هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
محمد لطفي جمعة
تحل
اليوم ذكرى وفاة واحد من أهم مفكري العصر الحديث جنبا إلى جنب في معسكر طه حسين والعقاد
وقاسم أمين ومحمد حسين هيكل وأحمد لطفي السيد وغيرهم الكثير، وإن كان غير معروف للكثيرين
من أبناء هذا الجيل وهو محمد لطفي جمعة.
نشأتْ
بينه وبين الزعيمين الوطنيين، مصطفى كامل ومحمد فريد، صداقة وطيدة واتفاق في الرُّؤى
السياسية؛ الأمرُ الذي دفعه دون تردُّد للانضمام إلى جانبهما في الحزب الوطني، ومشاركتهما
في الكفاح السياسي ضد الاستعمار، ولمْ يقتصر كفاحه على المُستوى الحركي المتمثل في
العمل السياسي والنشاط الحزْبي، ولكنه امتد أيضًا للعمل الصحافي الفكري التنويري، فكان
يكتبُ في معظم الدوْريات والمجلات والجرائد العربية التي كانت تصدُرُ في عصره.
كان
لطفي جمعة ممن يتبنون الحوار الحضاري، والتعاون بين الأمم في مجال العمل والثقافة والعلم،
وكان من المُنادين بمجانية التعليم، وطالب بإنشاء المتاحف الاجتماعية، والنُّصب التذكارية،
كما وضع أول قاموس للُّغات السرية، وأشار في كثير من أعْماله الأدبية والعلْمية إلى
العيوب الكامنة في البنية القانونية للمُجتمع المصْري، وأرخ للفلسفة الإسلامية والتصوُّف
ورجاله. ألف الكثير من الكُتب في العديد من الحقول المعْرفية؛ كالأدب والفلسفة والتاريخ،
بالإضافة إلى ترجمته العديد من الكُتب الشهيرة في الحضارة الغربية، ككتاب «الأمير»
لميكيافيلي، و«الواجب» لجون سيمون، و«مائدة أفلاطون» وغيرها من الكُتب الأخرى.
أصيب بجلطة دماغية مرض على أثْرها مرضًا طويلًا، ثُم فارق الحياة متأثرًا بمضاعفاتها يوم 15 يونيو عام 1953 بعد رحلة حالفة بالعلم والعطاء الفكري المتنوع، عن عمر يناه 67 عاما.