هل رأيت عيون عنكبوت السلطعون الأخضر من قبل؟!
- الخميس 21 نوفمبر 2024
غلاف الرواية
أصدرت دار منشورات الربيع، رواية "طريق الحلفا " لـ أحمد إبراهيم الشريف، و تناقش رواية "طريق الحلفا"، حياة وموت "فاضل حامد" وذلك في بيئة ذات خصوصية تنتمي إلى عالم الصعيد، حيث "القسوة وإنكار العاطفة" هناك شيء طبيعي يتفق مع كل الأشياء الموجودة .
فاضل حامد شاب ربما فى العشرين من عمره، مات أبوه وأمه، وكان يعيش فى شقة على ضواحى القاهرة، لكنه عندما يكتشف مرضه بالسرطان يعود إلى الصعيد، ويموت هناك، لكنه يجد نفسه فى مكان آخر ممتلئ بالمشكلات والصدامات والحكايات الغرائبية.
وللعلم فإن "طريق الحلفا" مكان لا
يسير فيه سوى المضطر، الهارب من شيء ما، هذا الهروب ليس له غاية واحدة، ربما هو هروب
إلى الحياة أو هروب إلى الموت، لكنه طريق يحيط به نبات "الحلفا" بكل أسراره وتميزه، وهو يمتد من قرية معزولة بعض
الشيء إلى الجبانات التي تجمع موتى عشرة قرى لا يجمع بينهما سوى الموت بكل ما فيه من
رقة وصخب وخيالات.
كما أن الرواية حافلة بشخصيات مبنية بصورة مختلفة،
هذا الاختلاف يحدث نتيجة الوقوف أمام فعل الموت مباشرة، وذلك لأن فكرة الرواية تقوم
على أساس أن مواجهة الموت شيء يختلف تماما عن الحديث عنه أو حتى رؤيته يحدث للآخرين.
تعرض الرواية عالمها فى أربعة "أقسام/أعمار"
هى "سكك مفروشة بالدم، الضوء مهلكة، السراديب السبعة للحياة الجديدة، ذاكرة تغطيها
الحلفا" وفيها نجد تطورا للأحداث لا يفارقه التشويق وذلك من خلال أنماط مختلفة من البشر نلتقي بها طول
الوقت، وأحداث متفاعلة حتى يقوم كل شخص بدوره الذي يكمل الصورة .
ومما تهتم به الرواية وتقدمه في شكل واضح
"المخاوف الإنسانية الكبرى لما بعد الموت" وقدرة الإنسان على مواجهة ذلك
الغموض الكبير والذي يعد عالما متسعا يسمح للخيال بأن يحصل على مساحة كبرى، فهنا لدينا
القاتل الذي لا يعرف لماذا ارتكب جريمته، ولدينا المقتول الذي يؤرقه موته بلا سبب،
ولدينا محبو الحياة الذين يختصرونها في حكاية جميلة أو امرأة مثيرة، والأهم لدينا الباحثون
عن القوة سواء عن طريق "الحكمة أو البندقية"، وأمام كل ذلك وخلفه لدينا ملاك
الموت .
تطرح الرواية عددا كبيرا من الأسئلة منها: لماذا
لا تترك الحكومة الموتى فى حالهم؟ ولماذا الشعور بالفقد هو الذي يحرك معظم المشاعر
الإنسانية، حيث إن إحساسنا باقتراب الموت يجعلنا نعيد التفكير فى الأشياء جميعها وعلى
رأسها "أهمية الموت" ذاته .
فى "طريق الحلفا" عدد لا بأس به من
الحكايات التي تتلاقى جميعها لتقدم صورة "مشهدية" باستخدام "اللغة"
وبفتح المجال على اتساعه أمام "الخيال"
لمراقبة الإنسان في صور مختلفة، حيث نجد مفاهيم ومعاني مختلفة لكل من
"الحياة والموت والرحمة والرحلة والسرداب والحب والهروب والوصول والأهل، الفقد،
والمكان والزمان" كل ذلك لا يأتي في صوت
زاعق ولا في فلسفة مغلقة لكن هذه الأفكار تكون
في قلب الحكاية التي تنمو طوال الوقت معتمدة على خبرة معقولة بطبائع شخصيات
الرواية .
فى الرواية أكثر من صراع، حيث تحمل عائلة
"حمدون" بتاريخها الدموي مع عائلة "سليط" عنيفة الطبع، تاريخا
من الصراع الذي لا ينتهي تقريبا يكون فيه لون الدم هو أقرب الألوان إليهم وأشدها معرفة،
بينما نجد "عابد وهاشم وزين والسيد" شخصيات أخرى وحكايات أخرى تنتظر على
الطرف الآخر من طريق الحلفا .