وفاء عبد الحفيظ حسن تكتب: عقمت الدراما أن تلد لنا الإنسانية

  • جداريات 2
  • الجمعة 15 مايو 2020, 04:40 صباحا
  • 1236

لقد كانت الدراما التي يلتف حولها الملايين في الشهرالكريم تسحر القلوب، حيث يجد المواطن وجبة متنوعة لها شهية خاصة حين يتناولها.


الدراما في رمضان

هذا العنوان كان نقطة تحول لأعمال كان لها الصدارة والسبق في الحصول على التقدير الممتاز.

تارة من المشاهدين الذين اعتادوا أن تكون بصيرتهم هى البوصلة التي تكشف عن عوار العمل من نجاحه.

تارة أخرى من النقاد لأنهم يرون العمل بمصداقية فنية، ويشيدون بالفنان الذي أضاف له رصيداً لم يكن لديه.

إلى جانب ذلك كانت الدراما جواز المرور لأعمال أخرى حيث يبرز العمل فنانين قد برعوا وتألقوا في أدوارهم، وأيضا نرى فناناً لأول مرة يخرج لنا من خلال (التلفاز) ويكون دوره والأداء الذي قام به كان بمثابة الشرارة التي انطلقت عبر أعمالٍ وأعمال .

نرى العمل بلور شخصيته على نحو يجعله يدرك قيمة النجاح الذي حققه، لا ننسى أعمال الكاتب الكبير -رحمه الله- أسامة أنور عكاشة (أمير الدراما).

فقد جسد لنا بأعماله الخالدة أروع الأعمال الدرامية  حيث تناولت شتى القضايا الاجتماعية وما حولها من قضايا المجتمع.

كان الشعب ينتظر بفارغ الصبر العمل المقبل والذي أعلن عنه والأجزاء المتتالية.

يجلس فيرى المتعة التي تأخذ بعقله من الأبطال  والأحداث مثل (ليالي الحلمية وغيرها).


الدراما هذا العام ٢٠٢٠م 

للأسف لم نشاهد أعمالا درامية كما كان التصور العفوي والمنتظر من الكتاب.

إنما وجدنا أعمالا خلت من النكهة الطبيعية أو جاءت بدون أساس التوليفة السحرية.

رأيت التناحر والصراع بين الإخوة والأخوات وقتلت أواصر الصلة وتمزقت وتقطعت على أسنة الرماح.

كأننا نعيش في غابة لا ضابط ولا رابط.

بات أبطال العمل بين مريض نفسي ومتنمر  على الإطلاق باختلاف الأعمال.

لم نجد صورة مثالية لحياة البشر الأسوياء.

《الدراما افتقرت إلى مقومات الإنسانية والرحمة》.


الكتاب أفلسوا

 ليس لديهم سوى الصور المخزية التي تأنف منها النفس البشرية.

هل بات المجتمع هؤلاء الإخوة، أو الزوجة التي حرمت من الإنجاب تتحول إلى وحش وتقتل ابن أختها بسبب الكراهية المطلقة انتقاما منها (في مسلسل خيانة عهد).

وهناك العمل الذي بيّن المرض النفسي لإحدى بطلات العمل إنها مريضة نفسياً وأقدمت على الانتحار أكثر من مرة وأنهت حياتها بتلك الكيفية ولم يبرر للمشاهد سبب ذلك لمجرد حبها للشخص الذي ينبذها  رغم علمها بحبه لأخرى في (مسلسل فرصة ثانية) المحتوى ضعيف للغاية.

وكما جاء في (مسلسل البرنس) الذي يقوم ببطولته الفنان محمد رمضان حيث يتصارع الإخوة على الميراث بالسفك والقتل.

بينما يطالعنا عمل عظيم (مسلسل الاختيار) تجسيد لبطولة حقيقية  بما لديها من رصيد إنساني لشهيد الواجب، التي أظهرت للمشاهد ما يحدث على أرض الواقع من حقائق يجهلها المواطن

جاء العمل بكل فخار لنا جميعا نحن المصريين موضوعاً إنسانياً تجسيداً (للشهيد أحمد المنسي).

لم أذكر ذلك لكي تكون الأعمال كلها على هذه الشاكلة.

إنما الحق أولى أن يتبع، حين أسوق ذلك المثل (القصد ما جاء من رحمة وإنسانية وصلة رحم تجلت على أداء الفنان الرائع أمير كرارة) بطل العمل لأنها خلاصة البشر لنبذ القتل والسفك.

حين يدخل العمل البيت لا بد أن يكون هناك ضوابط آليات العمل الإنساني من بث روح المحبة والإخاء والتأكيد على أواصر الصلة بين أفراد الأسرة.


الدراما في رمضان

ليست كأى دراما بل هي الطبق الشهي الذي يتناوله الصائم بمحبة وطمأنينة على ذويه وسائر أفراد المجتمع.

بدلا من النزعة العدوانية التي تترك أثرها تأكل في النفوس وتغذي مواطن الضعف لدى البشر وتستــشري بين الشباب والأطفال لابد أن تبث صوراً تتلاقى فيها العواطف لكي تصلح أعوجاجاً أو تخلق مثلاً طيباً يتجسد مع الوقت في الأذهان.

قبل أن أترك موضوعي أريد أن أهمس في أذن كتابنا الأفاضل (بمراجعة حساباتهم قبل الإقدام على  الكتابة للشهر الكريم، حيث يدخله ضيفا مرحبا به في كل وقت.

      


تعليقات