" كفكف دموعك يا عنترة " نص أدبي للكاتب محمود محمد زيتون

  • جداريات Ahmed
  • الأربعاء 10 يونيو 2020, 8:42 مساءً
  • 913
الكاتب محمود محمد زيتون

الكاتب محمود محمد زيتون

 

 مضى عمرنا ونحن نركض وراء أحلامنا. نسابق الزمن..نشد المستحيل؛ لنجعله ممكنٱ..

ونشد الممكن؛ لنجعله واقعٱ.!

نتعثر كثيرٱ، وتزل أقدامنا، بيد أننا نتكئ على عصا الصمود ونرتدى قفاز الإرادة كى لا نسقط فى هوة اليأس وظلمات القهر وفتور العزيمة وانكسارات الهزيمة.!

جيلنا الذى أينعت زهرة شبابه فى سبعينات وثمانينات القرن الماضى، وارتبط روحيٱ ووطنيٱ بكاريزما الزعامة والوطنية وبطل حرب السويس وزعيم العرب جمال عبد الناصر.. هذا الجيل كان يمتطى صهوة الأمل ، فارسٱ منطلقٱ نحو راية يراها خفاقة حيث الوصول إليها يعنى بلوغ الغاية المنشودة فى تحقيق الحرية والكرامة والعدالة والتنمية الشاملة.!

آمال ساحرات المنى سكنت القلوب، وصدقتها العقول واستقرت فى الوجدان حيث كانت كاريزما شخصية الزعيم تخطف الأبصار وتخلب الألباب.!

       وجاء يوم الخامس من يونيه ١٩٦٧ فإذا أحلامنا باتت سرابٱ.!

كانت نتائج الهزيمة مرعبة بمشاهدها..فادحة بخسائرها..دامية بضحاياها.!

وتبدد حلم جيل كان يناطح السحاب فى تطلعه للحرية والتنمية والنصر على العدو.

وأرخى ليل الهزيمة سدوله على أرض الفيروز..وجلس الزعيم حزينٱ باكيٱ ينعى حلمه الذى كان ووضع رأسه بين راحتيه وأغمض عينيه ودموعهما تغسل وجنتيه وسمع صوتٱ لم يعرف من أين جاء يهتف به:

كفكف دموعك وانسحب يا عنترة..

فعيون عبلة أصبحت مستعمرة

لا ترج بسمة ثغرها يومٱ

فقد سقطت من العقد الجوهرة

وعيون عبلة لا تزال دموعها

تترقب الجسر البعيد لتعبره.!

وجاءت من أقصى القاهرة أصوات كالرعد لملايين المصريين ترفض الهزيمة وتأبى انسحاب الزعيم وتحمله نحو الجسر البعيد لتعبره..لتعبره.!

تعليقات