باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الكاتب أحمد عبد الكريم والحاج صلاح تعلب
منذ أكثر من ٣٠ سنة تعرفت عليه من خلال والدي رحمه الله .. كان زميله وصديقه في هيئة السكك الحديدية .. كان أبي يخبرني بأن صديقه الحاج محمد صلاح تعلب- رحمه الله- يتابع ما أكتبه في صحف أخبار اليوم ويرسل تحياته وسلاماته.. إلى أن جاء يوم واصطحبني والدي معه لزيارة صديقه الحاج محمد صلاح في مسكنه القديم بشارع أبو الخير ببلدة دمنهور شبرا الخيمة وهو نفس الشارع الذي به منزل عائلتي وولدت فيه وعشت فيه مع العائلة حتى انتقلنا إلي بيتنا الحالي بمنطقة الفرنواني المجاورة بدمنهور شبرا .
وكان هدف الزيارة هو رغبة والدي في السفر إلى الأماكن المقدسة بالمملكة السعودية لأداء العمرة هو ووالدتي عن طريق جمعية الحج والعمرة بالسكة الحديد التي كان يرأس مجلس إدارتها الحاج محمد صلاح، وبعد عودة والدي ووالدتي من أداء العمرة أخذا يحكيان لي عن مدى اهتمام ورعاية الحاج محمد صلاح لهما، فزادت محبتي أكثر وأكثر لهذا الرجل .
وذات يوم نشرت في جريدة الأخبار حكاية معمرة مدينة العامرية بالإسكندرية التي كانت تبلغ من العمر ١٢٠ سنة فاتصل بي الحاج محمد صلاح بعد أن قرأ هذه الحكاية وقال لي: عندنا في قريتنا كوم أشفين بمركز قليوب أحد المعمرين يدعي الشيخ محمد الوسيمي تجاوز عمره أكثر من ١٢٠ سنة.
وعلى الفور اتفقت معه للذهاب إلى قريته حيث قمت بعمل حوار صحفي مع الشيخ محمد الوسيمي وقلت له في نهاية الحوار ما هي الأمنية التي ترغب في تحقيقها ؟
فأجاب الشيخ ليست لي أي أمنية ..فقلت له أقترح عليك أن نكتب أمنيتك حج بيت الله الحرام .. فابتسم الشيخ وقال: بقي ده معقول !! ..فقلت له إن شاء الله يبقي معقول.
وبعد نشر الحوار في جريدة الأخبار اتصل بي أحد المهندسين المصريين الذي كان يعمل بدولة الإمارات العربية المتحدة بأنه متبرع بنفقات السفر وتكاليف رحلة الحج الشيخ الوسيمي واصطحابه في هذه الرحلة لأن الشيخ الوسيمي كان كفيف البصر.
وكانت السفارة السعودية قد أغلقت أبوابها قبل عيد الأضحي بأيام وفوجئت بالأستاذ جلال دويدار رئيس تحرير جريدة الأخبار في ذاك الوقت يتصل بي هاتفيا ويخبرني بالذهاب مع الشيخ الوسيمي ومرافقه لمقابلة السفير السعودي في السفارة السعودية التي فتحت أبوابها خصيصا لهذا الشيخ للحصول على تأشيرة السفر إلى المملكة.
كانت فرحتي غامرة بهذا الخبر السعيد واتصلت على الفور بالحج محمد صلاح وطلبت منه اصطحاب الوسيمي ومرافقه والذهاب معهما لمقابلة سعادة السفير السعودي بدلا مني لأن الحج محمد صلاح كان له الفضل بعد الله في هذا الموضوع.
وبعد ذلك توطدت العلاقة بيني وبين هذا الرجل الطيب الذي وجدت فيه شخصية غير عادية يتمتع بحسن الأخلاق وطيب المعاشرة والاحترام للكبير والصغير وحبه لتقديم الخير لمن يعرفه ومن لا يعرفه وإخلاصه الشديد لأصحابه، كما لم ينس أبناء قريته الذي تسبب في تعيين الكثير من شبابها في السكة الحديد، إلى جانب سعيه الدائم لإدخال مشروع الصرف الصحي للقرية فكنت أذهب معه لمحافظ القليوبية لإدخال هذا المشروع إلي القرية وقد تحقق هذا الحلم لكن بعد وفاته مباشرة ليكون في ميزان حسناته.
شخصية الحاج محمد صلاح تعلب متعددة الجوانب حيث كان يرأس مجلس إدارة جمعية مسجد البخاري بميدان المؤسسة بشبرا الخيمة وتمكن من خلال علاقاته عمل مستشفى خيري فوق المسجد وهي تعمل الآن بكفاءة.
أما عن الجانب الثقافي فله باع طويل، حيث كان يصطحبني معه إلى الندوات الثقافية من خلال الصالونات الثقافية التي انتشرت في السنوات الأخيرة، وسافرنا معا إلى مدينة الإسماعيلية وقنطرة شرق والإسكندرية في مؤتمرات ثقافية عديدة .
إلى جانب عشقه للزهور، كنا نذهب معا إلى البساتين بالقناطر الخيرية ليشتري أنواعا مختلفة من هذه الزهور لإضافتها إلى شقته التي ازدحمت بأحواض الزهور ولذلك أطلقت عليه لقب " عاشق للزهور" .
كما أطلقت عليه لقب "جناب اللورد" وذلك لوسامته وشياكته وأناقته.
الحاج محمد صلاح تعلب أحببته من كل قلبي وزادت علاقتنا عمقا عندما طلبت منه الإشراف على الصفحة الثقافية بجريدة الاتجاه الآخر عندما كنت أتولى رئاسة تحريرها، وكذلك إشرافه على الصفحة الثقافية بمجلة "ع المكشوف" التي توليت رئاسة تحريرها في فترة سابقة ..وعندما كنت اأقوم بعمل محاضرات عن أشكال العمل الصحفي للمحررين الشبان كان يسارع ويقول لي سأكون موجودا لأتعلم معهم هذا الفن، هذا هو تواضع الكبار .. وقد تعرفت من خلاله على أسرته الجميلة المكونة من زوجته المحترمة الرائعة الحاجة فوزية عبدالمنعم وأولاده الأستاذة غادة التي ورثت عنه حب الثقافة وأصبح صالونها الثقافي الذي يحمل اسمها من أشهر الصالونات الثقافية في مصر ونجله الثاني وائل الذي يعمل بإحدى الشركات في القاهرة ونجله الثالث أحمد الذي يعمل ويقيم في السويد.
ما أجمل الذكريات والحكايات عن شخصية متميزة وفريدة في نوعها. إنه صديقي الراحل جناب اللورد عاشق الزهور محمد صلاح تعلب الذي أوصاني في آخر لقاء لي معه داخل مستشفى السكة الحديد على ابنته غادة.. ثم ودعناه إلى مثواه الأخير في قبره الذي أشرف عليه بنفسه قبل رحيله وبكيته كما لم أبك على أحد من قبل..
إلى أن نلتقي صديقي وحبيبي الغالي جناب اللورد سلام ورحمة ونور لك في عليين.