي الأسس لحياة زوجية سعيدة ومستقرة يترتب عليها تربية أبناء أسوياء ينفعون المجتمع، وبعد ذلك يأتي التعليم وغيره من العوامل التي تحدثنا عنها.


تعليقات