في "وادي الدوم".. علاء فرغلي يحكي عن "الدومة" بين التاريخ والفانتازيا

  • جداريات 2
  • الأربعاء 26 يونيو 2019, 10:45 صباحا
  • 813
غلاف رواية وادي الدوم

غلاف رواية وادي الدوم

بصدور رواية "وادي الدوم" يكون الروائي علاء فرغلي وضع اللبنة الثانية في مشروعه الروائي الذي تبدت جديته ورصانته في روايته الأولى "خير الله الجبل" التي حصدت جائزة ساويرس الثقافية للرواية فرع الشباب في نفس عام صدورها.

تدور أحداث رواية وادي الدوم في بقعة جغرافية في قلب الصحراء الغربية في منتصف المسافة بين مصر وليبيا، حيث تبدأ الرواية بمشاهد متتالية لعملية قصف بالمدافع والبنادق الآلية يقوم به مجهولون يضربون هذه البقعة الجغرافية التي يسميها أهلها "الدومة"، دون أن يعرف سكان الدومة أو قرّاء الرواية، أسباب هذا الضرب أو مصدره، حتى نتبين شيئا فشيئا، ومن خلال ما يقوم به أبطال الرواية، الذين هم في أغلبهم من الشيوخ والشوّاب المعمرين، نتبين من خلال ردود أفعالهم أنهم اعتادوا مثل هذه الوقائع من قبل وعلى مدار تاريخ "الدومة" التي يبدو أنها تعرضت منذ اكتشافها في قلب الصحراء إلى غزوات حربية ومعارك فرضت عليها، من جهات وأطراف عديدة لا يجمعهم سوى السعي لتحقيق أطماعهم. على الرغم مما يرفعه كل طرف من رايات وشعارات هي في أغلبها جوفاء لا تعكس حقيقة دوافعهم.

ومن خلال ما يقوم به أشياخ الدومة في مواجهة الهجوم الذي لا يعرفون مصدره أو أسبابه، نعرف أن كلا منهم قد عانى على المستوى الشخصي من هذه الوقائع، وكل منهم قد فقد عزيزا أو غاليا، منهم من فقد أبناءه الذين قتلتهم ألغام زرعها الطليان في زمن الحرب، ومنهم من قضى تحت عجلات مقطورة تنقل مواد البناء إلى الغرب الليبي، أو من قصفته طائرات الإنجليز أو التشاديين، أو غيرهم ممن مروا بهذه الأرض، لكن أهل الدومة يتجاوزون كل هذه الوقائع واحدة بعد أخرى، متطبعين بطبيعة الأرض، وروح الصحراء.

وجاءت رواية "وادي الدوم" في نحو أربعة وعشرين فصلا، يتصدر كل منها قول مأثور أو مقطع من أغنية ذات طبيعة بدوية صحراوية تمثل نصا موازيا تعبر بشكل ما عن محتوى الفصل التالي. يتناول كل فصل قصة المكان من زاوية تاريخية محددة أو من خلال أحد الشخصيات الرئيسية في الرواية، ويغلب على أحداثها السرد التاريخي الممتزج بالخيال والفانتازيا والواقعية.

تعليقات