هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
الزميل أحمد بدر نصار مع الشيخ الطبلاوي
قال عنه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بأنه صاحب النغمة المستحيلة؛ ,وقال
الكاتب الراحل محمود السعدني عنه إنه أخر حبة
من مسبحة القراء العظام أنه القارئ الشهير ونقيب القراء الشيخ محمد محمود الطبلاوي،
الذي ر حل عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز 85 عاما ، وقد نعاه الإمام الأكبر الدكتور
أحمد الطيب شيخ الأزهر قائلا : بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، يحتسب الأزهر الشريف
وإمامه الأكبر، عند الله، أحد أبرز أعلام تلاوة القرآن في مصر والعالم في العصر الحديث،
الشيخ محمد محمود الطبلاوي، الذي وافته المنية اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 86 عامًا.
وأكد
الإمام الأكبر أن الشيخ الطبلاوي -رحمه الله- سيظل يحتل مكانة كبيرة في قلوب وعقول
المسلمين، وسيظل صوته العذب يقصده المسلمون للتدبر في آيات الذكر الحكيم، ويبقى الشيخ
الطبلاوي علامة بارزة في تاريخ الترتيل والتلاوة في التاريخ الحديث.
وقد
أجرينا مع الشيخ الطبلاوي قبل رحيله حوارًا مطولًا خاصًا لموقع "جداريات".. ننشره لكم الآن.
وفي
البداية أكد لنا شيخنا الجليل الراحل أن أمنية والده الوحيدة كانت تتمثل في أن يراه
حافظا لكتاب الله وقد كان ؛ وفي البداية يقول مولانا الشيخ الطبلاوي " أنا رجل
بسيط و لدت في قرية ميت عقبة بمركز إمبابة بمحافظة الجيزة في 14 نوفمبر 1934 و عندما أتمت الرابعة من عمري
قرر والدي أن أدخل كُتاب القرية حتى أحقق أمنيته الوحيدة والتي تجسدت في أن يراني حافظا
لكتاب الله فأتممت حفظ القرآن وتجويده بفضل الله في العاشرة من عمري ويومها كان والدي
سعيد للغاية وكان يقول لقد استجاب الله لدعائي وحفظ محمد ابني القرآن الكريم وكان دائما
يتباهي بي بين أهل قريتنا ؛ ومن يومها وأنا لابد أن ارجع القران الكريم باستمرار مرة
أول مرتين في الشهر كي حفظه فالقران الكريم يحتاج من جميع الحافظين له مراجعته باستمرار
وإلا سينسون الكثير منه .
"أول أجر "
وعن
أول أجر له يقول الشيخ "الطبلاوي" كان يوم لا ينسي والحقيقة البداية كانت
صعبة رغم حصولي على الشهادة العالية في تخصص القراءات من الأزهر الشريف عام 1956م إلا
أن القراءة أمام الجمهور لأول مرة فكانت الرهبة تمتلكنني بقوة خاصة أن أول أقرا فيها
القرآن أمام الجمهور والمستعمين كان عمري 12 سنة ولكن فوجئت بتفاعل من الجمهور كبير
وظننت وقتها أنهم تفاعلوا معي لصغر سنى ولكن بعد شهادة المشايخ الكبار أكدوا لي أن
صوتي ممتاز وأتمتع بحنجرة خاصة ؛ ومن بعدها دعيت لإحياء مناسبات ومآتم لكبار الشخصيات
والعائلات المعروفة وكان معي في نفس المناسبات مشاهير كبار من الإذاعة المصرية ؛ ثم
اشتهرت في جميع مناطق وقري ومدن القاهرة الكبرى والتي تشمل محافظة القاهرة والجيزة
والقليوبية وأصبحت القارئ المفضل لمعظم العائلات والشخصيات المرموقة والمسئولين الكبار
في هذه المحافظات .
أما
بالنسبة لآول أجر فكان ثلاثة جنيهات وكنت سعيد جدا بهذا المبلغ الكبير وقتها وبعدها
بفترة وجيزة كان اجري خمسة جنيهات وكان وقتها مبلغ كبير جدا أن تحصل عليه في مناسبة
واحدة لدرجة انتابني شعور إنني أصبحت على القمة .
·
"دخول عالم الشهرة "
. الحقيقة
ان عالم الشهرة لم يكن بالأمر الهين ولم يكن سهلا كما يتوقع الكثيرون فانا تعرضت لعقبات
كبيرة وكثيرة كي ادخل الإذاعة المصرية فانا تقدمت إلي الإذاعة المصرية أكثر من 7 مرات
وباءت جميع المحاولات بالفشل ؛ وكان سبب الرفض يرجع الي تمسك لجنة الاستماع إلي اختبارات
المقامات الموسيقية والانتقال النغمي التي ادرسها ولا اعترف بها في تلاوة القرآن الكريم
ولكن في المرة الأخيرة ذهبت الي الإذاعة لعمل اختبارات وكان أعضاء اللجنة كل من الشيخ
محمد الغزالي والدكتور عبد الله ماضي والشيخ عبد الفتاح القاضي ؛ وتم اختياري بفضل
الله من قبل اللجنة بالإجماع وبتقدير امتياز وكان ذلك عام 1975م ومن بعدها كان الفتح
والبركة علي من الله وأصبحت من يومها من مشاهير القراء في القرآن الكريم علي مستوى
جمهورية مصر العربية .
" الشيخ الطبلاوي و20حجة "
وعن علاقاته بملوك
السعودية قال : أود أن أقول إنني بفضل الله أديت مناسك
الحج 20 مرة ؛ وفي احد مرات الحج كان لى انا والشيخ عبد الباسط عبد الصمد موقف مع خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك خالد
بن عبد العزيز" رحمه الله " فنزلنا
المملكة في ضيافة الملك خالد و الملك عبد الله بن العزيز رحمه الله كان أميرا وقتها
؛ وعندما انتهينا من قراءة القرآن سأل الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله الوزير
محمد عبده يماني كم تقاضينا فقال له 150 ريالا ؛ فقال له بل امنحهم الضعف ؛ وفي عام
1979م سمعني الملك خالد وقال لي يا شيخ طبلاوي " القرآن نزل في السعودية وقرئ
في مصر وطبع في اسطنبول .
"أهمية الكتاتيب في التنشئة "
وعندما سألناه عن أهمية الكتاتيب قال : أكيد الكتاتيب كانت المدرسة الثانية بعد البيت في
تربية النشء تربية صحيحة والكتاب هو من أخرج العظماء في مجالات الحياة في مصر وكان
أحد الأماكن التي حافظت على اللغة العربية السليمة والتي تعانى الآن من مشاكل كثيرة
؛ والحقيقة أنا طالبت وزيرة التربية بتعليم بضرورة عودة الكتاتيب للقرى المصرية وكانت
إجابته أننا نعيش في عصر المعلومات والانترنت .
"القراءة داخل جوف الكعبة "
وعن أكثر الأماكن رهبة له قال
: . طبعا
عندما رزقني الله وأكرمني بالقراءة داخل جوف الكعبة المشرفة وكان المكان محفوف بالرهبة
والهيبة وربما أنا القارئ الوحيد في العالم الذي سمح له بقراءة القرآن داخل هذا المكان
المقدس وقرأت قول الله تعالى " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
" والحقيقة الذي كان له الفضل في ذلك بعد الله سبحان وتعالي هم أهل " آل
شيبة " فقد اقترح علي أحد أفراد العائلة كي ادخل وأقرا بعض آيات القرآن الكريم
داخل جوف الكعبة وأنا بعتبر هذا الموقف هو أجمل المواقف التي قرأت فيها القرآن الكريم
علي الإطلاق .
وتابع مولانا قائلا :
ومن أجمل المواقف
التي لا أنساها عندما كنت أقرا القرآن في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وكانت
هناك سيدة من دولة تونس وكان معها 4 أمريكيين وسألوني عن الإسلام وعندما قلت لهم وأخبرتهم
بسماحته وعدله أعلنوا إسلامهم جميعا وسط تهليل وتكبير الحضور .