كارثة تهدد الحياة على الكوكب ...بعد ضعف المجال المغناطيسي للأرض

  • جداريات Ahmed
  • الجمعة 22 مايو 2020, 04:04 صباحا
  • 961
المجال المغناطيسي للأرض تعبيرية

المجال المغناطيسي للأرض تعبيرية

حذر علماء في الفلك من ضعف المجال المغناطيسي للأرض، الذي يعتبر أمرا حيويا لحماية الحياة على كوكب الأرض من الإشعاع الشمسي، ولم يتوصل العلماء حتى الآن إلى سبب هذا الضعف، مما يهدد الكوكب بـ"كارثة محتملة".

ويقول علماء الفلك إن المجال المغناطيسي للكوكب فقد في المتوسط ما يقرب من 10 بالمائة من قوته على مدى القرنين الماضيين، لكن الضعف يتزايد على نحو أكبر في منطقة تمتد من أفريقيا إلى أميركا الجنوبية.

كما عرفت مناطق جنوبي المحيط الأطلسي تقلصا في قوة المجال المغناطيسي على مدى السنوات الخمسين الماضية، وتوسعت رقعة هذا الضعف وتحركت غربا.

والجدير بالذكر أن علماء الفيزياء يعرفون  المغناطيس بأنه عبارة عن مادة تُصدر خطوطا من القوة غير مرئية بين قطبيه , وعندما نأتي لنحاول تعريف الكرة الأرضية بصورة فيزيائية عاّمة فأن هذا التعريف ينطبق عليها بصورة كبيرة , حيث أنها عبارة  عن مغناطيس كبير ينبعث منه مجال مغناطيسي خاص به بين قطبيه , ويسمى هذا المجال المغناطيسي للأرض الذي يحيط بالكوكب بأسم الغلاف المغناطيسي ويمتد لما يزيد عن 36,000 ميلا في الفضاء .

وعن أهميته فيعتقد العلماء أن التيارات الكهربائية داخل القلب الحديدي المنصهر للأرض جنبا إلى جنب مع الحركة الطبيعية الناتجة عن دوران الأرض تؤدي إلى وجود مجال مغناطيسي , وتعرف هذه العملية أيضا بأسم تأثير الدينامو .

ولهذا المجال المغناطيسي فائدة كبيرة بالنسبة لإستمرار الحياة على الأرض , فهو يقي الأرض من الجسيمات المشحونة والإشعاع المنبعث من السطح الخارجي للشمس , ويشار إلى هذا التيار من الجسيمات أيضا باسم الرياح الشمسية ،والتي هي في حقيقتها تدفّق منطلق من الجزيئات المشحونة تكون خارجة من طبقة جو الشمس العليا , وتحتوي بالغالب على إلكترونات وبروتونات , بطاقة تكون 1كيلو إلكترون فولت , تلك الجسيمات قادرة على الخروج من جاذبية الشمس بسبب الحرارة الشديدة لهالتها ، وأيضا بسبب الطاقة الحركية العالية التي تكتسبها الجسيمات خلال طريقها وهي منطلقة بالاتجاه المعاكس للشمس , أي باتجاه كواكب المجموعة الشمسية ومنها الأرض , وهي تنطلق بسرعة تصل إلى مليون ميل في الساعة , ولو لم يكن هناك مجال مغناطيسي يوقف ويشتّت هذة الرياح الشمسية فلن يكون لدى الأرض حماية ضد هذه القوى المدمرة , فلذا نستطيع اعتبار المجال المغناطيسي للأرض كدرع حامي خفي حولها يحميها من الرياح الشمسية ، وفقا لموقع العلم نور ، كما يعتبر المجال المغناطيسي للأرض هو الأقوى بين كواكب المجموعة الشمسية ومن الأمور التي تميّزه عنها , ولولا هذه الميزة لكانت الحياة على الأرض مستحيلة ولما نشأت أصلا على الكوكب ، فعندما درس العلماء بقية الكواكب في النظام الشمسي , وجدوا أن معظمها لا يملك مجالا مغناطيسيا مثل ذلك الموجود على الأرض , فكوكب المريخ على سبيل المثال ليس له مجال مغناطيسي , ولذلك فهو غير محمي من الرياح الشمسية التي تقترب منه وتخترقه بسهولة ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على سطحه إلى عدة مئات من الدرجات .

رغم أن الإنسان لا يستطيع رؤية المجال المغناطيسي أو الإحساس به إلا أن العديد من الحيوانات والطيور تستطيع رؤيته أو الإحساس به من خلال حواس أخرى , منها على سبيل المثال الطيور المهاجرة بأنواعها والتي تشير بعض الدراسات إلى أنها مزوّدة بأجهزة خاصة في عيونها تتصل مع خلايا عصبية في الدماغ تمكّنها من رؤية خطوط المجال المغناطيسي للأرض , وتستخدمه كدليل ومؤشر نحو المكان الذي ستهاجر إليه والعودة منه إلى موطنها الأصلي , كما أن له فؤائد أخرى في تنسيق الحياة على الأرض البعض تم اكتشافه والبعض جاري دراسته حيث لا تزال ظاهرة المجال المغناطيسي تحمل بعض الغموض  فيها .

تعليقات