15 يونيو.. ذكرى رحيل "لطفي جمعة" شقيق سيد درويش بالرضاعة وخليل الزعيمين

  • جداريات 2
  • الإثنين 15 يونيو 2020, 07:45 صباحا
  • 1420
محمد لطفي جمعة

محمد لطفي جمعة

تحل اليوم ذكرى وفاة واحد من أهم مفكري العصر الحديث جنبا إلى جنب في معسكر طه حسين والعقاد وقاسم أمين ومحمد حسين هيكل وأحمد لطفي السيد وغيرهم الكثير، وإن كان غير معروف للكثيرين من أبناء هذا الجيل وهو محمد لطفي جمعة.

 ومحمد لطفي جمعة كاتب ومترجم وروائي، كان موسوعي المعرفة، ويُجيد العديد من اللغات، وكان أحد كبار المحامين والناشطين السياسيين المصْريين في عصْره. ولد بالإسكندرية عام ١٨٨٦م، لأسرة تنتمي إلى الطبقة الوسطى، وكانت مرضعته السيدة «ملوك عيد» والدة الشيخ سيد درويش، فكان أخاه في الرضاعة. التحق في بداية حياته بمدرسة الأقباط بطنطا، ثم أمضى أربع سنوات بالمدرسة الأميرية التي نال منها شهادته الابتدائية، وبعدها انتقل إلى القاهرة ليحصل من المدرسة الخديوية على شهادته الثانوية، وسافر بعدها إلى بيروت ليلتحق هناك بالكلية الأمريكية لدراسة الفلسفة، كما حصل بعد عودته للقاهرة على إجازة مدرسة المُعلمين، وعمل في بداية حياته مدرسًا لمدة ثلاث سنوات. نال درجة الدكتوراه من كلية الحقوق بليون في فرنسا عام ١٩١٢م، وقام بعدها بتدريس مادة القانون الجنائي في الجامعة المصرية.

 

نشأتْ بينه وبين الزعيمين الوطنيين، مصطفى كامل ومحمد فريد، صداقة وطيدة واتفاق في الرُّؤى السياسية؛ الأمرُ الذي دفعه دون تردُّد للانضمام إلى جانبهما في الحزب الوطني، ومشاركتهما في الكفاح السياسي ضد الاستعمار، ولمْ يقتصر كفاحه على المُستوى الحركي المتمثل في العمل السياسي والنشاط الحزْبي، ولكنه امتد أيضًا للعمل الصحافي الفكري التنويري، فكان يكتبُ في معظم الدوْريات والمجلات والجرائد العربية التي كانت تصدُرُ في عصره.

 

كان لطفي جمعة ممن يتبنون الحوار الحضاري، والتعاون بين الأمم في مجال العمل والثقافة والعلم، وكان من المُنادين بمجانية التعليم، وطالب بإنشاء المتاحف الاجتماعية، والنُّصب التذكارية، كما وضع أول قاموس للُّغات السرية، وأشار في كثير من أعْماله الأدبية والعلْمية إلى العيوب الكامنة في البنية القانونية للمُجتمع المصْري، وأرخ للفلسفة الإسلامية والتصوُّف ورجاله. ألف الكثير من الكُتب في العديد من الحقول المعْرفية؛ كالأدب والفلسفة والتاريخ، بالإضافة إلى ترجمته العديد من الكُتب الشهيرة في الحضارة الغربية، ككتاب «الأمير» لميكيافيلي، و«الواجب» لجون سيمون، و«مائدة أفلاطون» وغيرها من الكُتب الأخرى.

أصيب بجلطة دماغية مرض على أثْرها مرضًا طويلًا، ثُم فارق الحياة متأثرًا بمضاعفاتها يوم 15 يونيو عام 1953 بعد رحلة حالفة بالعلم والعطاء الفكري المتنوع، عن عمر يناه 67 عاما.

تعليقات