حقائق الإيمان وأوهام الإلحاد.. ندوة في كلية أصول الدين بالقاهرة (سجل الآن)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الكاتب أحمد عبد الكريم
في عام 1950 كان تعداد سكان مصر 18 مليون نسمة.. ومع بداية عام 1982 وصل تعداد مصر إلى أربعين مليون نسمة أي تضاعف العدد خلال 30 سنة..
وهو ما دفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك إلي عقد مؤتمر السكان العالمي الذي عقد في القاهرة عام 1982، ودعا فيه الرئيس الراحل إلى ضرورة مواجهة مشكلة الزيادة السكانية المطردة وضرورة وضع برامج لتنمية الوعي بأثر المشكلة السكانية التي تلتهم معدلات التنمية في مصر..
وعلى مدى الحكومات المتعاقبة لم تنجح هذه البرامج في الحد من الزيادة السكانية وفشلت كل الأجهزة المعنية في توعية المواطنين وترتب على ذلك أن وصل تعداد سكان مصر الآن إلي 105 ملايين نسمة.. أي زاد عدد سكان مصر خلال 38 سنة إلى 65 مليون نسمة أي النسبة تضاعف أكثر وأكثر والتهمت هذه الزيادة كل معدلات النمو وزادت نسبة البطالة وتدهورت حالة المستشفيات، وساءت الخدمات المقدمة للمواطنين وزادت نسبة الفقر والتسرب من التعليم..
هل تعلم عزيزي القارئ أن تعداد سكان مصر في زمن حكم المماليك كان 2 مليون و500 ألف نسمة وكانت مصر تعد بلد زراعيا والآن أصبحنا نستورد أكثر من 60% من احتياجاتنا الغذائية من الخارج لأن الأرض الزراعية تقلصت بفعل فاعل بإقامة المباني عليها..
ونفس الشيء ينطبق على مواجهة مشكلة الأمية في مصر، حيث لم تؤت البرامج التي وضعتها الحكومات المتعاقبة ثمارها في محو الأمية من ملايين المواطنين وتم إنفاق الملايين بل المليارات على برامج التوعية بالنسبة للمشكلة السكانية ومشكلة الأمية ولو أن تلك المليارات تم إنفاقها في إقامة مشروعات تستوعب العاطلين لكان أجدى من إنفاقها على برامج غير ناجحة واستفاد منها بعض الناس الذين يشرفون علي هذه البرامج وانتفخت جيوبهم وزادت أرصدتهم في البنوك، في الوقت الذي زاد فيه المرض والجهل والفقر.
إن الوعي المفقود لدى معظم المواطنين والذي ظهر جليا في مواجهة فيروس كورونا تتحمله كل الحكومات االمتعاقبة وكل أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.. كما يتحمله المجتمع المدني بكافة صوره وأشكاله.. كما لا أعفي المواطنين من تحمل جزء ونصيب ليس بالقليل في مواجهة هذه المشاكل لأن المواطن يستسهل كل شيء ولا يجهد نفسه في البحث عما يفيده.
كما توجد ملاحظة غريبة لدى معظم المواطنين بأنهم يفعلون عكس ما تنادي به الحكومة وهذه حالة لابد من معالجتها خاصة أن أسبابها معروفة سلفا.
نحن جميعاً شركاء في إعادة الوعي المفقود حتي نستطيع التغلب على مواجهة مشاكلنا خاصة في مثل هذه الظروف التي نعيشها.