د. خالد فوزي حمزة يكتب: قصتي مع الانزلاق الغضروفي

  • أحمد عبد الله
  • الإثنين 01 يونيو 2020, 03:14 صباحا
  • 10378

بسم الله الرحمن الرحيم

شفاء الانزلاق الغضرفي (قصتي مع عرق النَسا)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه..

أما بعد ..

فمن الأمراض المتعبة الموجعة ما يقال له (عرق النَسا)، بفتح النون، وهو الانزلاق الغضروفي، وفيه تخرج المادة الجيلاتينية التي تقع بين فقرات العمود الفقري، وتبرز إلى الخلف وتضغط على الأعصاب التي تغذي الساقين والمخارج. وخروج هذه المادة الجيلاتينية وضغطها على الأعصاب يسبب آلاماً مبرحة وشديدة وتنمل وخدور وضعف في العضلات. ويذكر الأطباء  أن العلاج التحفظي هو الأمثل عندما تكون الحالات في بدايتها وآلامها قليلة، وذلك عن طريق إتباع التعليمات الخاصة بسلامة الظهر وكذلك عمل جلسات علاج طبيعي لإزالة الشد في العضلات وأيضاً لتقوية العضلات المحيطة بأسفل الظهر وأيضاً عن طريق تناول الأدوية المضادة لالتهابات المفاصل والعضلات والأعصاب والأدوية المرخية للعضلات والأدوية المسكنة للآلام. أيضاً يمكن في بعض الحالات إعطاء حقنة الديبومدرول التي تحتوي على مادة ذات خاصة مضادة للالتهاب تؤدي إلى تخفيف الالتهاب حول العصب وبالتالي إلى تقليل الألم، ولكن إذا ما فشلت هذه الطرق العلاجية واستمر المريض أو المريضة في الشعور بالألم، فإن التدخل الجراحي يصبح ضرورياً، وإلا قد يؤدي الإهمال لنوع من الشلل!!.

وقد ابتليت بهذا الانزلاق منذ ثلاث سنين، لكن اشتد الألم جداً منذ بضعة أشهر، في بداية هذه السنة 1434هـ، وكانت بداياته تظهر في ألم شديد على الرجل من الوقوف الطويل، ثم بدأ الأمر يتطور إلى أن أصبحت لا أكاد أستطيع المشي والوقوف إلا بآلام شديدة جداً جداً.

وقد رأيت كيف كان الطب عاجزاً ...

كان طبيبي أخصائياً، وبارعاً في طب العظام، فتوقع الانزلاق من وصف الحالة، وطلب العديد من الآشعة، وتنامى التأكد لديه بناء على الآشعة السينية، لكنه وجه بالآشعة المغناطيسية، وعلى نكدها، إلا أن الألم صار شديداً جداً، فقمت بعملها، فتأكد الأمر، فالانزلاق بين الفقرتين الرابعة والخامسة أسفل الظهر، والذي ظهر أنه ضغط على العصب من الناحيتين، ولذلك كانت الآلام مبرحة جداً جداً.

ضاعف الطبيب الأدوية، وطلب مني إجراء العلاج الطبيعي بالآشعة تحت الحمراء والذبذبات، ولم يتغير الوضع؟؟ وبدأ شبح العملية يلوح، وكنت متردداً لأجل ما ذكره لي من قام بها أن الألم لم يزل، وذكر الطبيب أن السبب هو إمكانية رجوع الانزلاق بسبب ضعف الموضع، لكن ما البديل؟؟؟

البديل البقاء في الآلام الشديدة التي لا تتحمل، وقد يؤدي تأخير العملية إلى الشلل كما قيل!!

وغالبت الوجع، واستمررت في التدريس، لكن كنت أرفع رجلي على كرسي، لكن مع (قال ... حدثنا)، كان الألم يخف.

وكنت أوصيت بعض زملائي بالعمل على (ألية شاة أعرابية)، ووعدني بعضهم أن يسافر خصيصاً بعد انتهاء الاختبارات لإحضارها من الجنوب، فشرطها أن تكون (أعرابية) التي ترعى بالمراعي، وليست المعلوفة، وبادرني زميل آخر رأى حاجتي الملحة، فقال إنه أوصى أحدهم بها، ووجدوها، ووضعها مع الثلج في حافظة، وأنه سيقوم بإذابتها لي، وبالفعل قامت المصونة زوجته بإذابتها ووضعتها في ثلاثة قوارير.

ألية الشاة هي ليست علاجاً لعرق النسا فحسب بل شفاء تام له.

وأصل ذلك الحديث الذي رواه ابن ماجة والإمام أحمد والحاكم وصححه، عن أنس قال رسول الله (شفاء عرق النساء ألية شاة أعرابية، تذاب، ثم تقسم ثلاثة أجزاء، يشربه ثلاثة أيام على الريق، كل يوم جزء)، ومدار الحديث على الوليد، فكنت أظن أن تدليسه يؤثر، فإذا الحديث قد حدث فيه بصريح التحديث إلى النبي، فتجاوزنا تدليسه مما يقتضي صحته، ورأيت الشيخ الألباني صححه أيضاً، وفي رواية المسند " ألية كبش عربي أسود ليس بالعظيم ولا بالصغير". وسندها صحيح أيضا.

لقد نبهني الزميل العزيز على (نكد) شرب هذه الألية، وظننت مبالغته، لكن لم أتصور أن الأمر بهذا السوء، بل ذكر لي أحدهم أنه بدأ بهذا العلاج ليوم واحد، ولم يستطع أن يشرب باقي الأيام، وقام بعمل العملية!!!، وبعد أن أخذتها عذرته عذراً بيناً!!!

 لقد كنت أضع القارورة في حمام ماء ساخن، وأصلي بالحرم ثم أرجع وأشربها دفعة واحدة، وشربتها في أيام الخميس والجمعة والسبت، وقد أصابني غثيان شديد، وجشاء خبيث، وقيء وإسهال، قد لا أدرك بعضه!، وكأني فقدت شهية الطعام ثلاثة أيام، انخفض الوزن فيها نحو خمسة كيلوجرامات (فائدة أخرى).

وبعد أربعة أيام شعرت بخفقان في القلب، فذهبت لطبيبي وكنت أخفيت عنه ما حدث، فلما ذكرت له ذلك حولني مسرعاً على طبيب الباطنة، والذي ثار في وجهي لما علم بالأمر، وطلب عمل تخطيط القلب، وتحاليل الكوليسترول والدهون والسكر حالاً، وعلى عكس ما توقع، فقد كانت كلها طيبة، بل وفي الحدود الدنيا الطبيعية، فبدأ يسأل عن أصل هذا العلاج، فأخبرته بالحديث.

أما طبيب العظام فدهش جداً لأني أخبرته أني وقت التداوي بهذا الدواء النبوي، قد تركت كل أدويته تماماً، وفوجئت أنه ذكر أنه سيقوم بدراسات طبية على هذا الدواء، وأنه سيفتح باباً لكثير ممن أظلمت عليهم حياتهم بهذا المرض، بل وطلب الالتحاق بالدراسة بدار الحديث الخيرية!!!

وقد تناقشت معه عن طريقة عملها، فهل الألية تنساح في مسام الجسد حتى تصل فتفصل بين الغضروف والعصب على طريقة الحقن الجديد، بمادة مستخرجة من ثمر (الباباي) المعروف في الدول الاستوائية لتتخلل هذه المادة وتدخل بين الفقرات ليخف الضغط على العصب وأنه يمكن للمريض أن يغادر المستشفى خلال خمسة أيام من إجراء هذه العملية، فقال لي ويمكن أن يكون الأمر معكوساً، وأن الألية تعمل على سحب الغضروف للداخل، فالله أعلم ... وأشار علي بعمل الآشعة المغناطيسية بعد مرور سنة من الأولى..

أما أنا فقد شفاني الله.

وأرسلت هذا الحديث للمئات، لكن أشار علي فضيلة الشيخ عبد الله الغنيمان في نهاية شهر شعبان 1434هـ، أن أكتب تجربتي مع الحديث ليستفيد الناس من ذلك، وكذا طلب مني غيره ممن لا أستطيع رد طلبه، فأنا أقول قد شفاني الله، بل وتحدثاً بنعمة الله فقد اعتمرت بعد ذلك بأسابيع ماشياً وأتممت العمرة في نحو ساعة ودقائق ولم أجلس فيها، بل وصرت أمشي من الحرم إلى السيارة بالقشلة في ليال من رمضان 1434هـ، ولا أشعر بألم، بعد أن كنت أضع كرسياً عند باب البيت، أستريح عليه من ألم المشي من الغرفة للباب، والذي لا إله إلا هو...

إن الطب النبوي ليس طباً مظنوناً كالطب التجريبي، بل هو متيقن به.

لكن لابد أن أؤكد أن الشرط لابد منه، وهي أن تكون الشاة (أعرابية) ليست معلوفة، فهي تأكل من المراعي المختلفة، وقد رأيت بعد ذلك من أتى لوالده المريض بألية شاة معلوفة ولم يستفد منها، فأتى له بألية شاة أعرابية فشفاه الله..

إنه الطب النبوي المتيقن به..


كتبه 
أ. د. خالد فوزي عبد الحميد حمزة

19/9/1434هـ الموافق 28/7/2013م

تعليقات