رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

عادل سميح يكتب: أجنحة العوض

  • جداريات 2
  • الأربعاء 17 يونيو 2020, 08:36 صباحا
  • 1803
الكاتب عادل سامح

الكاتب عادل سامح

أشفق كثيرا علي هؤلاء الذين تدفعهم الحياة أو تجبرهم على البدء فى تجربة حياتية جديدة ليس لها علاقة أو صلة بتجربتهم الماضية وكأن عليهم أن يعيشوا مرتين ويتحملوا كل تلك  القطيعة مع تجاربهم السابقة فى الحياة وفى تشكيل العلاقات والتخلى عن الاستقرار بكل أنواعه ليصبح النصف الثانى من حياتهم ليس له أي علاقة بالنصف الأول. 

قد يكون هذا بسبب فقدان شخص أو فقدان ثروة أو أسرة أو وطن، قد يتكفل الموت بذلك أو المرض أو تتسبب الحرب في هذا أو دواعى الهجرة أو الفقد أو فشل ارتباط أو فشل في التعايش ولكن النتيجة واحدة؛ أن تكمل حياتك بصيغة ليس لها علاقة بالجزء السابق والجيد من حياتك

وقدر الصعوبة هنا هو أنك لن تجد من تعتمد عليه سوى نفسك ولن يمنعك من السقوط سوى قدميك ولن يعرف أحد أنك تبكي فى هذه اللحظة ولن تكون مضطراً للشكوى لأحد لأن أمرك لا يهم أحدا، كما أن ضعفك أو قوتك لن يثير انتباه أحد ولن يكون لديك أسرار لأن حكمة الأسرار فى أن تخفيها عن من يهتمون بتفاصيلك وتهتم أنت بهم. 

هذه القطيعة التى قطعتك سوف تكون سبباً في أن يهبك الله سراً من أسرار الحياة لم تكن لتحصل عليه أبدا لولا أن النار قد صهرتك وفقدت الجزء الأكبر من دموعك ومن راحة بالك وينخفض معها سقف أمنياتك.

ولكن سر الله سيدهشك لأن الله عند المنكسرة قلوبهم. سيربت الله على قلبك حتماً .. لأن هذه الحياة الثانية لن يقدر على تشييدها سوي الله برحمته وأنت بصبرك وقدر تحملك وسينبت لك جناحين بجوار كتفك وسوف تحتار إلى أي مدى ستطير.

إن الذى جعلك تقف دهرًا فوق غصن واهٍ وضعيف يعلم أيضا أن لديك جناحين وعندما ينكسر الغصن لن تسقط. لأنك سوف تطير.

تعليقات