أحمد بدر نصار يكتب : عندما يتقمص فنجان القهوة دور الموت !

  • جداريات Ahmed
  • السبت 23 مايو 2020, 02:26 صباحا
  • 3263
احمد بدر نصار ..صحفي وروائي

احمد بدر نصار ..صحفي وروائي

   كثير هم الذين لا يستوعبوا رسائل الله ، وأن كانت واضحة كوضوح شروق الشمس في صباح فصل الشتاء ، ولكن الإنسان يميل إلى أي تفسير يسير وفقا لهواه لكي يسترح ، ولكن يفزع ويبدأ في فهم الرسالة سريعة إذا تدخل الموت فيها ، كم شاب استيقظ بعد وفاة أحد أصدقاءه أو أقاربه ، ولا أدري لماذا ربطت تناول القهوة وتقمصها دور الموت في إفاقة الإنسان الذي احتسى من الخمر الكثير ، ولكي يتم إيقاظه على فورا يقدموا له فنجان من القهوة ولاسيما لو كانت سوداء وثقيلة ، هكذا الكثير من البشر في غيبوبة لا شيء يحركهم ، ومهما سمعوا قصص لا يحركهم سوى شعور الاقتراب الموت منهم من خلال موت عزيز عليهم ، والسؤال هنا لماذا الإنسان يعيش في غيبوبة ويظل على العهد من ظلم البشر لاسيما الضعفاء منهم ، وأخر لا يوقف لسانه عن الخوض في الأعراض ، وآخر لا يشعر برجولته إلا إذا رفع صوته على أمه أمام زوجته ، في حين يقف كالفأر أمام زوجته ، لماذا هذا يتلذذ في أكل حقوق الأخريين وهذا يأكل ميراث شقيقته المسكينة وهو قانع أنه على الحق يسير ، وأنه قد انتصر لنفسه ، وهناك من أكل مال أبناء أشقاءه ،  لماذا لم نعد نتعظ ، لم يعد شيء يربكنا ويجعلنا نتغير إلى الأفضل ، لماذا لا نطهر قلوبنا بصدق مع الله ، وندرك بأن أرزاقنا بكل أنواعها هي مقدرة لنا قبل النزول على الأرض ، لماذا نستمع بظلم الآخرين وفرض عضلاتنا على من هم أضعف منها ، أليس أزمة كورونا ولو كانت مفتعلة كفيلة أن تجعلنا نعيد النظر في كل شيء ، ونطرح ألف سؤال في مقدمتهم كيف لفيروس لا يرى بالعين المجردة أوقف الحركة على كوكب الأرض ، جعل العالم بكل أسلحته وعلماءه غرقى في بحر من الحيرة للتعامل مع هذا الفيروس المثير للدهشة.

وأنا طرحت فكرة هذا المقال لأن رمضان غادرنا سريعا ، ولم نتعلم الدرس ولم نغتنم الفرصة لكي نتطهر من كل عاداتنا السيئة ، لأننا باختصار نأبى فكرة الاعتذار ...الاعتذار لله ثم الاعتذار لأنفسنا بأننا لابد من إعادة حساباتنا لاسيما في علاقتنا مع الله من ثم مع عباده ، لماذا حجم القسوة مازال قائما ، لماذا نحن دائما ما ننظر للأخريين أنهم أفضل منها وأحسن حالا دون الاقتراب منهم ، ومن الآن علينا الاعتذار لله ثم الاعتذار لرمضان كونه مر دون أن نتغير للأفضل دون أن نغتنم فرصة ذهبية لا تقدر بثمن ،  لماذا ننتظر فنجان القهوة لكي يوقظنا من حالة السكر التي نعيشها ، لماذا نحن لا نقاوم أنفسنا لكي نستعيد إنسانيتنا وفطرتنا ، لكي نكون خلفاء شرفاء لله في أرضه ، لكي يرفع الله عنا البلاء والوباء.                                    

تعليقات