عزلة الأدب العربي في عصر الكورونا..إلى أين ؟

  • جداريات Ahmed
  • السبت 02 مايو 2020, 02:49 صباحا
  • 701
الادب العربي

الادب العربي

 




 


لا اتصور العالم دون أدب بكل فنونه ، فالأدب هو أحد أهم عناصر بناء الأمم والحضارة ، فما قيمة الدول والمجتمعات دون قراءة أو ثقافة ، لا يمكن أن يعيس مجتمع دون وعي أو إدراك ، ولذلك يعرف الأدب بأنه التعبير الإنساني الصادق عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه واحاسيسه وتجاربه المتعددة في الحياة من خلال استخدام أسمى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر العادي  إلى ما يسمى بالنثر المنظوم إلى الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر. يرتبط الأدب ارتباطا وثيقا باللغة فالنتاج الحقيقي للغة المدونة والثقافة المدونة بهذه اللغة يكون محفوظا ضمن أشكال الأدب وتجلياته والتي تتنوع باختلاف المناطق والعصور وتشهد دومًا تنوعات وتطورات مع مر العصور والأزمنة.


فجأة هبث جائجة في ديسمبر الماضي أوقفت العالم ، اربكت كل حركة الحياة في شتى المجالات بلا استثناء ، فما انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد19" إلا درسا قاسيا للبشرية وعلينا التعلم منه والأستفادة منه بقدر المستطاع وكم أسعدنا أن نجد مبادرو رائعة حول الاستفادة من العزلة التي فرضها فيروس كورونا على البشرية للأستفادة القصوى من التجربة وعرفت المبادرة التي جاءت تحت عنوان "أدب العزلة " رافعة شعارا  انتج أدبا في عصر العزلة نفسها قائلة  لطالما كانت العُزلة -باختلاف أسبابها- بيئة محفزة على الإنتاج الأدبي؛ حيث أن العديد من الكُتاب والمبدعين قدموا روائع أدبية مذهلة خلال فترة عزلتهم حفظها لهم التاريخ. كما أن العزلة طريقة للتفكير والتفكر، ووسيلة للتركيز على مهام مُحددة، وفرصة لتحقيق الذات من خلال التعبير بالكتابة. وفي فترات العزلة بإمكانك السفر والتحليق بعيدًا، واكتشاف المجهول والبحث عن الجديد، وأخذ استراحة قصيرة من أعباء الحياة، وتدوين يومياتك ونقش تفاصيل ما لاحظته وتعلمته، وتستطيع جمع الدروس المستفادة من التجارب التي صنعتك وتحويلها لأعمال أدبية فريدة. وانطلاقًا من دور هيئة الأدب والنشر والترجمة على تشجيع وتحفيز المبدعين؛ انطلقت منصة أدب العُزلة التي تهدف إلى منح الفرصة أمام محبي الكتابة للمشاركة بإنتاجاتهم الأدبية والإبداعية من قصص وروايات ويوميات ونصوص شعرية يتم العمل عليها في فترة العزل الوقائي بسبب فايروس كورونا COVID19.


ومن أهداف المبادرة فرصة للاختلال بالذات والتعبير عن المشاعر ومحاورة الأفكار والعمل على توظيف العزلة في إنتاج مشروع أدبي لتوثيق الأحداث الحاليى خلق حالة من التفاعل المجتمعي على وسائل التواصل الاجتماعي تبث روح الأمل  مع اكتشاف مواهب أدبية تثري المشهد الأدبي


ومن الطبيعي أن تاريخ الأدب هو التطور التاريخي للكتابة النثريه والشعريه التي تقدم للقارئ  هذا بجانب التطور والتقدم المستمر في التقنيات الأدبية المستخدمة في ايصال هذه القطع ببعضها. ليست كل الكتابات ادباً. بعض المواد المسجله خطياً كبيانات مثال (سجلات الشيكات) لاتعتبر ادباً. وهذه المقاله تعنى فقط بتطور الأعمال السابق تعريفها.


وهذا ما اتفق عليه الروائي المهندس مدحت مطر بأن الأدب يخضع لأي تطور أو ظروف طارئة ، لافتا إلى أن أحيانا الأزمات العظمى والحروبالعالمية والعربية صنعت كتابا عظماء ، فالمحن غالبا تصنع العباقرة ليس في مجال الأدب فحسب بل في جميع المجالات بلا استثناء، متسائلا كم كاتبا عربيا وعالميا انتج روائع أدبية على مختلف الأجناس من رواية وشعر وقصة قصيرة ، فأحيانا المحن مهما كانت عظيمة فقد تكون خيرا للبشرية ان تجد وتكتشف العباقرة ، مشيرا إلى أن فيروس كورونا الذي جاء ليفرض الإقامة الجبرية على البشرية جمعاء نستطيع أن نسافيد منها لكي نصنع عناوين جيدة ربما تتفوق لو كتبت في غير هذه الظروف العصيبة التي تعيشها دول العالم الأن من ارتفاع الإصابات والوفيات بصورة مخبفة ، متوقعا أن يكون هناك أدبا مميزا سيظهر عقب انتهاء أزمة الوباء العالمية وربما ستظهر خلال ألازمة ذاتها ، مشيدا بالمبادرة داعيا جميع الأدباء والمبدعين حول العالم العمل على ضرورة تطوير أنفسهم ومن ثم الانتاج الذي أكيد سيكون جيدا مادام الكاتب والمؤلف أو المبدع أعد نفسه وقام بتأهيل نفسه جيدا لكي يقدم منتج صالحا لكي يكون له مكانا متميزا في المكتبات العربية ويشار له بالبنان .


ومن جانبه يرى الروائي نور الحراكي أن أزمة كورونا في بدايتها كانت مؤلمة للغاية ولكن في ظل عجز العالم عن الوصول إلى لقاح نهائي لعلاج ومواجهة كورونا ، لافتا إلى أن روائي عالمي مثل ماركيز أبدع في ظل العديد من المحن الكبيرة التي عاشها سواء على المستوى الشخصي أو العالمي ، وأشار أن معظم الكتاب والأدباء العرب الذين هجروا أوطانهم لظروف الحروب أو التضييق ، لم يستسلموا لمرارة العياب عن الوطن الأم بل تعايشوا وقدموا لنا روائع أدبية عظيمة ، مطالبا كافة الكتاب بضرورة القراءة بقدر المستطاع كون القراءة هى أهم محصلة للكاتب وكلما زادت القراءة لديه كان قادرا على تقديم عملا يخدم الحركة الأدبية العربية وربما العالمية في حال ترجمتها للغات عدة ، مشيرا إلى أنه شخصيا استطا عأن يستغل المكوث في البيت بسبب كورونا وراح يقرأ كثيرا ، وبدأ الإقدام على عمل جديد سوف يظهر للنور خلال الفترة المقبلة ، مطالبا الجهات والوزارات الثقافية تدشين العديد من المبادرات التي من شأنها تعزيز ودعم حركة الأدب العربي ، أون لاين ، والتواصل بشكل متواصل مع الكتاب والأدباء العرب مع عمل ندوات ثقافية بشكل دوري من خلال الأنترنت كي لا نترك فرصة ذهبية مثل هذا لنقترب أكثر وأن كان أون لاين ونتطور أنفسنا بشكل كبير جميعا لكي نصل بالأدب العربي إلى أعلى المستويات الممكنة .


 


 


 


 


 

تعليقات