حقائق الإيمان وأوهام الإلحاد.. ندوة في كلية أصول الدين بالقاهرة (سجل الآن)
- السبت 23 نوفمبر 2024
* الفارق الضخم بين شريعة الله
وشريعة الناس !
لو أن الواحد منّا تدبّر، لخمس دقائق فقط، فى هذا المجال، لاكتشف غرائب تعلو على عجائب
الدنيا السبع, ومنها:
* لماذا يسمى الناس
أبناءهم باسم (قابيل) ولا يوجد من يسمى ابنه (هابيل)؟!
بالرغم من أن قابيل هذا، كان هو
القاتل، الظالم لأخيه، بل هو أظلم القتلة في التاريخ البشري، لأنه أول من سنّ القتل، فكل نفس مقتولة بعده له وزر منها، كما ثبت في الحديث, ومع هذا من المستحيل أن يسمي أحدهم اسمه باسم الضحيّة، وبالرغم من أن هابيل كان هو التقيّ الورع الذى تقبّل الله قربانه
وتقبله شهيدًا,
بل المصيبة الأعظم أنه فى لغتنا العامية جاءت مشتقات من اسم هابيل
تدل على كل إنسان أبله ضعيف مستضعف!
ولنا أن نتصور أي
مأساة نعيشها، عندما يكون الافتراء والبذاءة وطول اللسان، علامة قوة عند المجتمع
بالجملة الشهيرة (ده شخص جدع بيعرف ياخد حقه)، وينسى هؤلاء قول النبي عليه الصلاة والسلام إن شر الناس من اتقاه
الناس مخافة فحشه).
أى إنسان يكون من طبعه
وغريزته اليـُـسر والطيبة وسهولة التعامل وتفادي المشكلات بقدر طاقته والعفو عمّن
يظلمه وسرعة عفوه عن الناس, تجد المجتمع من حوله ينتقدون صفاته تلك، بل ويتهمونه
بالطيبة كمقابل للسذاجة، بينما البلطجى المفتري صاحب الصوت العالى الذى لا يغفر زلّة
أحد قط بل يردها أضعافا، تجد إعجاب المجتمع به ظاهرا بل ويطلقون عليه ألقاب التمجيد
أيضا! , مع أن النبي عليه السلام قال: (حُــّرم على النار كل
هين سهل قريب من الناس).
وقال النبي عليه السلام
أيضا (رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى) أو كما قال.
لنقف مع أنفسنا أيضا مع
مثال يوضح الفارق بين شريعة الله وشريعة الناس , عن طريق النظر لرد فعل الآباء
والأمهات إذا وقع أبناؤهم فى الشرك أو الرياء أو وقعوا في الفحش والبذاءة أو فرطوا
في الصلاة وبين رد فعلهم إذا قصر الأبناء في دراستهم فخسروا عدة درجات أو رسبوا في
أحد الاختبارات !
فى الموقف الأول ستجدهم
يتعاملون مع الأبناء بالرفق واللين وبالجملة المائعة ( ربنا يهديهم ) وهى مقولة حق
يراد بها باطل.
وفي الموقف الثانى ستجد
الآباء والأمهات في أعتى درجات الغضب ولا يتحملون التفريط فى الدرجات الدراسية
بينما يتغافلون عن درجات الآخرة!
والسر فى تلك الظواهر
ومثلها العشرات أن شريعة الناس قائمة على البطش، وغريزة الجبروت نائمة فى القلوب
حتى توقظها السلطة أو المال أو النفوذ, ولا يقهرها حقا إلا من يتبع شريعة الله ــلا الناســ ويكفر بدين هؤلاء وشريعتهم، ويولّى وجهه شطر ربه، الذى أقسم بتتبع كل
متكبر جبار فى الأرض، حتى لو كان جبروتا نفسيا فى داخل ضعيف القوى وينتظر لحظة
القوة لينفجر..
والعملاق حقا هو من تمكن من أن يصرع نفسه قبل أن تصرعه.