هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
أرشيفية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه....
أما بعد..
فقد تقدم في المقالة السابقة أن الصحيح صحة إقامة الجمعة في البيوت يقيمها الرجل بأهل بيته، إذا كانوا ثلاثة ممن تلزمهم الجمعة، ويقيمونها بشروطها، ولكن يبقى شرط (الخطبة)، فكثير يحتج بعدم إمكانه الخطبة، وهذا كله مبني على ما درج عليه الناس من تطويل الخطب المنبرية، في حين أن استحباب تقصير الخطبة محل إجماع بين العلماء.
ولو نظرنا إلى شروط الفقهاء في الخطبة لا نجدها شديدة بل أيسر ما تكون، وبغير دخول في اختلاف العلماء في ما يتعلق بالخطبة من الأركان والشروط والسنن والمكروهات، فإنه لو خطب إنسان، بخطبة الحاجة وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بتقوى الله، ولو بسجعتين: اتقوا الله فيما أمر، وانتهوا عما عنه نهى وزجر، مع الدعاء للمؤمنين في الخطبة الثانية، صحت الخطبة على كل المذاهب، ويوالي بينها وبين الصلاة، ويوقع الخطبة في وقت الجمعة، وتكون قبل الصلاة، ومع حضور الجماعة (اثنين فأكثر يسمعانها)، ويرفع الصوت بها، وتكون بالعربية، ويسن لها على منبر يمين المحراب، والجلوس قبل الخطبة، واستقبال الناس، والأذان بين يدي الخطبة، ورفع الصوت بالخطبتين وتقصيرهما، بل واختلفوا في وجوب القيام والجلوس بينهما والطهارة وستر العورة والسلام، فهي أمور يسيرة، ويمكن للوالد في البيت يقدم أحد أبنائه البالغين ليخطب في جمعة، وآخر في أخرى، وهكذا، ويدربهم على اختيار الكلمات القليلة ذات المعاني الكبيرة، فعن أبي وائل: خطبنا عمار فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا) [رواه مسلم].
وعن جابر بن سمرة السوائي قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطيل الموعظة
يوم الجمعة إنما هن كلمات يسيرات) [رواه
أبو داود وحسنه الألباني].
بل يمكن أن يقرأ سورة (ق) في الخطبة، وهي من السنن المنسية، فقد قد قرأ النبي صلى
الله عليه وسلم سورة ق على النبر وخطب بها؛ فعن بنت لحارثة بن النعمان قالت: ما
حفظت (ق) إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة) [رواه مسلم]. وله أن يقرأ من أوراق أيضاً، فليس هناك دليل يمنع ذلك، وعليه
عمل كثير من الخطباء اليوم كما في الحرمين الشريفين وغيرهما.
والحمد لله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وبالله التوفيق.
كتبه
أ.د. خالد بن فوزي حمزة