حقائق الإيمان وأوهام الإلحاد.. ندوة في كلية أصول الدين بالقاهرة (سجل الآن)
- السبت 23 نوفمبر 2024
احمد بدر نصار ..صحفي وروائي
كثير
هم الذين لا يستوعبوا رسائل الله ، وأن كانت واضحة كوضوح شروق الشمس في صباح فصل
الشتاء ، ولكن الإنسان يميل إلى أي تفسير يسير وفقا لهواه لكي يسترح ، ولكن يفزع
ويبدأ في فهم الرسالة سريعة إذا تدخل الموت فيها ، كم شاب استيقظ بعد وفاة أحد
أصدقاءه أو أقاربه ، ولا أدري لماذا ربطت تناول القهوة وتقمصها دور الموت في إفاقة
الإنسان الذي احتسى من الخمر الكثير ، ولكي يتم إيقاظه على فورا يقدموا له فنجان
من القهوة ولاسيما لو كانت سوداء وثقيلة ، هكذا الكثير من البشر في غيبوبة لا شيء
يحركهم ، ومهما سمعوا قصص لا يحركهم سوى شعور الاقتراب الموت منهم من خلال موت
عزيز عليهم ، والسؤال هنا لماذا الإنسان يعيش في غيبوبة ويظل على العهد من ظلم
البشر لاسيما الضعفاء منهم ، وأخر لا يوقف لسانه عن الخوض في الأعراض ، وآخر لا
يشعر برجولته إلا إذا رفع صوته على أمه أمام زوجته ، في حين يقف كالفأر أمام زوجته
، لماذا هذا يتلذذ في أكل حقوق الأخريين وهذا يأكل ميراث شقيقته المسكينة وهو قانع
أنه على الحق يسير ، وأنه قد انتصر لنفسه ، وهناك من أكل مال أبناء أشقاءه ، لماذا لم نعد نتعظ ، لم يعد شيء يربكنا ويجعلنا
نتغير إلى الأفضل ، لماذا لا نطهر قلوبنا بصدق مع الله ، وندرك بأن أرزاقنا بكل
أنواعها هي مقدرة لنا قبل النزول على الأرض ، لماذا نستمع بظلم الآخرين وفرض
عضلاتنا على من هم أضعف منها ، أليس أزمة كورونا ولو كانت مفتعلة كفيلة أن تجعلنا
نعيد النظر في كل شيء ، ونطرح ألف سؤال في مقدمتهم كيف لفيروس لا يرى بالعين
المجردة أوقف الحركة على كوكب الأرض ، جعل العالم بكل أسلحته وعلماءه غرقى في بحر
من الحيرة للتعامل مع هذا الفيروس المثير للدهشة.
وأنا طرحت فكرة هذا المقال لأن رمضان غادرنا سريعا
، ولم نتعلم الدرس ولم نغتنم الفرصة لكي نتطهر من كل عاداتنا السيئة ، لأننا
باختصار نأبى فكرة الاعتذار ...الاعتذار لله ثم الاعتذار لأنفسنا بأننا لابد من
إعادة حساباتنا لاسيما في علاقتنا مع الله من ثم مع عباده ، لماذا حجم القسوة
مازال قائما ، لماذا نحن دائما ما ننظر للأخريين أنهم أفضل منها وأحسن حالا دون
الاقتراب منهم ، ومن الآن علينا الاعتذار لله ثم الاعتذار لرمضان كونه مر دون أن
نتغير للأفضل دون أن نغتنم فرصة ذهبية لا تقدر بثمن ، لماذا ننتظر فنجان القهوة لكي يوقظنا من حالة
السكر التي نعيشها ، لماذا نحن لا نقاوم أنفسنا لكي نستعيد إنسانيتنا وفطرتنا ،
لكي نكون خلفاء شرفاء لله في أرضه ، لكي يرفع الله عنا البلاء والوباء.