هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
الشاعر محمد الشحات محمد
أصبح التواصل الاجتماعي عموما و«فيس بوك» جزءا لا يتجزأ من حياة الناس خاصة مع أزمة فيروس كورونا، لكن فيما يخص المبدعين قد يختلف الأمر، فمنهم من يقف منه موقف العداء التام ومنه من يحتضنه ويعتبره متنفسا لكتاباته، ومنهم من يتعامل معه بحساب تحسبا للسطو على إبداعاتهم.
حول فيس بوك وعلاقته بالإبداع كان حديث الشاعر محمد الشحات محمد رائد فن القصة الشاعرة.
بداية أكد «الشحات» أن «فيس بوك» للتواصل والانتشار، وكما له من مميزات، خصوصا في ظل "كورونا"، فإنه كشف كثيرا ممن يستغلون الآخر، ويركبون -بغير ضمير- على مجهودات غيرهم، وكم كنا ننشر، أو نعلق بالشعر، ونرتجل، فيسرقنا "الطباعون"، و"المدعون"، و"أرباب" المسابقات، وكبار السن والمناصب، الذين اعتمدوا من الأساس على الزيف، فكان للفيس فضل كبير في أن كشفهم للجميع، لكنهم من ناحية أخرى تمكنوا من تشكيل "عصابات" من المتطلعين الأنصاف، وخصوصا في المؤسسات الثقافية، فأغلقوا على المواهب الحقيقية باب التعلم وصقل مواهبهم، فاعتمدوا على السرقات بغباء،
وأضاف صاحب «من ثقب الشتلات الأولى»: كنت أحكم الشعر في مسابقة التعليم والثقافة لهذا العام ٢٠٢٠ بالقاهرة، وفوجئت بمتسابقين من الطلاب، شاركوا بإبداعات غيرهم، منشورة على الفيس، ومواقع أخرى، ومنها كانت في كتب قديمة، تم رفعها على الإنترنت، وهناك لعبة "الإيموشن" التي يستخدمها بعضهم في التعليقات، مع كلمات لا تغني ولا تسمن، في مقابل "بوستات" مهمة جدا، وإن كان أصحابها معدودين.
واستطرد رائد القصة الشاعرة: أضف إلى ذلك اختلاط الحابل بالنابل، وافتعال الاتهامات والمشكلات مع هؤلاء المعدودين، ليتمكن لصوص الإنترنت من السرقات بوقاحة وأريحية، ويكفي ما نراه من بعض موظفي هيئة قصور الثقافة، الذين يحاولون التغطية على فشلهم بتوزيع صكوك الوطنية هنا وهناك، وفي محاولاتهم السيطرة على انتخابات اتحاد الكتاب المزمع إجراؤها، مع تشكيكهم في الذمة المالية والإبداعية، والإيديولوجية لكل من يرفض ما يقومون به من فساد وادعاء، بل يسرقون البرامج الانتخابية، كسرقتهم الأفكار، ونحتهم للنصوص، وتغييب الوعي، وإنكار ما لا يستطيعون مواكبته من أجناس أدبية جديدة، رغم الحضور المميز لتلك الأجناس في المشهد الأدبي والأكاديمي، ولكن من السهل تعريتهم، بمتابعة بسيطة لمنشوراتهم في الفيس؛ ليدرك البصير أنهم بلا مبدأ، وعليه يضطر المبدع الحقيقي لإخفاء إبداعه، أو يعطل حسابه مرات ومرات، ثم ينسحب من الفيس تدريجيا، حرصا على أعصابه، وما تبقى من أمل.