هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
شعار الإلحاد
أكد
الدكتورمحمد صالحين أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة المنيا
أن الملحدين يتكؤون في أفكارهم على مرتكزات بسيطة للغاية، لكنها قتَّالة بالنسبة لعقل
غير واعٍ، وفكر غير حصين، وهي درجات، بل دركات؛ يروجون أحابيلها على السذج، أو أصحاب
التطلعات الدنيوية غير النظيفة.
وأوضح
صالحين أنهم يقولون قارنْ بين مجتمعين؛ أحدهما تخلص من تسلط الدين ورجاله، وآخر ما
زال يرزح تحت نير الكهنوت الديني، واخترْ لنفسك، ومستقبل دولتك، ويتساءلون بكل براءة:
من أين لك التثبت من أمور تاريخية، وقعت من آلاف السنين، ومن الذي روى؟ ومن الذي كتب
وسجل؟ وهل من ضمانة واحدة؛ لصحة أيٍّ من هذه التفاصيل التي لا تنتهي؟! هل تترك عقلك
المحترم الواقعي؛ لتتبع هذه الأساطير التي تقترب من الخرافات؟!! هل هذا يليق بمكانتك
السامية في القرن الحادي والعشرين؟!!
واستطرد
"صالحين" أنهم يزعمون أننا "لو سلمنا بصحة بعض الأمور التاريخية: فما
سبيل التسليم لعالم الغيب: (الله/ الوحي/ الملائكة/ الجن/ البعث والنشور/ الحساب والجزاء…
إلخ) هل يليق بإنسان صعد سطح القمر، وتحكم في الذرة، واخترق المجرة أن يُسلم بهذه الترهات
العجيبة؛ التي ليس عليها دليل ماديٌّ واحد، بل كل الأدلة المادية تجزم بأنها أساطير
الأولين تُتلى على البسطاء السذج، فيريحون أنفسهم من عناء التفكير؛ بالتسليم لهذه الخرافات،
المتجذرة في تاريخ البشرية، وقد آن الأوان لاقتاعها من جذورها، مضيفين: وإذا تركنا
كل هذا جانبًا: فأين رحمة الإله المزعوم بالفقراء والمرضى والمعوزين، أين عدالته في
ظل طبقية اقتصادية بشعة؟ أين حكمته في عالم مليء بالشرور التي لا آخر لها، لماذا خق
الكون، ثم تركه بلا رحمة، ولا عدالة، ولا حكمة؟
وعلق
صالحين أن الرد على هذه الشُّبهات الواهية لا يحتاج إلا لمؤسسة عصرية، تضم متخصصين
عميقي الإيمان، أصحاب عقلية علمية بصيرة، ذوي سمت هاديء، ونبرة واثقة، ترصد، وترد،
ثم تأخذ بزمام المبادرة، لكنها للأسف، غير موجودة.