أحمد عبد الكريم يكتب: من النافذة "10" .. الكابوس

  • جداريات 2
  • الأحد 07 يونيو 2020, 2:57 مساءً
  • 1146
الكاتب أحمد عبد الكريم

الكاتب أحمد عبد الكريم

كأنني أعيش في كابوس مخيف ولا أستطيع الخروج منه ومحاولاتي باءت بالفشل كلما حاولت إيقاظي من النوم وكل من حولي يهزون جسدي على سريري لأستيقظ من نومي وينقذوني من هذا الكابوس. 

مر على هذا الكابوس ثلاثة أشهر لم أبرح خارج بيتي طوال هذه الفترة بسبب هذا الكابوس اللعين المسمى بفيروس كورونا.. اشتقت إلى رؤية أحبابي وإلى رؤية الأماكن وإلى رؤية الناس.. اشتقت إلى السفر والرحلات ورؤية النيل والبحر والجلوس على الشاطئ.. اشتقت إلى الصلاة في المسجد.. اشتقت إلى الحياة.. 

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.. نعم لقد أقلمت نفسي علي التعايش مع جائحة الكورونا.. وحتى أعود إلى صوابي عدت بالذاكرة إلى الفترة التي عانت فيها أمي "رحمها الله" من المرض وظلت قعيدة وطريحة الفراش لأكثر من أربع سنوات وهي صابرة ومحتسبة أمرها إلى الله وكان كل وقتها تقضيه في الصلاة وقراءة القرآن الكريم وكلما ختمت المصحف مرة تكون سعيدة وتقول لي: «أنا ختمت المصحف الشهر ده ثلاث مرات».

كما كانت بالرغم من معاناتها تصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع والثلاثة أيام القمرية وشهور رجب وشعبان ورمضان كانت تقول: هذه عادتي طوال حياتي ولن أخلف عادتي مع الله.

وقال لي الطبيب المعالج: دعها ورغبتها فهي حالة غير عادية. 

وكان قيام الليل لا يفوتها وكانت تقول لي: ادع لي يا ابني بأن أقوم على قدمي لأذهب إلى دورة المياه!! 

سبحان الله.. هذه المشاهد جعلتني أفيق من واقع الكابوس وأقول الحمد لله فإنني أتحرك داخل بيتي وأتمكن من دخول دورة المياه التي حرمت أمي من دخولها سنوات.. وكم من الحالات مثل حالة أمي ولكنهم يصبرون على المرض ويقهرون التعاسة بالرضا والسكينة واللجوء إلى الله.

الحمد لله على أنني أستطيع ممارسة الكتابة بشكل يومي.. الحمد لله أنني أستطيع المواظبة على الصلاة في أوقاتها والسماع إلى القرآن الكريم والاستمتاع بالأحاديث الهاتفية مع أحبابي.. الحمد لله على كل شيء وسوف ينتهي الكابوس بمشيئة الله ونعود إلى طبيعتنا وإلى ممارسة كل شيء جميل كنا نقوم به.. 

فقط نريد أن نستوعب الدرس ونصلح من الأمور السيئة في حياتنا.. 

علينا أن نستوعب الدرس ونعلم أن الله سبحانه وتعالى هو القوي وهو القاهر فوق عباده وهو الرحمن الرحيم.

تعليقات